حين أقارن بين قيمة السمك محليا في الأمس القريب واليوم ومدى الارتفاع في سعره أرى أن هنالك مبالغة ما كان ينبغي أن تكون موجودة بحال من الأحوال لو كان هنالك من يراقب ويحاسب..
لكن الإخوة المشرفين على شأن الوضع المعيشي للبلد في عدن لا يولون الأمور الأهمية اللازمة، وتركوا الحبل على الغارب للمشتغلين بالأسماك ليرفعوا الأسعار على هواهم حتى صارت الأسعار تفوق سعر الأسماك المعلبة المستوردة بدرجة كبيرة، وصار يتهيأ لي وللبعض من الناس أن بحارنا ليست بحارنا وأن أسماكنا تستورد. إنه أمر يدعو للغرابة وللحيرة.
أمس الأول تذكرت الماضي وتذكرت أسواقنا وهي تزخر بكل ما لذ وطاب من الأسماك بدءاً بملك السمك الديرك إضافة إلى الزنجة والشروخ والروبيان نزولا حتى العربي الذي صار هو الآخر لا يتواجد إلا بالكاد..
ووجدتني أقول مبتهلا : رباه ماذا حل ببحارنا وبصيادينا وكيف نفسر ظواهر اختفاء وارتفاع ما كنا نعاف منه من الأسماك ولا نقبل عليه ليصبح الثمد ماركة أسواقنا المسجلة وتختفي الأسماك عالية الجودة والغذاء العالي؟
نعم موضوع الأسماك هذا شأن يومي وهم من همومنا اليومية..
أما الهم اليومي الأكبر فهو هم انقطاع التيار الكهربائي في ظل حر الصيف القائظ في هذا العام وفي شهر أيلول سبتمبر بالذات..
ذلك أننا في عدن في الحين الذي بدأنا نحس انفراجا في الوضع المعيشي كنا نتوخى تبعا له أيضا انفراجا طرديا في وضع الكهرباء، خاصة بعد أن تواترت الأخبار عن عودة صلاح مصافي البريقة الممول الرئيسي للكهرباء، غير أن ماحصل ويحصل هو العكس فالذي حصل ويحصل هو أن انقطاع التيار صار يصل إلى عشر ساعات في ال12 الساعة.
ولكم أن تتصوروا حالة رجل في أشد حالات المرض مثلي يفتقر للمنظومة الشمسية!!
هذا وضع ليس هو وضعي فقط ولكنه وضع كثيرين مثلي يعانون من أمراض مختلفة..
فلمن نشكو ولمن نبكي غير الى الله !!