نجاح خريجي مراكز محو الأمية.. إصرار على تخطي الأمية




عدن / 14 أكتوبر/خاص :
- نسبة الأمية بلغت حوالي 50 %
- الأمية تعيق مسار التنمية
- التعليم حق للجميع دون استثناء ومحاربة الأمية هدف نبيل
- دارسون بمحو الأمية أصبحوا اليوم من خريجي الجامعات
- ضرورة تسليط الضوء على أهمية دور محو الأمية
رغم الظروف التي عصفت بالبلد في الآونة الاخيرة الا ان هناك من يستشعر اهمية العلم والتعليم، وعاد مرة اخرى الى صفوف الدراسة ليمحو اميته ويرتقي بنفسه .. لهذا فمن الأهمية تسليط الضوء على ما وصلت اليه مراكز محو الامية واستعراض قصص بعض الاشخاص الذين تركت تلك المراكز بصمتها في حياتهم.

قصص نجاح
قصص كثيرة من داخل فصول محو الامية عاشها الكثير من الدارسين وكل شخص كان له قصة نجاح في تخطي الامية ومحوها، وهذه أمرية محمد أحمد محمد التي بدأت الدراسة من الصفر مع معلامة في قرية الاعبوس من تعز، ثم تزوجت وجاءت إلى عدن ومن ثم التحقت بفصول محو الأمية من الأساسي إلى المتابعة وبعد ذلك التحقت بمدرسة القادسية للتعليم المستمر حتى أكملت مرحلة تاسع، وبعد ذلك التحقت بالثانوية بالمنصورة حتى أكملت مرحلة ثالث، ثم أكملت تعليمها الجامعي بكلية التربية وتخصصت بكلاريوس علم اجتماع إرشاد تربوي، وفي الوقت الحالي تعمل في مجال التدريس في فصول محو الأمية وهي الآن تنتظر التوظيف.

إنجازات سميرة
سميرة محمد مهيوب كانت تعيش مع أسرتها المكونة من 11 شخصا وكانت الحياة صعبة بالنسبة لوالدها بأن يتكفل بـ9 أطفال من أجل تعليمهم وتوفير مستلزمات المدارس لهم وهذا كان من الصعوبات التي واجهتها، وأثناء انتقالهم من تعز إلى عدن وجدت صعوبة فهي لا تعلم أين المدارس في المنطقة، واضافت قائلة: «كان هناك مركز لتحفيظ القرآن بنفس الحارة، بحيث تمكنت أمي في البداية من إدخالنا بهذا المركز وأثناء دراستنا لتحفيظ القرآن رأت مركز محو الأمية، وعلمت أن هناك مركز تأهيل للدراسة ومن ثم التحقنا بمحو الأمية في منطقة البساتين وتم قبولي ودرست لمدة 3 سنوات المراحل الابتدائية، ثم التحقت بالمدرسة بالصف السادس وأكملت الابتدائية وبعد ذلك الثانوية ثم الجامعة وتخصصت بمجال علم النفس بجامعة العلوم والتكنولوجيا»، موضحة أنها كانت تدرس الجامعة وتعمل في روضة بنفس الوقت.
وإضافة قائلة بفرح وتفاؤل : «أكملت تعليمي واصبحت قادرة على تعليم اولادي ولست بحاجة لاحد أن يقوم بالقراءة لهم وتدريسهم وهذا انجاز كبير، أيضا من انجازاتي أني موظفة، ولدي شهادة جامعية، وأطمح ان اكمل تعليمي بتخصصي واكون اختصاصية نفسية ولدي عيادة خاصة بي».
إنجاز أحمد
أما أحمد بن حسن العطاس فتربى في أسرة طيبة بمحافظة عدن بمديرية المعلا التحق بالدراسة في عام 1986 م للصف الأول واستمر إلى الصف الخامس، ونظرا للظروف الاجتماعية التي مرت بها أسرته خرج من الدراسة في عام 1990م، ثم التحق بالعمل في المؤسسة العامة للتجارة إلى 2001 وترك العمل بسبب الوعود الكاذبة بالتوظيف وذهب إلى اعمال أخرى، وفي أحد الأيام صادف موقفا جعله يعيد التفكير بالدراسة من جديد، بحيث أنه وجد أحد دفاتر الطلاب وحاول أن يقرا اسم الطالب من أجل أعطائه دفتره ولكن لم يتمكن من ذلك، فظلت الحسرة بقلبه.
يقول محمد : «تقدمت إلى مكتب التربية والتعليم حتى اعود للدراسة، ولكن تم رفضي لكبر سني حيث بلغت 26 من العمر ولكن وجدت من دلني الى محو الأمية وذهبت لمحو الأمية في مديرية صيرة بمدرسة شمسان، واكملت تعليمي الابتدائي والثانوي ثم درست الدبلوم من المعهد الفني التجاري ثم أكملت دراستي بكلية التربية قسم التاريخ وتخرجت بكلاريوس تاريخ».
إقبال الدارسين
يقول الأستاذ جلال محجوب مدير إدارة محو الأمية وتعليم الكبار بمديرية الشيخ عثمان : «يعتبر محو أمية الكبار من الذين فات عليهم قطار التعليم وتقديم يد العون لهم أمراً مهماً، إذ لا تبنى الأمم إلا بالعلم وبهذا الأساس فإذا تم القضاء على الجهل والتخلف دون أدنى شك تكون الحياة جميلة ويسودها الازدهار والتطور في كل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية ويعم كافة شرائح المجتمع دون تمييز فهو علم والعلم معرفة».
تنوع العمل
وأوضح من خلال حديثه : «عملنا متنوع بحيث أن تعليم محو الأمية يكون من خلال مراحل بحيث يدرسون أول وثاني أساسي ثم متابعة فخريجة المتابعة تخرج بشهادة سادس معتمدة، ثم تأتي فرص التعليم المستمر الذي يضم (سابع – ثامن – تاسع حتى المرحلة الثانوية) علما بأن الكثير من الدارسات في محو الأمية وصلوا بالتعليم إلى المرحلة الجامعية».

