
تمثل تعز: حاضنة الإعلام الورقي ومقبرة التزييف بحيث عُرفت تعز بأنها أول مدينة يمنية تصدر الصحف في العهد الجمهوري، واحتضنت صحفًا مثل “الجمهورية” و”14 أكتوبر”، التي تحولت إلى أرشيف حي للذاكرة الوطنية. رغم الحرب والحصار الحوثي، ما زالت المدينة تصر على دورها الثقافي.
مساعي أكتوبر في تعزيز الوعي حول أهمية الصحافة الورقية كوسيلة إعلامية، من خلال تنظيم ندوة نوعية مشتركة بين مؤسسة 14 أكتوبر وجامعتي تعز والسعيد، لمناقشة دور الصحافة الورقية في مواجهة المشروع السلالي الحوثي، وركزت الندوة على عدة محاور أساسية تهم الواقع الإعلامي في تعز واليمن عموماً، إعداد رؤية إعلامية استراتيجية لمحافظة تعز، تحليل وتقييم الواقع الإعلامي الراهن وتحدياته، ودراسة واقع البنية التحتية للمؤسسات الإعلامية الوطنية، ودور الصحف الورقية في محافظة تعز، ودور الإعلام الإلكتروني واتصاله بالصحف الورقية، ورفع مقترح للسلطة المحلية والمؤسسات بتعز لتعزيز دور الصحف الورقية، وجاءت هذه الندوة النوعية في إطار جهود مؤسسة 14 أكتوبر التي تمثل امتداداً لصحيفة “14 أكتوبر” العريقة التي تأسست قبل 57 عاماً كمنبر وطني لنقل صوت الشعب وهمومه وتطلعاته. وقد لعبت الصحيفة دوراً تاريخياً في توثيق الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن، كما كانت فضاءً للإبداع الأدبي والثقافي .
كما عقدت الندوة في وقت يواجه فيه الإعلام الورقي تحديات كبيرة، خاصة في محافظة تعز التي تعاني من ظروف استثنائية بسبب الحرب والحصار. كما تأتي في إطار الجهود الرامية إلى الحفاظ على دور الصحافة الورقية كوسيلة إعلامية مؤثرة وقادرة على الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع .
وناقشت الندوة التحديات التي تواجه الصحف الورقية في تعز، ومنها: الظروف الأمنية والسياسية الصعبة، الحصار المفروض على المدينة، نقص الموارد المالية المنافسة مع الإعلام الإلكتروني تدهور البنى التحتية للمؤسسات الإعلامية، وهدفت مؤسسة 14 أكتوبر من خلال هذه الندوة إلى الخروج برؤية واضحة تعزز دور الصحافة الورقية، وتقدم حلولاً عملية للتحديات التي تواجهها، مع التركيز على أهمية الحفاظ على المصداقية والمهنية في العمل الصحفي كما مثلت الندوة خطوة مهمة في مسيرة الصحافة اليمنية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، حيث تسعى إلى إيجاد حلول عملية تعزز دور الإعلام الورقي كشريك أساسي في عملية التنمية والتغيير.
اليوم، وفي ظل عاصفة من التزييف الإعلامي، تثبت تعز وصحيفة 14 أكتوبر أن القلم الورقي ما زال أقوى من كل الرصاص. فبينما تدك القذائف الجدران، يبقى الحبر يسطر تاريخاً جديداً للمقاومة، حاملاً نفس رسالة الحرية التي بدأت قبل 57 عاماً، ومواصلة المشوار بكل إصرار على إبقاء شعلة الإعلام الورقي مضيئة.
مدير إدارة الإعلام جامعة تعز*