عند الحديث عن تكتل الأحزاب والمكونات السياسية الذي أشهر مؤخرا في عدن (عاصمة اليمن المؤقتة) ، الذي جاء نتاج دعوة اطلقها الحزب الاشتراكي على لسان أمينه العام الأستاذ “عبدالرحمن السقاف” ليس غريبا على الحزب الاشتراكي اليمني أن يقدم على هذه الخطوات للنهوض باليمن الذي يعيش أصعب مرحلة عصفت بها الحرب والانقسام السياسي والعسكري نتاج الانقلاب الحوثي الذي أوصل البلاد الى اكبر معاناة إنسانية يعيشها أبناؤه.. دعوة الحزب الاشتراكي ليست جديدة على قياداته. إقامة الائتلافات والتحالفات السياسية هي مهمة برنامجية للحزب وإيمانا منه أن تحقيق هذه المهام التاريخية يستدعي إجراء مصالحة وطنية شاملة تشمل الأحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية .
ولهذا نستطيع أن نقول إنه من الطبيعي أن يلعب الحزب الاشتراكي اليمني دورًا فاعلًا في تشكيل التكتل كخطوة عملية لتشكيل جبهة واسعة من القوى الداعمة لشرعية الدولة وإنهاء الانقلاب باستعادة الدولة والعودة إلى العملية السياسية والانتقال إلى إقامة الدولة اليمنية الحديثة وبالتالي أن مهمة إقامة الائتلافات والتحالفات السياسية هي مهمة يتبناها الحزب منذ تأسيسه وشارك أبرز قادة الحزب الاشتراكي في النضال ضد الاحتلال البريطاني الى جانب قوى وطنية.
كما وقع الحزب الاشتراكي على أعظم اتفاقية في التاريخ العربي الحديث. هي اتفاقية الوحدة اليمنية مع أحزاب وقوى في الشمال دفع خلاله الجنوب تضحيات جسيمة . قدم الجنوب والحزب دولة معترفا بها كعضو في الأمم المتحدة. . بعد اعلان الحرب ضده وإخراجه من السلطة والشراكة وتشتيت قيادته في معظم أقطار العالم مشردين وبعد كل ماحصل تجده يتسامح مع الخصوم ويوحد المعارضة في تكتل مهم عرف باللقاء المشترك سعيا منه لإنقاذ الوطن ولاسيما بعد بروز ملامح التوريث من الرئيس السابق هذه التجربة الفريدة والمتميزة في العالم العربي ولأجل هذه المشروع الوطني دفع الامين العام المساعد للحزب حياته ثمنا له .
يعمل الحزب الاشتراكي اليمني مع كافة شركائه من الأحزاب والمكونات السياسية كل ما بوسعه لكي يكون هذا التكتل أكثر فاعلية، ينهي الانقسام السياسي ويحقق أهدافه نحو إقامة دولة مدنية حديثة.
اذن التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية ليس تحالفا إيديولوجيا وإنما تكتل من أجل تحقيق مهام تاريخية مشتركة ، وغايته إنهاء الانقسام السياسي وتوحيد الصفوف واستعادة فاعلية العمل السياسي ، وهو أمر لا يقلق أي فصيل أو مكون من مكونات الشرعية لأنه يحرر الجميع من الهشاشة والضعف ، لكنه ما من شك يقلق أمراء الحرب والمتعيشين على هشاشة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية مثل جماعة الحوثي التي لا تقبل بالشراكة والمواطنة ومن معهم من المتعيشين ، وماعدا الحوثي وداعميه فإن التكتل مدعوم داخلياً وخارجياً ومن قبل الأشقاء والأصدقاء الداعمين للسلطة الشرعية في اليمن والساعين لتحقيق السلام المستدام .