نحن نعيش وضعا مزريا، تكالبت،علينا الاهوال من كل الاتجاهات.. الوضع الاقتصادي في تدهور مستمر، الفساد أصبح علنياً دون حياء، أزمات سياسية لا تتوقف، الدولة في غياب شبه كامل لا تستطيع دفع مرتبات الموظفين، عبث المعرقلين والمستفيدين من تردي الأوضاع، سقوط قيمة الريال اليمني وارتفاع مَهُول لأسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والدواء ومستلزمات الاطفال، كل شيء ارتفع ما عدا قيمة المواطن المغلوب على أمره ! في تدنٍّ مستمر. المستفيدون هم المسؤولون ومراكز القوى والفاسدون والبلاطجة والمنافقون الذين يسبحون بحمد اسيادهم ليلاً ونهاراً من اجل المال.. اما المواطن البسيط، فمطحون غارق في الديون والهموم والامراض، اصبح دخله لا يكفيه ولا يسد رمقه. هذا حالنا للأسف الشديد، ماذا علينا أن نفعل في ظل هذا الوضع القبيح؟ هل نستسلم للذل والقهر والهوان والجوع والمرض؟ او نخرج دون تنظيم ونكسّر الدنيا ونعلنها ثورة جياع ونحطم كل شيء، ويأتي المتنطعون والمرتزقة ويستولون على حقنا في رسم مسيرة المستقبل المنشود، بالفعل سيحصل هذا كما حصل لكل الثورات التي فشلت وعمت الفوضى بديلاً عنها، والتي لم يبق منها غير الشعارات والأعلام ترفرف في المناسبات، ومجموعة من المنافقين يعيشون خارج الوطن، يتوسدون بأموال الشعب التي سرقوها، غارقون في حلم العودة الى بريق السلطة والجاه. نحن كشعب غير مؤهلين للقيام بأي عمل جماعي ناجح ! بسبب التفرق والكراهية والأنانية وكل السلوكيات المعيبة التي هي تَبَارِيح وهموم سنوات المراحل السابقة، نمارسها ضد بعضنا البعض بأساليب ونسب مختلفة، ولهذا نحن في عجز عن التراص وقبول الآخر والتعايش بسلام، حتى القيم والمعاملات الاسلامية الرائعة التي نؤمن بها للأسف لا تطبق في واقعنا الذي نعيشه. لهذا يا ناس، لابد من زرع الحب والصدق والثقة، والمعروف والتعاون بيننا، لابد من مؤازرة بعضنا بعضاً، حتى نستطيع مواجهة أي أهوال ومصائب بخسائر أقل.. ليس أمامنا حل أمثل غير هذا ! صحيح انه طويل وشاق لكن هو الافضل والآمن لمواجهة القادم المجهول. لهذا اقول : تراحموا فيما بينكم.. الغني يرحم الفقير، الرجل يرحم المرأة، الولد يرحم اهله، القوي يرحم الضعيف.. تراحموا واتجابروا يا ناس.