الاتحاد يستقبل أعداداً من النساء لتقديم الخدمات لهن بحسب حاجتهن



عدن/ 14 أكتوبر/ خاص :
اتحاد نساء اليمن هي منظمة مجتمع مدني ريادية تأسست في عام 1967م وكانت من قيادات نسائية مناضلة، فاتحاد نساء اليمن بعدن يعمل بشكل عام للحماية الكاملة للمرأة الناجية من العنف وذلك يتم بتقديم الدعم القانوني والدعم النفسي. وحول هذا أجرت صحيفة 14 أكتوبر لقاء مع فاطمة سعيد المريسي رئيسة اتحاد نساء اليمن بعدن عضو الفريق الوطني للمرأة والسلام .

- نعمل على تعزيز دور المرأة ووصولها إلى مراكز صنع القرار
- تراجع نسبة مشاركة المرأة في صنع القرار

حماية المرأة
بداية قدمت فاطمة سعيد المريسي رئيسة اتحاد نساء اليمن بعدن عضو الفريق الوطني للمرأة والسلام شرحا تفصليا عن الاتحاد قائلة : «اتحاد نساء اليمن هو منظمة مجتمع مدني ريادية تأسست في عام 1967م وكانت من قيادات نسائية مناضلة وتعلمنا على أيديهن، وهناك أجيال تتعاقب وتتعلم الكثير في الكفاح والنضال وتقديم الخدمات.
وأشارت: حاليا اتحاد نساء اليمن بعدن يعمل بشكل عام للحماية الكاملة للمرأة الناجية من العنف وذلك من خلال تقديم الدعم القانوني والدعم النفسي، ويوجد لدينا نزيلات في دار الإيواء أو مثل ما أسميه مركز التأهيل والتدريب النسوي ويقدم خدمات على المستوى الإنساني والأخلاقي، والاتحاد يستقبل أعدادا من النساء لتقديم الخدمات على حسب طلب المرأة، فالبعض يطلب الحماية وتأتي الحماية على حسب طلبها، كما أن الاتحاد يقوم بشراكة مجتمعية مع عدد من منظمات المجتمع المدني والتكتلات النسائية، وهناك أيضا شبكة تشبيك مع عدد من منظمات المجتمع المدني لخدمة المرأة.
استقبال النساء من جميع المناطق
وأضافت قائلة: «نستقبل النساء من كافة مناطق الجمهورية من غير تمييز، ونقدم لهن الخدمات النفسية والقانونية ونقدم لهن التدريب والتأهيل والتمكين الاقتصادي، فالتمكين الاقتصادي للاتحاد في هذا العام يعتبر من الإجراءات الأساسية فنحن كنا قد تحدثنا بأكثر من لقاء مع المنظمات للتأكيد على أهمية التمكين الاقتصادي، وزارتنا الأخت دينا زوربا مسئولة المرأة بمكتب الأمم المتحدة لمعرفة ما هي مطالبنا فأكدنا على قضية الدعم الاقتصادي وانه مهم جدا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد فلابد من التدريب والتأهيل، فبعض الأحيان نقدم التدريب ولا نستطيع تقديم التمكين الاقتصادي فبعض الممولين يقدمون اعتمادات مالية للتدريب وليس للتمكين وهذا يسبب لنا الكثير من الإحراج ويكون لنا حجر عثرة، ولمخرجات التأهيل والتدريب أعداد كبيرة وفي مجالات كثير ومختلفة مثل «الكوافير – صناعة البخور والعطور – الخياطة – المعجنات – صناعة الحلويات» وهناك أشياء كثيرة، فظروف الحياة تحكم عليهن بالعمل حتى في منازلهن، العمل مهم أنا أعمل وأعيل أسرتي من منزلي بكرامة بعيدة عن الذل والمهانة والتسول الذي نشاهده بهذه المدينة، نحن مستمرون ونقدم الخدمات بكل السبل المتاحة والمتوفرة، فاتحاد نساء اليمن ليس وليد مرحلة أو وليد سنوات هذا صرح تاريخي ريادي نحن أجيال تربت على أيدي قيادات نسائية مناضلة ومكافحة».
قضية النوع الاجتماعي
وتواصل حديثها قائلة : «عملنا على قضية النوع الاجتماعي منطلقين من أن الشراكة بين الرجل والمرأة شراكة يجب أن تكون متبادلة، وأن يتقبل أن للمرأة دورا في المجتمع كما هو دور الرجل في المجتمع وهناك شراكة أساسية حقيقية، اشتغلنا على النوع الاجتماعي ودربنا فئات في المجتمع مثلا أسسنا شبكة رجل لرجل، و ماذا تعني شبكة رجل لرجل هي تتمثل بكيف يلتقي الرجال في مجتمع من شباب وكبار يتبادلون الآراء حول من هي المرأة، فالمرأة هي الأم والزوجة و البنت وهي النصف المكمل في المجتمع».
