وما أريد قوله هنا أن ما قام ويقوم به أنصار الله الحوثيون كان لا بد من القيام به تنفيذا للبرنامج والمخطط الذي أعدته إيران لغرض الإيحاء لاصدقائها الامريكان والاسرائيليين بوجه خاص أنها تمتلك حضورا مهما ومؤثرا في المنطقة ولهذا يجب اخذ ذلك في الاعتبار مع أي ترتيبات تتم في المنطقة (الشرق الأوسط الكبير) كما اسمته السيدة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والتي تولت متابعة ما يتعلق بمخطط ترتيبات تسليم الشرق الأوسط لاسرائيل الذي تتكامل حلقاته اليوم.
أي أن ما قام به أنصار الله هو أن إيران استغلت حماسهم في دعم الفلسطينيين ولما تمثله قضية فلسطين للشعب اليمني إضافة إلى تأثيرات الدعم الذي قدمته إيران لانصار الله في انقلابه على شرعية السلطة والحكم في اليمن؛ ولهذا وافق على طلب إيران في أن تقوم بمهمة إطلاق المسيرات والقذائف في إطار باب المندب.. وتحمل أنصار الله والشعب اليمني وزر ونتائج هذه الأفعال الصبيانية التي يمكن أن تكون قد قدمت لفلسطينيي غزة دعما معنويا وقدمت لانصار الله الحوثيين دعاية اعلامية كمساندة لأبناء غزة والمقاومة الفلسطينية وتجرعها للضربات العسكرية الأمريكية البريطانية الاسرائيلية.. والتي ستشهد ما هو أكبر في الأيام القادمة ضمن الخطة التي ينفذها نتينياهو حاليا لضمان اعلان تحقيقه الانتصار الكبير لمواجهة معارضيه في الداخل الاسرائيلي.. وهنا لا يغيب عن المتابعين أن المستفيد الأكبر من تلك الأعمال كانت إيران التي قامت بتوظيفها في نشاطها وبرنامجها السياسي والدبلوماسي وخطتها المتعلقة بضمان حضورها في الترتيبات القادمة المتعلقة بمحاور النفوذ في مشروع الشرق الأوسط الكبير.. وما حصل في غزة ثم في لبنان وبعدها في سوريا والمواقف الإيرانية منها يوضح لنا الكثير في هذا المسار وستشهد الايام القادمة تصفية ما تبقى من مراكز قوى إيران في العراق لتكتمل مهمتها التي ستحصد نتائجها ضمن خطة الرئيس الأمريكي القادم ترامب الذي سيمكنها ضمن حلقة السيطرة والنفوذ في مخطط الترتيبات الاقتصادية والسياسية والأمنية الخاصة بالشرق الأوسط الكبير..
لقد اسهم أنصار الله الحوثيون في تمكين ايران من تحقيق اهدافها فيما كانت آثار الهزيمة والخسائر البشرية والعسكرية لانصار الله الحوثيين الذين سيتجرعون ماهو اكبرضررا وخسارة..