الثلاثون من نوفمبر يوم سجل فيه أبناء شعبنا اليمني بطولات وسطر ملاحم لا تفنى.. يوم بمثابة بعث وNحياء لشعب عانى صنوف الظلم والاضطهاد من مستعمر بغيض كبت على أنفاسه قرابة القرن ونيف من الزمان.
كانت بلادنا وبالذات مدينة عدن اللؤلؤة المفعمة بالأمل والحياة، محط أنظار كثير من دول الاستكبار والجبروت، بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب.. ففي غفلة من الزمان وقعت أسيرة محتل غاشم سيطر عليها وباقي مدن وأرياف وقرى جنوب اليمن. ففي التاسع عشر من يناير من عام 1839م هذا اليوم المشؤوم احتلت بريطانيا عدن بذرائع واهية كاذبة.
كانت بريطانيا تدرك أن مدينة عدن تقع على مفترق طريق بحري حيوي وهو باب المندب، وكان يستوجب لحماية مصالحها التجارية والعسكرية ولتوسع نفوذها في العالم السيطرة على عدن وجنوب اليمن.
دام احتلال بريطانيا لجنوب اليمن سنوات طوالاً، تعرض خلالها شعبنا اليمني للاستبداد والاضطهاد وكبت الحريات.. حينها أدرك شعبنا استحالة العيش تحت وطأة محتل غاشم سلب حريته وسيطر على مقدرات البلاد، فبدأ نضاله وكفاحه المسلح في الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م، حيث انطلقت أولى شرارات الثورة المباركة من جبال ردفان الشامخة.. ثورة سطر خلالها أبناء شعبنا أروع الملاحم التاريخية والتضحيات الجسام وقدم خيرة شبابه الذين ارتوت بدمائهم الزكية الطاهرة أرضنا في سبيل نيل حريته وانعتاقه من مستعمر كبت على أنفاسه عقوداً.. ليزف يوم النصر الأكبر يوم الثلاثين من نوفمبر من عام 1967م، هذا اليوم الذي يعد يوماً تاريخياً في حياة شعبنا اليمني.. يوم تحطمت فيه أغلال العبودية وبزغت شمس الحرية والانعتاق بجلاء آخر جندي بريطاني من بلادنا.
هلت علينا الذكرى الثامنة والخمسون لعيد الاستقلال المجيد، هذا العيد الذي نستذكر فيه نضالات شعبنا اليمني وتضحياته الكبيرة.. ونستلهم منه دروساً للمضي قدماً في مسيرة الاستقرار والبناء والتنمية.
يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا.
