جاء ذلك الإغلاق لمصانع الطحن بعد مراقبة دقيقة لانواع الأسماك التي يتم طحنها والاستفادة من زيوتها ومسحوقها، حيث وجد المختصون ان عمليات طحن الأسماك نتج عنها اصطياد جائر لكل انواع الأسماك المرغوبة في السوق المحلية وغيرها، مما أثر تأثيرا مباشرا على العرض والطلب وحالة القصور في السوق المحلية.
كان المستهدف الاول من إغلاق تلك المطاحن هو سمك السردين ( العيدة) حيث كان يتم ملاحقتها في كل سواحل المكلا والمهرة واصطيادها بالتحليق وبشباك وترية ( ممنوعة الاستخدام) مع تلك الطريقة قل منتوج سمك السردين في الأسواق المحلية بشكل لافت.
ان تنفيذ قرار وزارة الزراعة والثروة السمكية بالإستناد لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم (124)لسنة 2009م بشأن لائحة تنظيم الصيد التقليدي سيعود بالفائدة على تعافي بحارنا بشكل كبير ومهم ووازن.
وبإغلاق مطاحن الأسماك ، وجد صيادو المكلا أسراباً ضخمة من سمك السردين تدخل تباعا وبشكل لافت الى بحر المكلا بعد غياب وندرة دامت خمس سنوات، وتمكن الصيادون في مدينة المكلا من أغراق السوق المحلية بسمك السردين (العيدة) وبأسعار تتناسب مع المستهلك.
تعلم وزارة الزراعة والثروة السمكية أن مهامها تمتد على طول الشريط الساحلي من المهرة حتى باب المندب وان طرق الاصطياد غير التقليدية باستخدام الشباك الوترية والإسرائيلي والسخاوي والشباك بالنظام الهيدروليكي والاصطياد بالجرف قد أنهكت بحارنا من باب المندب مرورا بخليج عدن وصولا الى البحر العربي.
إن البحار المنهكة من فعل التلوث اولا ومن معدات الاصطياد الجائر اهم عوامل مغادرة العديد من أنواع من الاسماك بعيدا، وواجب القائمين على وزارة الزراعة والثروة السمكية تفعيل قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (124)لسنة 2009م بشأن لائحة تنظيم الصيد التقليدي ومنع الاصطياد الجائر بالتحليق والجرف وبالمعدات ممنوعة الاستخدام .
لكل مديرية مكتب اسماك وعليه منح تراخيص الاصطياد ومراقبة المعدات والطرق المستخدمة للاصطياد التقليدي بالتعاون مع مكتب التجارة والصناعة وتطبيق اللوائح الخاصة بالاصطياد التقليدي، و تحديدا في المديريات الساحلية ذات النشاط السمكي .
عند تنفيذ تلك اللوائح المنظمة للاصطياد التقليدي ستتعافى بحارنا، وستعود حتما وبمشيئة الله اسماكنا المهاجرة بعد التعافي بعد وضع حد للاصطياد الجائر، وستشمل الفائدة كلاً من الصياد والأسواق والمستهلك، وسيتعافى أيضا المخزون السمكي في بحارنا و ستليها عمليات تنظيم التصدير بما لا يلحق ضررا بالمخزون السمكي والسوق المحلية.
إن عودة سمك السردين إلى سواحلنا بهذه الكميات الكبيرة مؤشر بإمكانية عودة اسماك اكبر قد غادرت سواحلنا الى بحار القرن الافريقي، فسمك السردين ( العيدة) مؤشر وازن لبدء التعافي، وما على القائمين على هذه الثروة الا عدم التوقف أمام النجاح في المكلا طويلا والاستمرار في مراقبة نقاط الاصطياد من آخر نقطة في المهرة وصولا إلى باب المندب لتنفيذ لائحة الاصطياد التقليدي ومعاقبة المخالفين.