وفاة طفل خلف سيارة نقل مياه في مشرعة

تعز /14 أكتوبر/خاص:
في مشهد مأساوي يعكس حجم المعاناة اليومية التي يعيشها أهالي مديرية مشرعة وحدنان في محافظة تعز، فقد الطفل عاصم الذي يقارب عمره العشر سنوات حياته أثناء تدافعه مع عشرات المواطنين خلف سيارة تنقل المياه إلى القرية في محاولة للحصول على دبة ماء تروي ظمأه وظمأ أسرته·
وبظل الغياب التام لمصادر المياه الطبيعية في كثير من قرى المديرية وعلى رأسها قرية نَفْس مشرعة بات السكان يعتمدون بشكل رئيسي على سيارات نقل المياه التي تصل بشكل غير منتظم، ويضطر الأطفال والنساء إلى التزاحم حولها في ظروف قاسية وخلال أحد هذه المشاهد المؤلمة وقع الحادث الذي أودى بحياة الطفل عاصم لتتحول لحظة انتظار الماء إلى فاجعة أليمة·
وعاد المواطنون بالماء لكنهم عادوا ومعهم وجع لا يُنسى وبقيت والدته تنتظر طفلها الذي خرج حاملاً أملاً صغيرًا وعاد محمولًا بالحزن والأسى·
حيث تعاني قرى مشرعة وحدنان من أزمة مياه خانقة فقد جفّت معظم خزانات المياه الأهلية (السقايات) ومع اشتداد الجفاف تتفاقم معاناة السكان يومًا بعد آخر وفي حين تفتقر بعض القرى كليًا إلى العيون والآبار توجد قرى أخرى تحتوي على مصادر مائية قديمة لكنها بحاجة ماسّة إلى إعادة تأهيل وصيانة·
وأمام هذه الكارثة الإنسانية نرفع مناشدتنا إلى كافة الجهات المعنية والسلطات المحلية والمنظمات الدولية والمحلية والمبادرات الإنسانية للتدخل العاجل والعمل على: إنشاء خزانات مياه مستدامة (سقايات) في القرى المحرومة كليًا من المياه، وإعادة تأهيل العيون والآبار في القرى التي تحتوي على مصادر مائية قابلة للاستصلاح، وتوفير حلول دائمة تضمن وصول المياه النظيفة والآمنة لجميع سكان المديرية وخاصة النساء والأطفال الذين يتحملون العبء الأكبر من هذه الأزمة·