


غزة / 14 أكتوبر / متابعات:
أكدت حركة حماس اليوم الأربعاء أن المقاومة بجميع فصائلها التي التزمت بالاتفاق بإرادة مسؤولة، ولا تزال ملتزمة به، لن تسمح للعدو بفرض وقائع جديدة تحت النار.
وقالت حماس، في بيان صحافي اليوم أورده المركز الفلسطيني للإعلام، إن التصعيد الغادر تجاه شعبنا في غزة يكشف عن نية إسرائيلية واضحة لتقويض اتفاق وقف إطلاق النار وفرض معادلات جديدة بالقوة، في ظل تواطؤ أميركي يمنح حكومة نتنياهو الفاشية غطاء سياسياً لمواصلة جرائمها.
وأضافت الحركة: إن مواقف الإدارة الأميركية المنحازة للاحتلال تُعد شراكة فعلية في سفك دماء أطفالنا ونسائنا، وتشجيعاً مباشراً على استمرار العدوان». وأكدت أن «الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن هذا التصعيد الخطير، وتبعاته الميدانية والسياسية، ومحاولة إفشال خطة ترمب واتفاق وقف إطلاق النار».
وقالت في بيانها: «على العالم أن يدرك أن دماء أطفالنا ونسائنا ليست رخيصة، وأن المقاومة بجميع فصائلها التي التزمت بالاتفاق بإرادة مسؤولة، ولا تزال ملتزمة به، لن تسمح للعدو بفرض وقائع جديدة تحت النار».
ودعت الحركة «الوسطاء والضامنين إلى تحمل مسؤولياتهم الكاملة إزاء هذا الانفلات العدواني، والضغط الفوري على حكومة الاحتلال لوقف مجازرها والالتزام التام ببنود الاتفاق».
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم، إنه سيلتزم باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فيما ذكر مسؤولو الصحة في القطاع أن غارات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 104 أشخاص.
وشنت إسرائيل غارات جوية على غزة في وقت متأخر من أمس الثلاثاء بعد أن قالت إن هجوماً شنه مسلحون فلسطينيون أسفر عن مقتل جندي، في أحدث تحد لوقف إطلاق النار الهش بالفعل.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه سيواصل الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وسيرد بحزم على «أي انتهاك».

من جانبه، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة في قطاع غزة ليس في خطر، حتى مع قصف الطائرات الإسرائيلية القطاع، حيث تتبادل إسرائيل وحركة (حماس) الاتهامات بانتهاك الهدنة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات الجوية الإسرائيلية منذ أمس الثلاثاء أسفرت عن مقتل 104 فلسطينيين، منهم 46 طفلا و20 امرأة. ولم يتسن لرويترز بعد التحقق من صحة الأعداد، لكن مقطع فيديو لرويترز أظهر عدة جثث لنساء وأطفال داخل مستشفى خلال إجراءات الجنازة.
وقال ترمب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية «حسب ما علمت، لقد قتلوا جندياً إسرائيلياً... لذلك رد الإسرائيليون على الضربة ويجب أن يردوا الضربة. وعندما يحدث ذلك، ينبغي عليهم الرد بالمثل».
وأضاف ترمب «لن يعرض أي شيء وقف إطلاق النار للخطر... عليكم أن تفهموا أن حماس جزء صغير جدا من السلام في الشرق الأوسط، وعليهم أن يلتزموا».وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن «حماس» انتهكت وقف إطلاق النار بشن هجوم على قوات إسرائيلية تتمركز خلف الخط الأصفر، وهو خط الانتشار المتفق عليه ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
ونفت حماس مسؤوليتها عن الهجوم على القوات الإسرائيلية في رفح. كما قالت الحركة في بيان لها إنها لا تزال ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار.
وبموجب الاتفاق أطلقت حماس سراح جميع الرهائن الأحياء مقابل ما يقرب من 2000 معتقل فلسطيني، كما سحبت إسرائيل قواتها وأوقفت هجومها.
كما وافقت حماس على تسليم رفات جميع الرهائن الذين لقوا حتفهم ولم يتم العثور عليهم بعد، لكنها قالت إن تحديد مكان جثث جميع الرهائن وانتشالها سيستغرق وقتا. وتقول إسرائيل إن بإمكان الحركة الوصول إلى رفات معظم الرهائن.
وصارت المسألة من النقاط الشائكة الرئيسية في وقف إطلاق النار، الذي يقول ترمب إنه يراقبه عن كثب.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الرفات الذي تم تسليمه مساء يوم الاثنين يعود لإسرائيلي قُتل خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وانتشلت القوات الإسرائيلية جثته في الأسابيع الأولى من القتال.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن حماس وضعت الرفات في موقع للبحث قبل استدعاء فريق من الصليب الأحمر والتظاهر بأنها عثرت على رهينة مفقود، وذلك لخلق "انطباع زائف ببذل جهود للعثور على الجثث".

وأظهر مقطع فيديو مدته 14 دقيقة نشره الجيش الإسرائيلي ثلاثة رجال يضعون كيسا أبيض في موقع حفر، ثم يغطونه بالتراب والصخور.
وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن فريقها لم يكن على علم بدفن الرفات في الموقع قبل وصولهم.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان «ليس مقبولا أن تُدبّر عملية انتشال زائفة، في وقت تعتمد فيه الكثير من الأشياء على الالتزام بهذا الاتفاق، وفي وقت لا تزال فيه عائلات كثيرة تنتظر بفارغ الصبر أخبارا عن أحبائها».
