أتمنى لبناتي الخير والسعادة…
كما تمنت أمي لي ولأخواتي…
وكما سبقتها جدتي فتمنت لأمي وأخواتها.
إنه إرث الأمهات الخالد، دعوات صادقة تتردد في كل بيت، تحملها الرياح إلى السماء، وترتدّ استجابة لا محالة.
أعلم يقينًا..!!
أن هذه الدعوات الطيّبة لن تضيع هباءً، بل ستتحقق في صورة عدالة مشرقة، ترفع مقام المرأة، وتفتح لها أبواب الحياة جنبًا إلى جنب مع الرجل، شريكةً كاملة لا يختزلها أحد، ولا يُقصيها نظام. وعندما يتحقق ذلك، سيعمّ السلام، ويزهر الخير، وتفيض السعادة على المجتمع بأسره.
لكنني أرى شيئًا آخر…!!
إن هذه الأمنية ليست مجرد حلم عابر، بل وعدٌ إلهي محفور في سنن الكون، يؤكد أن المساواة الكاملة بين المرأة والرجل قدرٌ محتوم. غير أنني أؤمن أن أمنية جميع أمهات العالم، بآلامهن وصبرهن وتضحياتهن، ستعجّل بتحقيقها، لأن معاناتهن الماضية والحاضرة تجعل تحقيق العدل ضرورةً لا تحتمل التأجيل.
أليست الجنة تحت أقدام الأمهات؟
فكيف ترضى أمّ أن تدخلها للحظة دون أن تصطحب معها أسرتها، مجتمعها، بل وأممًا بأسرها؟!
إنني أؤمن أن حدود الجنة ستتسع… ستتمدد لتحتضن كل بقعة، كل وطن، حتى تعمّ الكون كله، متى تحققت المساواة… متى تساوى نور المرأة بنور الرجل، ليصنع كلاهما معًا نهارًا لا يعرف ظلمات التمييز.
وإلى أن يأتي ذلك اليوم… لن تكفّ الأمهات عن الدعاء. ولن تتوقف السماء عن الاستجابة.
ودمتم سالمين.