لكن ومن خلال بعض المواقف السابقة يتضح أن القاعدة لا تعتمد على تكتيك معين في تنفيذ مخططاتها بل ان لكل إجراء امني طريقته ووسيلته للتخفي منه ...!!
فقد توصل جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني «ام اي5» إلى أن لتنظيم القاعدة تكتيكاً جديداً حيث يتم زرع المتفجرات في مؤخرات الانتحاريين، كي يستحيل اكتشافها.
وذكرت صحيفة «ذا سان» البريطانية أن هذا التكتيك الجديد لتنظيم «القاعدة» الذي اكتشفته الاستخبارات البريطانية، أتى بعد القبض على النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، الذي تلقى تعليمه في لندن، بسبب محاولته نسف طائرة أميركية متجهة إلى ديتروت نهاية العام 2009 .
كما لم ننس أيضا تلك المحاولة البائسة عندما أقدم الإرهابي عبدالله عسيري بمحاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف حيث قام بزرع المتفجرات في منطقة حساسة من جسده - فتحة الشرج -.
وبما أن الإرهابي تقدم إلى قصر الأمير بجدة، وخضع لعمليات التفتيش الروتينية التي لم تكتشف المتفجرات التي أخفيت داخل الشرج.
فهذا يظهر التطور الكبير الذي أصبحت عليه عمليات وتكتيكيات القاعدة ..
لذلك الإرهابيون عادة ما يطورون أنفسهم بشكل مستمر نتيجة لجهود أجهزة الأمن في كشف كل جديد، ولهذا قاموا باستحداث وضع المتفجرات في فتحة الشرج، وهو مستوحى من تجار المخدرات والمهربين الذين كانوا يضعون ما يريدون في فتحة الشرج للهرب من التفتيش ومن أجهزة كشف المواد المخدرة.
بحيث انه لا يوجد أي مكان آخر في الجسم يصلح لزرع المواد المتفجرة سوى فتحة الشرج، أما غير ذلك فيتم زرع العبوات خارج الجسم، أو مثلما حدث في بعض التفجيرات الساذجة مثل وضع عبوات ناسفة حول الذراع أو القدم ولفّ الجبس حولها وكأنها يد أو قدم مكسورة. وأكد بعض الخبراء الأمنيين أن المواد التي يمكن أن توضع في فتحة الشرج هي مادة «تي ان تي» شديدة الانفجار، ومادة الجليجانت وهي شديدة الانفجار أيضاً ولها استخدامات مدمرة، ومادة البارود التي توجد داخل الطلقات.
وحول الطريقة التي تزرع بها المتفجرات، أكدوا على أنها توضع داخل أنبوب بلاستيك يمنع تفاعلها مع أجهزة الجسم الداخلي حتى لا يتأثر الجسم بها وتحدث له متاعب قد تلغي العملية، أو يحدث أي تفاعل بين المواد المتفجرة والسوائل الموجودة داخل الجسد وتتأثر المواد المتفجرة ولا يحدث التفجير، ولهذا يتم اختيار الأنبوبة من نوع خاص من البلاستيك يتحدد طوله حسب الهدف من العملية وحجم التفجير المراد إحداثه، وهو تكنيك جديد على الإرهابيين ستقوم أجهزة الأمن بالتعامل معه.
وحول المدة التي يمكن أن تظل فيها المادة المتفجرة داخل الجسد، أكدوا على أنها تتراوح بين ساعة و24 ساعة، حسب المادة المتفجرة ودرجة كثافتها وقوة تحملها للضغط داخل الجسم وقوة تحمل الشاب الذي يضعها في مؤخرته حتى لا تتحرك وتخرج، حيث ينبغي ألا يجلس أو يحدث حركات فجائية كثيرة.
من كل هذا يستنتج أن خبير المتفجرات ابراهيم عسيري وبعد فشل عملية اغتيال الأمير نائف وبعد أن تم اختبار التجربة مع أخيه عبدالله بزرع المواد في فتحة الشرج عبر أنبوب خاص بذلك ....
تم تطوير هذا النوع من الزراعة وذلك من اجل تفادي التفتيشيات الروتينية وحتى الأجهزة الحساسة التي تكشف عن نوع معين من المتفجرات ليصل بقوّته إلى القضاء على 100 شخص والمئات من الجرحى من جنود الأمن المركزي ..
إنها جريمتان بشعتان بحق من يدعون الجهاد أولا بوضع مثل هذه المتفجرات في فتحات الشرج وذلك يتنافى مع أخلاقنا وتعاليمنا الدينية والضحك على شباب في مقتبل عمره.
وثانيا جريمة حصد كل هذه الأرواح وبدون أسباب مقنعة من حصدها ..
إنها لفاجعة ستظل في ذاكرتنا ولن تمحى ولن يغفرها الزمن لأنصار الشر في جزيرة العرب ...