طالب بتنسيق الجهود الرامية إلى تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة ومراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع تل أبيب

الدوحة / 14 أكتوبر / متابعات:
اختتمت فعاليات القمة العربية - الإسلامية الطارئة المنعقدة اليوم الإثنين في الدوحة، باعتماد بيانها الختامي بعد بحثها في الرد على الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق، الذي استهدف الأسبوع الماضي مسؤولين من "حماس" في العاصمة القطرية.
وقال البيان الختامي للقمة العربية - الإسلامية في الدوحة إن عدوان إسرائيل الغاشم على قطر يقوض أية فرص لتحقيق سلام بالمنطقة، ودان بأشد العبارات هجوم إسرائيل الجبان غير الشرعي على دولة قطر.
وأكد البيان التضامن المطلق مع قطر والوقوف معها في ما تتخذه من إجراءات، موضحاً أن العدوان على مكان محايد للوساطة يقوض عمليات صنع السلام الدولية.
وأضاف البيان، "نقف مع قطر في كل ما تتخذه من خطوات وتدابير للرد على إسرائيل. العدوان على قطر يقوض الوساطة وفرص صنع السلام"، مؤكداً الرفض القاطع لتبرير العدوان الإسرائيلي على قطر تحت أي ذريعة.
وشدد على الرفض الكامل لتهديدات إسرائيل بإمكانية استهداف قطر مجدداً، وضرورة الوقوف ضد مخططات إسرائيل لفرض أمر واقع جديد بالمنطقة.
وطالب بضرورة التحرك العاجل للمجتمع الدولي لوضع حد لاعتداءات إسرائيل، ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفلات إسرائيل من العقاب، وتنسيق الجهود الرامية إلى تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، ودعوة جميع الدول إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل.
ونبه إلى ضرورة دعوة جميع الدول إلى تعليق تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر، وتأكيد إدانة أي محاولات إسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني.
ورحب البيان باعتماد الأمم المتحدة إعلان نيويورك بشأن حل الدولتين، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي مع وضع جدول زمني ملزم.
تأتي قمة الدوحة على وقع إدانة دولية واسعة النطاق للهجوم الإسرائيلي، لا سيما من دول الخليج، فيما عقد وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية اجتماعاً تحضيرياً مغلقاً أمس الأحد في الدوحة لمناقشة مسودة بيان القمة.
واتهم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في كلمته الافتتاحية للقمة إسرائيل بأنها قصدت إفشال المفاوضات حول الحرب في قطاع غزة باستهدافها قادة "حماس" في بلاده الأسبوع الماضي.
وقال أمير قطر في إشارة إلى إسرائيل، "من يعمل على نحو مثابر ومنهجي لاغتيال الطرف الذي يفاوضه، يقصد إفشال المفاوضات"، وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يحلم بأن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية، وهذا وهم خطر".
بدوره، أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطر فاق كل الحدود، محذراً من أن الصمت على جرائم إسرائيل يقوض النظام الدولي بأكمله، وتابع، "رسالتنا للمجتمع الدولي هي كفى صمتاً على جرائم إسرائيل"، موضحاً أن غياب المحاسبة والإفلات من العقاب يشجعان قادة إسرائيل على الجرائم، وأشار إلى أن تبريرات إسرائيل للعدوان على قطر سقوط أخلاقي.
من جانبه، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في كلمته، إن إسرائيل تسعى إلى تحويل المنطقة إلى ساحة مستباحة للاعتداءات، بما يهدد الاستقرار في المنطقة بأسرها، ويشكل إخلالاً خطراً بالسلم والأمن الدوليين، وبالقواعد المستقرة للنظام الدولي.
وأعلن الرئيس المصري تضامن مصر الكامل مع أشقائها في الدوحة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، الذي شهدته الأجواء والأراضي القطرية، واصفاً الاعتداء بأنه يمثل انتهاكاً جسيماً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وسابقة خطرة تهدد الأمن القومي العربي والإسلامي.
وقال السيسي إن الاعتداء الإسرائيلي يعكس بجلاء أن الممارسات الإسرائيلية تجاوزت أي منطق سياسي أو عسكري، وتخطت كل الخطوط الحمراء، معرباً عن إدانته قيام إسرائيل بالاعتداء على سيادة وأمن دولة عربية، تضطلع بدور محوري في جهود الوساطة مع مصر والولايات المتحدة، من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الحرب والمعاناة غير المسبوقة، التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
ووجه الرئيس المصري رسالة إلى الشعب الإسرائيلي، مؤكداً أن سياسات حكومته تهدد أمنه، وأمن جميع شعوب المنطقة، وتضع العراقيل أمام أية فرص لأية اتفاقات سلام جديدة، بل وتجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة بالفعل.