وبمثل مانقل الحضارم عاداتهم وتقاليدهم وفنونهم إلى مهاجرهم فقد نقل المهاجرون الأفارقة بعض فنونهم
التي يمارسونها في الاحتفالات العامة والخاصة التي انتشرت بين الأهالي في حضرموت وبعض مناطق الجنوب الأخرى، “ فقد مارس البعض الرقصات الإفريقية كرقصة (الليوة) في عدن وسقطرى ورقصة( الطمبرة) في حضرموت الداخل ورقصة( الباميلا) و(زامل العبيد)في ساحل حضرموت .
ونتائج ذلك التأثير وماجرى على أساسه من تداخل وتمازج حضاري بين الأمم والشعوب والجماعات البشرية واضح في كثير من قارات وبلدان العالم، وتعد التجمعات الإسلامية في الصومال وبلدان شرق إفريقيا والهند وسنغافورا وإندونيسيا نموذجا حيا لمثل ذلك التمازج بين شعوب تلك البلدان والوافدين العرب الذين كانوا في غالبيتهم في تلك البلدان من حضرموت، وتظهر آثار هجرة الحضارم في بلادهم حضرموت واضحة في ملامح الناس وفي حياتهم المعيشية، وفي تقبلهم للآخر. ويقرر د .صالح باصرة في تقديمه لكتاب “ الشتات الحضرمي “ الذي ترجمه د. عبدالله الكاف هذه الحقيقة بقوله : “ تركت الهجرة تأثيرها ايضا في الكثير من مناطق حضرموت، ولايزال هذا التأثير يفعل فعله في حياة الكثير من ابناء حضرموت فنجده في العمارة والمائدة وبعض التقاليد الاجتماعية، وكذا في ملامح بعض سكان حضرموت، إنها ملامح الوجه الميلاوي”.
- هل تعلم ياجدي ..ربما كنت على حق ..
فالوضع الذي هربت منه نعيش أسوأ منه ..
ومازال ابناؤك واحفادك يهربون منه ويواصلون تغريبتهم .. فبماذا تنصحني ياجدي ؟..
اخذني بين ذراعيه وضمني إلى صدره وبكى جدي الحضرمي الأعظم وقال لي :
- الزم بحرك يابني ...
وهل يمكن الكتابة عن مدن البحر دون ان تكون الحامي واحدة منها ...؟
ثم اماكن نحبها لذاتها..الحامي واحدة منها. ولدت في البحر لهذا لم تستطع ان تهرب منه. على حافة البحر مشت، وعلى شفرة المحيط ابحرت وكتبت تاريخها البحري ولم تكن تسأل عن المخاطر كثيرا ...
تصنف الحامي، الواقعةعلى ساحل بحر العرب شرقي مدينة الشحر ب30كيلومترا كواحدة من أهم الموانئ البحرية في بحر العرب، ولعبت ادورا تاريخية مهمة في الملاحة البحرية في المحيط الهندي إذ كانت المهنة الرئيسة لأهل الحامي .. وقد نبغ منهم عدة ملاحين وصفوا بأنهم «عماد الملاحة البحرية الجنوبية عبر التاريخ» . ذات زمن ..ذات بحر، كانت الحامي صاحبة أسطول سفن تجارية بلغ عددها نحو 50 سفينة كان جميع ربابنتها وبحارتها من نفس ابناء الحامي، مخروا بها عباب البحر والمحيطات وأعالي البحار، ووصل بعضها إلى الهند والساحل الإفريقي وغيرها من البلدان ..