.jpeg)
أثار مقالي الخميس الماضي، في هذه الزاوية من صحيفة “14 اكتوبر” الغراء الذي كان بعنوان (أحبك يا وطني) ردود أفعال مختلفة، أوردها هنا كما وصلتني لأنها تعبر عن نفسها بوضوح. وأبدأ بتعليق الصحافية ليلى غانم، رئيس قسم الأسرة بصحيفة” 30 نوفمبر” الصادرة في المكلا عاصمة حضرموت.. الموحي والمختصر: “آه يا بلد.. مقال روعة، أحبك يا وطن “.
ومن لبنان تعلق الكاتبة الروائية زينب دياب: “بلادنا أنهكتها الفُرقة.. البغضاء حتى ضاقت فيها دروب الفرح، وضاع معظم معالمها، تشوهت مثل نفوس بعض قاطنيها حتى أصبحت ضحية في صراعات الكبار، كم نشتاق لبلادنا الحقيقية، وستبقى أرواحنا المتعبة تحلّق في رحاب فضائها تنتظر عودتها من جديد. ولا يوجد كتاب ولا مجلّد يجمع أزماتنا، هزائمنا، معاناتنا، عشقنا لأوطاننا، وقدرتنا على التفاعل بشكلٍ أفضل”. ويعلق السياسي المخضرم الدكتور محمد مسدوس بجملة واحدة تختصر كل الموضوع: “فعلاً ما يجري لم يحصل في تاريخ بلادنا”! إلى ذلك يذهب د.عبد الله عوبل: “هذه هي حال بلدنا.. تبدد حلمنا بالدولة وتسيد علينا لصوص القرن!!
أما الأستاذ سالم عبد الله بن سلمان مدير دار حضرموت للدراسات والنشر فقد علق قائلاً: “ أثلجت قلبي وروحي بهذه التغريدة الماتعة حد الثمالة. كم كان المرحوم عبد الحافظ الحوثري أيام كان في كلية التربية بالمكلا ذاهباً راجعاً بدار حضرموت باحثاً عن الكتب والمراجع العلمية. لا يمر أسبوع إلاَّ وله زيارة لدار حضرموت باحثاً ومكلفاً أن نوفر مجموعة من الكتب العلمية في الكيمياء العضوية والعامة كمراجع للطلاب. ومن يوم انزوائه ومعاناته مع المرض لم نرَ بعد من يسأل أو يذكرنا على الأقل بهذه القامة العلمية بحثاً أو سؤالا عن النشاط العلمي للطلاب رحم الله عبد الحافظ الحوثري رحمة الأبرار ولأِرواحهم الرحمة والرضوان.
أما الأستاذ عبد العزيز قرنح فكتب: “من يقرأ المقال حتماً سيذرف الدموع ولكن هذه الظاهرة عامة، الكل يكتوي بنارها. على سبيل المثال عمي الدكتور سعيد قرنح كان طبيباً في عدن، وبعد تخرجه أشار عليه والدي -أخوه- أن يتوظف في أحد مستشفيات الإمارات ولكنه قال أريد خدمة بلادي. وعندما أصابه المرض الشديد لم تهتم به الدولة ومات بصمت وكان راتبه الذي استلمه أولاده مبلغاً زهيداً جداً! علماً بأنه سافر إلى الأردن للعلاج على حسابه ومساعدة إخوانه. فقط للعلم: الدكتور سعيد قرنح أخ غير شقيق من “الأب” للروائي العالمي عبد الرزاق قرنح الذي نال جائزة نوبل في الرواية قبل عدة أعوام.
والصديق العزيز د. محمد مثنى في الولايات المتحدة الأمريكية وجد انسب شيء يعلق به على هذه الحالة ما قاله الكاتب السوري الكبير محمد الماغوط، وكأنه يعبر عن حال بلادنا العربية جميعاً: “من الغباء أن ادافع عن وطن لا أملك فيه بيتاً.
من الغباء أن أضحي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشردين.
من الغباء أن تثكل أمي بفقدي وهي لا تعلم لماذا مت...!
من العار أن أترك زوجتي فريسة للكلاب من بعدي.
الوطن حيث تتوفر لي مقومات لا مسببات الموت. والانتماء كذبة اخترعها الساسة وأصحاب السلطة واللصوص من أجلهم.
لا أؤمن بالموت من أجل الوطن..
الوطن لا يخسر أبداً، نحن الخاسرين.
عندما يبتلى الوطن بالحرب ينادون الفقراء ليدافعوا عنه..
وعندما تنتهي الحرب ينادون الأغنياء ليتقاسموا الغنائم..
عليك أن تفهم أن في وطني تمتلئ صدور الأبطال بالرصاص وبدون الخونة بالأموال..
ويموت من لا يستحق الموت على يد من لا يستحق الحياة!
ويختم هذه التعليقات الشاعر الكبير مبارك سالمين بالقول: لأرواحهم الرحمة والرضوان. انا لله وانا اليه راجعون... “احبك يا وطني المسروق”.