الأمم المتحدة توثق (136) غارة إسرائيلية على مستشفيات قطاع (غزة)
نيويورك / غزة / 14 أكتوبر / متابعات:
أكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان توثيق وقوع ما لا يقل عن 136 غارة على نحو 27 مستشفى و12 مرفقا طبيا آخر في قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
وقالت المفوضية إن نمط الاعتداءات الإسرائيلية على مستشفيات غزة والمدنيين وتعمدها يعتبر جرائم حرب، ويثير مخاوف بالغة، ويعكس تجاهلا صارخا للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، ويدفع نظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام.
وأضافت -في تقرير خاص- أن مزاعم إسرائيل بشأن استخدام جماعات فلسطينية مسلحة المستشفيات غامضة وفضفاضة، وقدمت معلومات قليلة لإثبات إداعاءاتها، مؤكدة أن حجم الاعتداءات الإسرائيلية على مستشفيات غزة يعكس تجاهلا صارخا للقانون الدولي الإنساني.
وذكر التقرير أن الهجمات الإسرائيلية تسببت بدمار مروع في مستشفى كمال عدوان وتركت السكان دون رعاية، كما عُثر لاحقا على 3 مقابر جماعية وتم انتشال أكثر من 80 جثة.
كذلك، تحدث التقرير عن حالات تعذيب وسوء معاملة بمستشفى كمال عدوان، مشيرا إلى أن مصير مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية غير معلوم.
وشدد على أن بعض الجثث التي انتشلت من مقابر مجمع الشفاء الطبي كانت لا تزال متّصلة بأجهزة القسطرة، مما يشير إلى أن القتلى كانوا من المرضى.
وأضافت المفوضية أنه من المرجح أن الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل تزن ألفي رطل على مستشفيات غزة، مشيرة إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية فيها استهداف دقيق للأشخاص داخل المستشفيات.
كما قالت المفوضية إنها وثقت مقتل ممرضة متطوعة برصاصة في صدرها في مستشفى العودة بجباليا، مؤكدة على أهمية إجراء تحقيق مستقل ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي في غزة، وعلى وجوب إطلاق سراح جميع أفراد الطواقم الطبية المعتقلين تعسفيا على الفور.
من جهته، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، في منشور على منصة إكس، إن 258 موظفا يعملون في غزة مع الوكالة قضوا منذ بداية الحرب.
وأضاف أنه تم تسجيل ما يقرب من 650 حادثة ضد مباني ومرافق الوكالة، مشيرا إلى أن 745 شخصا على الأقل قتلوا في ملاجئ الأونروا أثناء سعيهم للحصول على حماية الأمم المتحدة، في حين أصيب أكثر من 2200 شخص داخل مرافق الوكالة منذ بداية الحرب.
وأشار لازاريني -أيضا- إلى أن أكثر من ثلثي مباني الوكالة تضررت أو دمرت منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكانت معظمها تستخدم مدارس للأطفال قبل الحرب.
إنسانيا غمرت مياه الأمطار اليوم الثلاثاء خيام النازحين في مناطق عدة بقطاع غزة، مما فاقم معاناة السكان، وفي حين تواصل القصف الإسرائيلي، أطلقت المقاومة الفلسطينية المزيد من الصواريخ باتجاه المستوطنات.
وقالت الأنباء مؤمن الشرافي إن منطقة المواصي جنوبي القطاع شهدت ليلة صعبة وقاسية على مئات آلاف النازحين مع دخول المنخفض الجوي يومه الثاني.
وأضافت بأن الأمطار هطلت -فجر اليوم- بشكل غزير لتجتاح المياه الخيام المهترئة في المنطقة، موضحا أن معظم تلك الخيام تفتقر إلى أدنى مقومات العيش ولا تقي برودة الطقس والرياح العاصفة التي تقتلعها.
وتابع أن العائلات لا تجد الإمكانيات اللازمة لإيواء الأطفال والمرضى، مشيرا إلى افتقار النازحين في هذه المنطقة إلى وسائل التدفئة والملابس.
وأشار الشرافي إلى أن 100 ألف خيمة في منطقة المواصي أصبحت غير قابلة للاستخدام.
كما قالت بإن الأوضاع في وسط القطاع -ولا سيما غرب دير البلح– صعبة للغاية.
وأوضحت الأنباء بأن أكثر من مليون نازح يعيشون أوضاعا مأساوية وسط وجنوبي قطاع غزة، وأن كثيرا من العائلات تعتمد على التكتيكات الخيرية لتوفير الطعام، في ظل عدم توافر المساعدات الإغاثية نتيجة القيود الإسرائيلية المشددة على إدخال الغذاء.
وقال مصادر إن آلاف النازحين في المدينة تأثروا بمياه الأمطار، مشيرا إلى أن مستشفى المعمداني استقبل في الساعات الماضية العديد من المرضى بسبب البرد القارس.
وفي السياق نفسه، قال الدفاع المدني في غزة إنه تلقى مئات اتصالات الاستغاثة من النازحين الذين غمرت مياه الأمطار خيامهم وأماكن إيوائهم يناشدون فيها لإنقاذ أطفالهم.
