مواجع المنتمين لحقل التربية والتعليم ادمت مشاعر واحاسيس كل افراد المجتمع الجنوبي كونها مست قطاعا تربويا تقع على عاتقه صناعة عقول قادة الغد والمستقبل الزاهر الرشيد.. واقصد مواجع التجويع الممنهج الجمعي وسلب حقوقهم ومرمطتهم بأساليب متنوعة البدع والفهلوة..
كلنا - شبابا وشيوخا- شعرنا بلسعات الحسرات والتوجس كون الأمر يمس حياة وكيانات فئة اجتماعية مميزة لها صلة بفلذات أكباد كل أفراد المجتمع الجنوبي، وحقوق مسلوبة تعد من أولويات الحق العام لكل أفراد المجتمع، أقصد واجب الحصول على الراتب بكل يسر ودون منغصات ونظراً لما يحتله الراتب من أهمية حياتية يصعب العيش بغيره مستور الحال أو لنقل دون الحاجة لكشف المستور والشماته، اكرر كلنا أفراد المجتمع الجنوبي تضامنا بكل مشاعر جوانحنا مع هموم ومواجع المدرسين المعوزين قسراً والمحرومين من أبسط حقوقهم الحياتية المسلوبة قسراً ودون أسباب غير رغبة بتسويد اسلوب حياتهم لاجبارهم على النفور من أداء رسالتهم الإنسانية المقدسة اصلاً.
ما دعاني لإيراد كل هذه الديباجة هو ردات الفعل السلبية التي تعامل بها معنا هؤلاء المدرسون لتصل بهم صدمات ما أصابهم من ممارسات تعسفية متعمدة ليحولوها هم بدورهم إلى عواقب جماعية مؤلمة نتجرعها نحن آباء وأمهات الطلبة.
ففي الوقت الذي نقف دوماً لينال المدرس كل حقوقه المادية والمعنوية والتميزية بغية تمكينه من أداء رسالته التربوية والتعليمية لفلذات أكبادنا بأريحية نجدهم يشحذون كل هممهم لتعطيل الدراسة واللجوء للإضراب وضياع مستقبل الأجيال، يعني معاقبة الأجيال وأولياء أمورهم المتضامنين معهم أصلاً وكأنهم يهمسون في اذان ـ المخرج ـ بما معناه أفسحوا همومنا وهانحن ذا قد حققنا لكم ما تصبون إليه كفوا عن تجويعنا مقابل تجويع أجيال المستقبل من زاد العلم والمعرفة وكما يقول المثل المسألة فيها إنه وإلا من المتضرر من الكف عن التدريس أليس الطلبة وأولياء أمورهم؟!
ومن المستفيد من ذلك.. أليس هم من لا يريدون أية بارقة خير لأجيال المستقبل وأولياء أمورهم؟
فيا نوارس العلم.. أفيقوا فنحن معكم بكل جوانحنا قلباً وقالباً، فلم أنتم تدمون قلوبنا وقلوب فلذات أكبادنا بهكذا فعائل لا عقلانية البتة؟.
أفيدونا لماذا؟ عافاكم الله..