
برلين / 14 أكتوبر / وكالات :
بدأ زعيم المحافظين الألمان فريدريش ميرتس، الفائز في الانتخابات بفارق أقل من المتوقع، مفاوضات شاقة لتشكيل حكومة ينتظرها الأوروبيون لتكون قوة دفع في مواجهة دونالد ترمب وروسيا.
ولكي يتمكن من الحصول على غالبية، يسعى زعيم "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" في المقام الأول إلى تشكيل ائتلاف مع "الاشتراكيين الديمقراطيين"، على رغم تحقيقهم نتائج أقروا بأنفسهم بأنها كانت "كارثية"، وفي حال حصل ذلك سيحظى الحزبان معاً بغالبية ضئيلة في مجلس النواب.
يدرك رجل ألمانيا القوي الجديد أنه لا يمكن لبلاده أن تبقى لفترة طويلة من دون حكومة في مواجهة التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية الحالية التي تتمثل في المواقف الصادرة عن الرئيس الأميركي في شأن حرب أوكرانيا والمخاوف من التحالف عبر الأطلسي والتهديدات الأميركية بزيادة الرسوم الجمركية، فضلاً عن الأزمة التي يواجهها النموذج الاقتصادي الألماني القائم على الصناعة من قبل المنافس الصيني.
وقاد المحامي السابق الذي لم يسبق له أن شغل مناصب وزارية حزبه "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" وحليفه البافاري حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" إلى الفوز، لكن النتيجة التي حققها المحافظون في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد (28.6 في المئة) لا تسمح لهم بالحكم بمفردهم، ولا سيما أن النتيجة كانت أقل من نسبة الـ30 في المئة التي توقعتها استطلاعات الرأي منذ أشهر.
من جانبه ضاعف أقصى اليمين ممثلاً بحزب "البديل من أجل ألمانيا" النتيجة التي حققها قبل أربعة أعوام، وحل ثانياً بحصوله على نحو 20.8 في المئة من الأصوات.
وقالت زعيمة الحزب المناهض للهجرة والمؤيد لروسيا، أليس فايدل، إن "هذه ليست نتيجة جيدة بصورة خاصة تبعث على الثقة"، مضيفة "ستظل يدنا ممدودة للمشاركة في الحكومة وتحقيق إرادة الشعب".
وبعدما أعلن فريدريش ميرتس أنه لن يتحالف مع حزب "البديل من أجل ألمانيا"، لم يعد أمامه خيار سوى التواصل مع "الاشتراكيين الديمقراطيين"، الحزب الأقدم في البلاد الذي حصل على نسبة بلغت 16 في المئة من الأصوات، في ما يعد أسوأ نتيجة له منذ 80 عاماً.
ولخصت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" اليومية النتيجة بالقول إن "الألمان قالوا لا بوضوح لأولاف شولتز خلال هذه الانتخابات، ولكن لم يقولوا نعم حقيقية لمنافسيه".
ومن خلال التعهد بتشكيل تحالف بحلول عيد الفصح في الـ20 من أبريل المقبل "على أبعد تقدير"، حدد ميرتس لنفسه هدفاً طموحاً، فيما أكد أن "العمل سيبدأ الإثنين".
كانت ألمانيا أصيبت بشلل جراء انهيار ائتلاف شولتز مع حزب الخضر والليبراليين، ومن هذا المنطلق أكد المستشار الجديد أن "الخارج لا ينتظرنا... يتعين علينا أن نعود للعمل بسرعة على المستوى الداخلي، لنستعيد حضورنا على الساحة الأوروبية".
غير أن الهشاشة التي تعانيها الأحزاب التقليدية الأخرى لن تكون عنصراً مساعداً في تسهيل الأمور بالنسبة إلى المحافظين.