حيث تسعى المرأة اليمنية وبِخُطى واثقة لتمكين ذاتها سياسياً واجتماعياً واقتصاديًا وثقافياً، وفي كافة مناحي الحياة، وفقاً للقوانين والتشريعات التي منحتها حقوقها المكفولة.
إن تمكين المرأة اليمنية ودعم تشكيلاتها النسوية يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح لتعزيز دورها التنموي المستدام وبناء الأمن والسلام والمشاركة في صنع القرار.
فالمرأة نصف المجتمع ومسؤولة عن النصف الآخر وتُثبت دوماً تمتعها بالقدر الكافي من التميز والإبداع والكفاءة والمشاركة الفعلية لشقيقها الرجل في الأعمال السياسية والاجتماعية والكفاح المسلح والنضال نحو الحرية والاستقلال للنهوض بالوطن، ومواجهتها لتحديات الحرب ومشاركتها للفعل الثوري والفعاليات المجتمعية، ودورها الرائد في عملية السلام كونها الأكثر تأثراً وتأثيراً في المجتمع، وقادرة على خوض مضمار الحياة في كافة جوانبها بتميز ونجاح.
فالمرأة قاعدة البناء ونقطة الانطلاق للتوازن والاستقرار للتنمية المستدامة. كما أن المرأة في مواقع صنع القرار صمام أمان يقود التوازن الاجتماعي في كافة المجالات والقطاعات الحيوية، منها التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية وغيرها.
فالمجتمع اليمني - حسب اعتقادي - ليس ذكورياً مطلقاً، فهو بشكل عام مناصر للمرأة ومدافع عن حقوقها، ويحترم ويتبنى الأفكار والرؤى المطورة لذاتها وتُنجزها المرأة، وتصير محل اهتمام وفخر المجتمع بشكل عام، إضافة إلى ما تقوم به المرأة من أعمال ومهام مجتمعية تصير ذات دلالة واعتزاز، ناهيك عن الضغط المجتمعي الذي تقوم به النساء، سواء في المظاهرات لتصحيح الأوضاع أو المبادرات لتحسين الخدمات لتكون محل اهتمام وذات قيمة لدى الطرف الآخر. ولا ينكر أحد أن هناك قصورا وعدم اهتمام بدور المرأة وتعزيز مكانتها الاجتماعية، إلا أنها تعود نتيجة للأعراف القبلية البالية لتكون محصورة في جزء محدد في مناطق مختلفة، وغيرها من الأسباب الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وما خلفته الحروب من تشظي ونزوح عدد من الأُسر من محافظة إلى أخرى، وغيرها من العوامل التي أدت إلى ضعف الاهتمام بقضايا المرأة.
فتمكين المرأة وتعزيز دورها لا يقع على عاتق النساء فقط، بل بمشاركة الرجل مشاركة فعلية، عبر أطر وخطط وبرامج ومشاريع تنموية ضامنة لتمكين المرأة وتعزيز دورها الاجتماعي في تحقيق الأمن والسلام المستدامين، والعمل على تنفيذ القرار الأممي رقم 1325 لعام 2000م بخصوص المرأة والسلام والأمن بهدف زيادة مشاركة المرأة في صنع القرار على كافة المستويات وحماية حقوقها في النزاعات.
الشهيدة إفتهان المشهري كان لذكرها وأثرها الطيب جزء من وقت الفعالية، وإظهار دورها البارز خلال مسيرتها العملية وما تعرضت له من عملية اغتيال، وما آلت إليه القضية.
لكل أُم وأخت وزوجة وبنت وفتاة تحية وفاء وشكر وتقدير، ومزيد من التقدم والرقي، ومبارك هذا الإنجاز وتتويج الجهود بعقد القمة النسوية الثامنة.