الاهتمام أكثر
واختتم حديثه : «جميع من يتواجد في ادارة محو الامية مسؤول عن تطوير العمل، فمحو الأمية عمل إنساني نبيل وهو جزء لا يتجزأ من عملية التربية والتعليم، أيضا يتعامل نفسياً مع نوع معين من شرائح المجتمع، ويعتبر القضاء على الأمية مهمة إنسانية ودينية، لذا ينبغي توجيه المناخ الملائم والمناسب وبطرق حديثة والارتقاء بأساليب العمل والتطور بكافة المجالات، ومن هذا المنطلق ينبغي على الجهات المسئولة تقديم الدعم في كافة المستويات لإظهار هذا النشاط الإنساني على الواقع العملي وبهذا سوف يكون له أثر ايجابي في إظهار نتائج هذا العمل على المجتمع نفسه».
تذكير بأهمية محو الأمية
وقالت إشراق هادي ناصر الأعوج مديرة إدارة محو الأمية وتعليم الكبار بمديرية البريقة: «من المهم القضاء على الامية التي تعيق مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والهدف من اهتمامنا هو التذكير بأهمية محو الأمية بالمجتمعات لتكون أكثر استدامة وسلامة والجميع يحصل على مهارات القراءة والكتابة».
إنجاز كبير
وأشارت قائلة: «لقد تم في مديرية البريقة افتتاح صفوف أول ثانوي للتعليم المستمر في مركز مدرسة براء بن مالك في منطقة قرو وهذا يعتبر أنجاز كبير للدراسيين والدارسات وهذا فتح المجال للأولاد والبنات لإكمال تعليمهم وإعطائهم فرصة لاستخراج شهادة الثانوية العامة».
التعليم المستمر امتداد للمرحلة التكميلية
ويقول الأستاذ: «أنيس أحمد محمد مدير التعليم المستمر في محافظة عدن: يعتبر التعليم المستمر امتدادا للمرحلة التكميلية من قانون محو الأمية رقم 28 لعام 1998 والذي يحدد مراحل التعليم إلى 3 مراحل هي :
الأساس عامين دراسيين، يعادل الصف الرابع.
المتابعة عام دراسي يعادل الصف السادس.
التكميل لم ينفذ وكان مجرد حبر على ورق».
وأضاف : «بدأنا من مديرية دار سعد بالتنسيق مع مكتب التربية والتعليم بالمديرية وعملنا على فتح الصف السابع وبعد ذلك الثامن وبجهود المعلمات المتعاقدات ونجحت الفكرة وتم التنسيق مع مدير عام محو الأمية بمحافظة عدن بفتح صفوف تاسع بالامتحان الوزراي وينفذ بمدارس التعليم العام وفعلا حقق نجاحا لا يستهان به بل أعطى لنا دفعة إلى الأمام وعبر مدراء عموم مكتب محو الأمية ومكتب التربية والتعليم ومدير عام اختبارات عدن ، عن انفراد مراكز محو الأمية الصف التاسع خاص بهم وذلك في العام الدراسي 2016 م وتم الاستمرار على ذلك».
متابعة العمل
وتقول الأستاذة هدى أحمد علي بانافع رئيسة قسم شعبة التوجيه بمديرية المنصورة: «نقوم بزيارة مستمرة للمراكز الثمانية في مديرية المنصورة، لمتابعة المعلمات ودخول الحصص لهن، وكذلك متابعة الموجهين والإشراف على أعمالهم، المراكز التي تمت زيارتها (مركز القادسية للتدريب والتعليم، ابن زيدون للتعليم، عبدالله شرف للتعليم، بئر فضل للتعليم والتدريب، إدريس حنبلة لتعليم،العادل للتعليم، المؤسسة التربوية سجن المنصورة للتعليم والتدريب، ذوي الاحتياجات الخاصة للتعليم) وقد كان نزولاً مكثفاً يشمل كتابة التقارير الشهرية وخطط السير، وكل ما تم إنجازه من المنهاج، بالإضافة إلى كتابة أسماء المعلمات والمؤهلات وتأريخ الالتحاق بمحو الأمية، استلام أسئلة الامتحانات ومراجعتها، استلام الكشوفات والاطلاع عليها، التوقيع على دفاتر المعلمات ودفاتر التحضير للمعلمات وكذلك التوقيع على دفاتر الدارسين، لكل من المراكز المذكورة، وحضور الاجتماع الشهري الخاص بالتوجيه وتسليم جميع ما سبق من تقارير».