علاقة تقدم الخدمات
وتابعت قائلة : «الشيء الجيد أن لنا علاقة مع الأجهزة الرسمية بمراكز الشرطة تقدم لنا الخدمة، كذلك إدارة أمن عدن لهم جزيل الشكر فهم يساعدوننا بالتقليل من حدة العنف الذي يمارس على النساء»، مضيفة «هناك خدمات كثيرة وعلاقتنا جيدة بالشؤون الاجتماعية متمثلة بالأخ الوزير وهو يعمل على تذليل الكثير من الصعوبات، وشراكتنا مع الخدمات في الصحة والتعليم والمكتب التنفيذي والمجالس المحلية في المديرية.. لنا علاقات كون أننا ثلاث من العضوات بالهيئة الإدارية في الاتحاد و عضوات مجالس محليه فأنا عضو مجلس محلي محافظة، والأخت فالنتينا عضو في المجلس المحلي بمديرية المعلا، والأخت فيروز عضو في المجلس المحلي في خور مكسر، هذا التلاحم وهذه العلاقات التي نعززها مع الأجهزة الحكومية أو التنفيذية أو المجالس المحلية مثل ما يقال لها وتحت أي مسمى تذلل لنا الكثير من الصعوبات».
اللجان المجتمعية
وأضافت : «شكلنا لجاناً مجتمعية تقوم بتقديم خدمات، وماهي اللجنة المجتمعية «مكتب الصحة - مكتب التربية والتعليم - مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل ومنظمات المجتمع المدني - ناشطون - أعضاء مجالس محلية» هؤلاء جمعينا نستمع إلى آرائهم وأفكارهم ومدى تقديم خدمتهم، وعملنا على تشكيل لجان المجتمعية أو لجان الخدمات المجتمعية من أجل تعزيز هذه الأدوار أولا، وأيضا نقوم بالشراكة معهم في معرفة احتياجات المرأة مثل عندما تأتي المرأة وتكون بحاجة إلى دعم صحي، كيف ممكن أن نرسلها للجهات الصحية، وإذا هي بحاجة إلى دعم نفسي وهذه الأشياء جميعها تكون من خلال الاجتماعات واللقاءات المستمرة مع لجان الخدمات المجتمعية».
فريق الرصد المجتمعي
وأوضحت من خلال حديثها أن جميع الشابات والمتطوعات يقدمن خدمات في مجال رصد الحالات المجتمعية، وهو فريق رصد مجتمعي يتكون لتغطية عدن :
(التواهي والمعلا – خورمكسر – كريتر )
(الشيخ عثمان – المنصورة – المحاريق- دارسعد - الممدارة )
(مدينة الشعب – البريقة وغيرها )
فحالة الرصد جدّ مهمة وهي التي تساعدنا في كيفية تقديم الخدمات، فكيف يمكن معرفة الحالات إذا لم يكن لدي رصد، فالرصد يساهم في معرفة احتياجات النساء بجميع الجوانب سواء كان في جانب الحماية أو ما هي نوع الحماية، وهل هي في حاجة لدعم نفسي في ظل الظروف التي يعيشها البلد، فالدعم النفسي مهم لا يقتصر على المرضى، حتى الشخص العادي بحاجة لدعم نفسي نتيجة لضغوط الحياة الصعبة والأعباء التي نعيشها وظروف الحرب جميعها تؤثر علينا، وأيضا بكل أسرة يوجد فيها أطفال، ونعمل جاهدين ببرنامج متخصص للأطفال نستقبل الأم وطفلها معه نشاهد حالة طفل هل هي سوية أو هناك انعكاسات علية أو انكسارات في بعض سلوكه وغير ذلك.
واضافت قائلة: «من خلال روضة المنارة الموجودة في الاتحاد والتابعة للاتحاد نقدم الدعم النفسي للأطفال الموجودين في الروضة وهذا من الأشياء المهمة، ونقدم الكثير من الخدمات في مركز التدريب والتأهيل ونعمل على تدريب النزيلات الموجودات بمركز التأهيل والتدريب».
