


الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
واصلت قوات الجيش السوداني، اليوم الأحد، تقدمها في قلب العاصمة الخرطوم، محاولة تطويق قوات الدعم السريع التي تسيطر على القصر الرئاسي وعدد من المواقع المهمة في وسط المدينة، وذلك في أكبر توغل لها منذ اندلاع الحرب قبل عامين.
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العميد نبيل عبد الله، إن قواتنا تحرز تقدماً مهماً لوسط الخرطوم. وأضاف، في بيان على فيسبوك أن قوات سلاح المدرعات بمنطقة «الشجرة» العسكرية «نصبت كميناً محكماً لمجموعات من ميليشيا (قوات الدعم السريع) حاولت الهروب من حصار وسط الخرطوم وتابع: تمكنت قواتنا من تحييد كل العناصر الهاربة، ولم ينجُ أحد.
وذكر البيان أن قوات (الشجرة) العسكرية بسلاح المدرعات دحرت الميليشيا في محور نادي الأسرة وجسر المسلمية وأبراج النيليين وموقف شروني»، وهي مواقع على بعد كيلومترات قليلة جنوب القصر الجمهوري.
وتنفي الدعم السريع بشكل متكرر أن تكون قواتها محاصرة في وسط الخرطوم، وتقول إنها تتحرك بحرية وتتخذ مواقع دفاعية أفضل حول المنطقة.
وأظهرت تسجيلات مصورة عناصر من كتائب لواء البراء بن مالك التابعة للحركة الإسلامية المتحالفة مع الجيش، وهم يعلنون استعادة السيطرة على تلك المواقع.
ويسعى الجيش من هذه العملية إلى قطع الطريق أمام حصول الدعم السريع على أي إمدادات عسكرية أو تعزيزات بالمقاتلين من مناطق جنوب الخرطوم، ومن جهة أخرى؛ إلى فرض حصار على قواتها الموجودة في القصر الجمهوري، وجزيرة توتي، ومنطقة المقرن، وأيضاً قواتها الموجودة في الجزء الغربي من القيادة العامة للجيش، ومطار الخرطوم الدولي.

وجاءت استعادة الجيش عدداً من الأحياء السكنية في الخرطوم نتيجة تنفيذ قواته عمليات تسلل في العمق من الجهة الجنوبية للمدينة، التي سبق أن صدت كثيراً من هجماته المنطلقة من محور القيادة العامة.
وفي ضوء هذا التقدم، أصبحت قوات الدعم السريع المتمركزة في وسط الخرطوم محاصرة من جهتي الشرق والجنوب، وصار حصولها على إمدادات أمراً صعباً.
وتعدّ هذه العملية العسكرية من المكاسب الكبيرة التي حققها الجيش السوداني، وتعزز من وجوده العسكري بالمنطقة التي فقدها في الأيام الأولى من الحرب.
ويتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مواجهات عنيفة بين الطرفين، بعد حديث قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن أن قواته لن تخرج من القصر الجمهوري ومنطقة المقرن، وستقاتل داخل الخرطوم حتى تحقيق الانتصار.

وفي غرب البلاد، نفذ الطيران الحربي التابع للجيش، صباح الأحد، غارات جوية استهدفت مقر الحكومة المحلية بمدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور.
وقالت مصادر محلية إن القصف الجوي أصاب مستشفى التأمين الصحي المجاور للمبنى الحكومي، فيما لم يصدر أي تقرير رسمي عن وقوع ضحايا في الهجمات.