
اسلام اباد / 14 أكتوبر / متابعات:
قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إن اتفاق وقف إطلاق النار بين حكومتي إسلام آباد وكابول مرهون بقدرة حركة "طالبان" الأفغانية الحاكمة على كبح جماح المسلحين الذين يهاجمون باكستان عبر الحدود المشتركة للبلدين.
واتفق البلدان خلال اجتماعات في الدوحة على وقف إطلاق النار بعد اشتباكات استمرت لأيام على الحدود وأودت بحياة عشرات، وذلك في أسوأ أعمال عنف من نوعها منذ استيلاء "طالبان" على السلطة في كابول في عام 2021.
واندلع القتال الذي شهد ضربات جوية باكستانية على الحدود المتنازع عليها التي يبلغ امتدادها 2600 كيلومتر بعدما طالبت إسلام آباد كابول بالسيطرة على المسلحين قائلة إنهم ينفذون عملياتهم من أفغانستان.
وقال آصف الذي قاد المحادثات أمام نظيره الأفغاني الملا محمد يعقوب "أي شيء يأتي من أفغانستان سيكون (انتهاكاً) لهذا الاتفاق... كل شيء يتوقف على هذا البند الوحيد".
ولم ترد إدارة "طالبان" ولا وزارة الدفاع الأفغانية بعد على طلبات للتعليق.
وقال آصف إن الاتفاق المكتوب الذي وقعته باكستان وأفغانستان وتركيا وقطر ينص بوضوح على أنه لن يكون هناك أي توغلات. وأوضح قائلاً "لدينا اتفاق لوقف إطلاق النار ما دام لم يحدث أي انتهاك للاتفاق الساري بالفعل".
وقال الوزير إن حركة "طالبان" باكستان، وهي مظلة تضم جماعات إسلامية متشددة عدة، تعمل من أفغانستان لمهاجمة باكستان "بالتواطؤ" مع حركة "طالبان" الأفغانية.
وتنفي كابول توفير ملاذ لمتشددين لمهاجمة باكستان، وتتهم الجيش الباكستاني بنشر معلومات مضللة عن أفغانستان وإيواء متشددين لتقويض استقرارها وسيادتها. وتنفي إسلام آباد هذه الاتهامات.
وقال المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد إنه تقرر في محادثات الدوحة "عدم قيام أي من البلدين بأعمال عدائية ضد الآخر، أو تقديم الدعم للجماعات التي تعمل ضد حكومة باكستان".
وفي منشور لاحق على موقع "إكس" قال إن ذلك يعكس موقف "طالبان" منذ فترة بأن أراضي أفغانستان لن تُستخدم ضد أي دولة أخرى.
صعدت حركة "طالبان" باكستان هجماتها في الأشهر الأخيرة، مستهدفة بصورة متزايدة الجيش الباكستاني. وتخوض الحركة منذ سنوات حرباً ضد الدولة في محاولة للإطاحة بالحكومة لكي تحل هي محلها بنظامها الإسلامي المتشدد.
وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون إن باكستان نفذت غارات جوية على العاصمة الأفغانية كابول، بما في ذلك واحدة في التاسع من أكتوبر في محاولة لقتل زعيم حركة "طالبان" باكستان نور والي محسود، إلا أنه ظهر لاحقاً في مقطع فيديو يظهر أنه على قيد الحياة.
وقال آصف "كنا نتعرض للهجوم، وأراضينا تتعرض للهجوم. لذا رددنا لهم المثل". وأضاف "هم في كابول. في كل مكان. أينما كانوا، سنهاجمهم. كابول ليست منطقة محظورة".
وأوضح آصف أن الجولة التالية من المحادثات ستُعقد في إسطنبول في الـ25 من أكتوبر لوضع آلية حول كيفية تطبيق الاتفاق.
وقالت وزارة الخارجية القطرية التي توسطت في محادثات السبت إلى جانب تركيا إن اجتماعات المتابعة تهدف إلى "ضمان استدامة وقف إطلاق النار والتحقق من تنفيذه بطريقة موثوقة ومستدامة".