توصيل النساء إلى صنع القرار
وأوضحت من خلال حديثها : «في الوقت الحالي يقوم الاتحاد بجهود كبيرة مع منظمات المجتمع المدني للضغط على الحكومة لتوصيل النساء إلى مواقع صنع القرار، فهناك مخرجات الحوار الوطني الذي أعطى للمرأة مشاركة فاعلة ولكن للأسف منذ الحرب إلى الآن نلاحظ تراجعا في نسبة مشاركة المرأة في صنع القرار، فالمرأة موجودة في المجتمع والمرأة خرجت للساحات و طالبت بكل حقوقها، ونتحدث بهذا كثيراً لكن إلى حد ما إلى الآن لم تصل المرأة إلى مشاركة حقيقية، مثال على ذلك نادينا في وقت تأسيس المجلس الرئاسي أن يكون هناك حضور للمرأة كان أملنا أن يكون هناك حضور للمرأة بالمجلس الرئاسي وأن تصل وأن تطالب بحقها، ولكن للأسف كان دور المرأة متجاهلا، نلاحظ بمجلس الشورى هناك تعيينات من وقت إلى آخر ولم تذكر المرأة، ومجلس النواب كان يوجد مقعد وانتهى ومجلس الوزراء كان يوجد معنا وزيرة وانتهي، فنحن من الطبيعي كاتحاد وبشراكة وتكاتف مع كثير من منظمات المجتمع المدني التي تراعي القضايا النسائية نعمل على الحشد والضغط من أجل وصول المرأة إلى مواقع صنع القرار ويظل مطلبنا ومستمرون في مطالبنا وسنستمر بهذا».
خطة نعمل عليها
وأضافت فاطمة المريسي: «في الوقت الحالي نحن نعمل على خطة تتمثل بكيفية تعزيز دور المرأة ووصولها إلى صنع القرار من خلال البرامج والأنشطة، وأيضا سوف نعمل على حملات توعية الكثير من الظواهر المجتمعية مثل قضية المخدرات، والتوعية لفئة من الشباب من الذكور والاناث، ورفع وعي المجتمع لما يمر به البلد نحن نعرف أن البلد لاتزال في حرب لكن نحاول قدر المستطاع أن نقدم بعض المساعدات للنساء، وذلك لان المرأة موجودة بالأسرة نحاول أن نقدم المساعدات قدر المستطاع ونحاول أن نساعد هذه الأسر في تخطي هذا الوضع الاقتصادي الصعب، ومن ضمن الخطة لهذا العام بناء قدرات الشباب فنحن لدينا شراكة مع مؤسسة آفاق الشبابية بالإضافة إلى منظمات نسوية نحاول بقدر المستطاع ان نوعي الشباب ونحثهم على ممارسة حقوقهم القانونية والإنسانية تجاه شعبهم وتجاه مجتمعهم، ونعطي فرصة كبيرة لمشاركة الشباب» .
الصعوبات و التحديات
فيما يتعلق بالصعوبات قالت : «تتمثل بقضية التموين وقضية الموازنة، الكل يأتي لنا ونحن لا نرغب بإرجاع أي شخص أو امرأة طلب منا المساعدة، أو طلب بعض التدخلات، فنحن نحاول قدر المستطاع ونجري اتصالاتنا في بعض المنظمات أو بفاعلي الخير لتقديم المساعدات خاصة في مجال العلاج سوى كان داخلي أو خارجي و إجراء العمليات هذا شيء مهم جدا هذا يعتبر من التحديات التي نقابلها، للأسف في بعض الأحيان نساعد البعض، والبعض لا يمكن أن نساعدهن حين تكون الأبواب مغلقة أمامنا».
رسالة
وفي ختام حديثها قالت : « أوصل رسالتي لفاعلي الخير ومؤسسات الدولة المعنية بقضايا المرأة والمجتمع للمرأة والرجل ليس المرأة فقط أولا الحد من الوضع الاقتصادي المتأزم فالوضع حقيقة لا يحتمل في البلاد أصبحت الناس تأكل من الزبالة وصارت الناس تتسول، وبعض النساء أصبحن يرتكبن بعض الأخطاء وكل هذا يؤثر على سمعة المرأة في المجتمع وكرامتها، فنحن جيل تربينا مع مجتمع متطور ومتعلم، وفي الوقت الحالي يوجد تسرب من المدارس ويوجد زواج للقاصرات والان كل هذا الظواهر برزت في محافظة عدن، رغم أنها انتهت منذ زمن حيث كان لا يوجد زواج للقاصرات ولا تسرب من المدارس أما الآن فعادت من جديد وبشكل مخيف، تقريبا يوميا نقابل بالاتحاد حالات زواج مبكر، وحالات طلاق مبكر، فأصبحت بعض الأسر تفكر بان البنت لا تتعلم والزواج هو الشيء المناسب لها وكل هذا يعتبر ماساة على البلاد، لذلك نتمنى من الناس الخيرين ومن السياسيين ومن الشخصيات الاجتماعية ومن صانعي القرار وجميع المكونات السياسية الحد من هذه الظواهر وكيفية إنقاذ البلد وكيفية تحسين الوضع الاقتصادي».