وأضاف أن طواقمه لا تستطيع سوى إجلاء المواطنين من أماكن إيوائهم المتضررة إلى أماكن أخرى تكون في الأغلب غير صالحة للإيواء، مما يعرضهم للبقاء في العراء تحت المطر والبرد القارس.
وناشد الدفاع المدني القادرين على تقديم المساعدة نقل النازحين إلى أماكن إيواء مناسبة تقيهم الأمطار، خاصة من نزحوا إلى مخيمات وسط مدينة غزة ومواصي خان يونس ورفح وغرب دير البلح.
وكان مكتب الإعلام الحكومي في غزة قال إن 7 فلسطينيين -بينهم 5 أطفال- توفوا بسبب البرد منذ بدء فصل الشتاء.
وفي غضون ذلك، أطلقت المقاومة الفلسطينية -اليوم الثلاثاء- صاروخين على الأقل باتجاه مستوطنات غلاف غزة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تم رصد إطلاق صاروخين من غزة واعتراض أحدهما وسقوط الآخر في منطقة مفتوحة.
وكانت صفارات الإنذار قد دوت في غلاف غزة الجنوبي وتواترت في الأيام القليلة الماضية عمليات إطلاق الصواريخ، بما في ذلك من بيت حانون شمالي قطاع غزة، التي تتعرض لهجوم إسرائيلي.
من جانبها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي -اليوم الثلاثاء- إنها قصفت بقذائف الهاون مواقع لقوات الاحتلال الإسرائيلي في محور نتساريم.
وفي تطورات العدوان المستمر، قالت مصادر فلسطينية إن شخصا استشهد وأصيب آخرون -اليوم الثلاثاء- في قصف إسرائيلي على منطقة جباليا النزلة شمالي القطاع.
وكان 4 فلسطينيين استشهدوا -مساء أمس الاثنين- في قصف على جباليا.
ومنذ 5 أكتوبر الماضي تتعرض معظم مناطق شمالي القطاع لهجوم إسرائيلي أسفر عن استشهاد نحو 4 آلاف شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
كما تشهد هذه المناطق اشتباكات مستمرة بين المقاومة وقوات الاحتلال التي تكبدت خلال هذه الفترة 41 قتيلا، بحسب بيانات رسمية إسرائيلية.
وفي الإطار نفسه، أطلقت آليات الاحتلال النار -اليوم- في أطراف أحياء الزيتون والصبرة وتل الهوى بمدينة غزة.
من جانبها، قالت بلدية غزة إن نظام الطوارئ في محطة ضخ مياه الصرف الصحي بحي الزيتون تعرض لقصف مدفعي، مما أدى إلى تعطيل الخطة الطارئة البديلة.
وحذرت البلدية من أن ذلك ينذر بحدوث كارثة صحية وبيئية مع بدء ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي في المحطة والشوارع المحيطة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة خلفت حتى الآن 45 ألفا و541 شهيدا و108 آلاف و338 مصابا، بحسب حصيلة نشرتها وزارة الصحة أمس الاثنين.
إلى ذلك أكدت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الثلاثاء تسجيل نحو ألف جريح شهريا في قسم إعادة التأهيل بوزارة الدفاع جراء استمرار الحرب على قطاع غزة، فضلا عن الحرب في لبنان التي انتهت في 26 نوفمبر الماضي.
وأفادت هيئة البث بأن أكثر من 13 ألفا و500 جريح إسرائيلي سُجلوا في قسم إعادة التأهيل بوزارة الدفاع منذ 7 أكتوبر 2023.
وأوضحت الهيئة أن 51% من الجرحى تقل أعمارهم عن 30 عاما، مشيرة إلى أن 43% من المصابين يعانون من صدمات نفسية.
وفي أغسطس الماضي وصل عدد المعاقين في الجيش الإسرائيلي الذين تلقوا العلاج بقسم إعادة التأهيل التابع لوزارة الدفاع من جميع الحروب التي خاضتها إسرائيل إلى 72 ألفا و56 جنديا وضابطا معاقا يعانون اضطرابات عقلية ونفسية وصدمات، بينهم أكثر من 10 آلاف أضيفوا خلال الحرب على غزة.
وحينها، قدّرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنه بحلول نهاية العام الجاري سيتعين على قسم إعادة التأهيل الاعتناء بنحو 82 ألف معاق من الجيش، مما يعني إضافة أكثر من 20 ألف جريح ومعاق جراء الحرب المستمرة على غزة.
واعترف الجيش الإسرائيلي -حسب موقعه الإلكتروني- بإصابة 5550 جنديا وضابطا فقط منذ بدء الحرب، منهم 2504 أصيبوا منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دون إشارة إلى عدد المصابين في الحرب على لبنان الذي لم ينسحب الاحتلال من جنوبه حتى الآن.
وأقر الاحتلال بمقتل 825 جنديا وضابطا منذ بدء الحرب، لكن وسائل إعلام ومستشفيات إسرائيلية تؤكد أن الأعداد الحقيقية للقتلى والمصابين في الجيش تفوق المعترف به بكثير.