صناعة العزف من المهن المهددة بالانقراض لقلة الطلب والشراء





عدن/ 14 أكتوبر/ خاص:
اشتهرت محافظة لحج قديما بالعديد من الصناعات الشعبية اليدوية التي تشتهر بها وخاصة صناعة العزف. تقوم عدد من النساء بصناعة العزف حيث يقمن بصنع المسارف ،الجعاب، المكانس، المراوح اليدوية، المشاجب العرائسي وغيرها من المنتجات التي تدخل فيها صناعة العزف وفي الآونة الأخيرة اصبحت صناعة العزف مهددة بالانقراض لقلة الطلب عليها من أفراد المجتمع وارتفاع أسعار المواد الخام وخاصة العزف الذي يستخرج من أشجار النخيل.
وخلال الأعياد والمناسبات الدينية مثل شهر رمضان يكثر عليها الطلب، وتقوم النساء بوضع الطعام بالسلال المصنوعة من العزف وذلك لكون سعرها مناسبا لكثير من الأسر بسبب ارتفاع أسعار شراء الأنواع الأخرى من الأواني المنزلية لهذا أصبحت الأسر تستخدم ما تم صناعته من العزف لسعره المناسب.
صحيفة ١٤اكتوبر استطلعت وضع صانعات العزف للتعرف على كيفية صناعته وتوفير مواد صناعته وغيرها، وخاصة انها أصبحت من المهن المهددة بالانقراض.

- محافظة لحج الأكثر صناعة للعزف

- مطالبة بفتح سوق للمشغولات التراثية

- الحفاظ على الصناعات القديمة ... واجب وطني

- صانعة عزف : بيتي يطلق عليه بيت العزف
بداية تقول صانعة العزف نهاية صالح ناصر ربة بيت “اسكن في إحدى قرى محافظة لحج وهي قرية الثعلب واعمل منذ سنوات بمهنة صناعة العزف ويسمى بيتي بيت العزف، واعمل بهذه المهنة من أجل إعالة اسرتي فأولادي وبناتي يدرسون بفضل هذه المهنة وهي تراث قديم كان أجدادنا يعملون به ، ولكن أصبحت مهددة بالانقراض لقلة الطلب والشراء لها من أفراد المجتمع وارتفاع أسعار المواد الخام وخاصة العزف الذي يستخرج من أشجار النخيل”.
وأضافت: «يعتبر العزف عبارة عن قلب كبير وقلوب صغيرة صفراء نعمل على قطفه ونشرخه ويسمى الودم يقال عنه (جعايب )، وهذا القلب الكبير قابل للصبغة وقلوب صفراء تستخدم في صناعات العزف المختلفة”.
وتضيف نهاية قائلة : «العزف نوعان: قابل للصبغة وغير قابل للصبغة (مرقمش)، قابل للصبغة يتكون من ثلاثة أنواع ( الاحمر، الاخضر، الازرق)، نقوم باستخدام العزف المرقمش غير القابل للصبغ ونعمل على شرخه، والعزف المجعود نشرخه ونبعد عنه الودم .
وأوضحت أن عملية صناعة العزف تتطلب جهدا كبيرا من المرأة العاملة بهذا المجال حيث تبدأ من عملية قطف العزف وتشريخ قلب النخلة وهي تكون صفراء اللون .
واستعرضت قائلة : “ لعمل الصبغة نأخذ ثلاثة أرباع معجون وثلاثة أرباع ماء ونعمل صبغة بثلاثة ألوان وهي (الاحمر، الاخضر، والازرق) نضعه فوق مركيب أو صعد على حطب على النار لدرجة الغليان ونضع عليها الصبغة ونقلب حتى ينضج ونرى إذا كان اللون أخضر لايقبل اي صبغة عليه بينما إن صار لون الصبغة احمر يقبل لون الصبغة الزرقاء ونعمل الصبغة على العزف المستخدم بصنع اشياء متنوعة ومتميزة خاصة المشاجب العرائسي الصغيرة الخضراء عليها طلب كبير في مواسم الاعراس بالإضافة إلى اطباق صغيرة وسلل صغيرة، المسارف، الاطباق، المكانس الصغيرة والكبيرة، الجعاب”.
وأشارت إلى أن المراوح تصنع من العزف خاصة من سعف النخيل، القلوب الصفراء نعمل منها المسارف والجعاب والاطباق الصغيرة والاجيون.
وواصلت حديثها : “ “خلال الأعياد والمناسبات الدينية مثل شهر رمضان يكثر عليها الطلب، وتقوم النساء بوضع الطعام بالسلال المصنوعة من العزف وذلك لكون سعرها مناسبا لكثير من الأسر بسبب ارتفاع أسعار الشراء للأنواع الأخرى من الأواني المنزلية لهذا أصبحت الأسر تستخدم ما تم صناعته من العزف لسعره المناسب”.
تحديات
سبب انحسار صناعة العزف تتحدث عنه نهاية قائلة: هناك بعض التحديات تواجهنا في توفير المواد المستخدمة في صنع العزف وتشكيله بأشكال متنوعة وبأسعار مناسبة، لكوني لا استطيع الذهاب الى المدينة، نتواصل مع أحد الأشخاص المتنقلين بين المناطق ونرسله لكي يقوم بشراء المواد المستخدمة لصناعة العزف وهي (الطي والصبر والعزف) وهي مواد غالية الثمن أكثر من رأس المال، كما نشتري الصبغة المطلوبة والكريستال والفصوص، المشجب”.
الاخت نجاة عوض مجبري تسكن بمنطقة الحسوة عملها يكمن من المنزل، اذ تقول “نقوم بصناعة العزف من خلال قطفه من أشجار الدوش المتوفرة لدينا بالمنطقة، نقوم بصناعات متعددة ومتنوعة وبأشكال والوان جذابة منها المشاجب والمسارف والجعاب والمكانس”.
الطلب على العزف
وأكدت على أن الطلب على مشغولات العزف بشكل موسمي وليس بشكل مستمر، حيث يكثر الطلب بمواسم الاعياد والمناسبات الدينية مثل شهر رمضان خاصة على الجعاب التي تستخدمها الأسر للحوح حيث تضعه فيها، وهو تراث قديم مستمر لدى الأسر البسيطة.
واختتمت نجاة حديثها قائلة: “لاتوجد صعوبة في توفير المواد المستخدمة بصنع العزف لتوفر شجر الدوش”.