يوم جديد سيشهد به التاريخ على مر الزمن والعصور أن أبناء اليمن تمكنوا من خلال عقول راقية وقلوب واعية من الاتفاق على أن التعايش بين جميع مكونات الشعب هي السمة البارزة في تحقيق الغاية المنشودة وبناء اليمن الجديد وأن الحوار هي اللغة الوحيدة والفريدة التي من خلالها يستطيع أي إنسان تحقيق ما يريد وليس بأي شيء غيره وان كانت القوة والسلاح حاضرة.
والأهم من ذلك هو تنفيذ هذه المخرجات بحذافيرها لأنها لم تصغ من قبل فئة معينة أو حزب وحيد وإنما صاغها أبناء الشعب بأكمله لما حمله مؤتمر الحوار من أشخاص ممثلين عن كل أبناء اليمن فشهد تحت سقفه جميع التكتلات والفئات والمكونات والأحزاب والمذاهب والشباب وكذلك المستقلون الذين كان لهم دور فعال في خروج الوثيقة الختامية إلى النور.
فبالرغم مما شهده البلد خلال فترة مرور أيام الحوار من محاولات يائسة من قبل أشخاص لا قيمة لهم ولا وزن في ظل اليمن الجديد وقد ذهبوا إلى مزبلة التاريخ وخروجهم من الباب الضيق لليمن السعيد، فتمت تفجيرات واغتيالات وتأجيج للوضع من أجل ثني المتحاورين عن استكمال مهامهم في بلورة شكل الدولة، وكذلك باءت كل محاولاتهم الغاشمة في انجرار أبناء الوطن إلى حروب لن يتحمل تكلفتها ومأساتها إلا أبناء الشعب وعامة الناس، فهيهات هيهات لكل هذه الأهداف التي تمنوا أن يصلوا إليها بسبب جشعهم وغرورهم لأنهم لم يعلموا أن الشعب اليمني و(المتحاورين) لا يحملون في فكرهم القضايا الشخصية ولا ينظرون إلى سفاسف الأمور بل يحملون مبدأ وهم وطن أكبر من أن يلتفتوا إلى حماقات هؤلاء.
فهنيئاً ومبارك علينا جميعاً الوصول إلى هذا المنعطف التاريخي والدخول في بداية بناء اليمن المتجدد فلترفع الرايات والشعارات وننشر الابتسامات والأفراح وننثر الزهور والأغصان ونعلي الزغاريد والأعلام فنحن صنعنا ذلك بأيدينا فهكذا نرى تحقيق أهداف ثورتنا تنتصر، وأن نرسل لشهدائنا باقات التهاني والتبريكات ونخبرهم أن دماءكم الزكية لم تذهب هدراً، ولجرحانا كذلك أسمى آيات التقدير والاعتزاز ونبلغهم أن تضحياتكم الرائعة لم تكن مجرد ومضات وانتهت، ولكل من خرج وشارك وهتف وكتب وأنشد وغنى وتحمل حر الشمس وبرد الليل أننا حققنا غاياتنا العظيمة وأحلامنا الغالية في تغيير مسار اليمن وتصحيح حكم البلد بكل سلمية ورقي وعلو همة، فتحياتنا الحارة العطرة لكل أبناء اليمن بهذا الميلاد الجديد.