وقد أفرز ذلك عديدا من المخاطر أمام إدارة ونجاح سلاسل التوريد واللوجستيات للوصول إلى كل المناطق المتضررة والمحررة وتأخير وتعطيل في عمليات التوريد والنقل، وارتفاع تكاليف النقل والشحن، بالإضافة إلى مخاطر الأمن والسلامة للعاملين في المجال اللوجستي.
ونحاول من خلال استعراض مفاهيم إدارة سلاسل التوريد واللوجستيات وماهيتها وأهميتها بتصرف علمي واقتصادي تبيان أهمية تحقيق أبعاد الإدارة الأربعة (الفاعلية، والكفاءة، والبعد الإنساني، والبعد الاجتماعي) لتجاوز ضعف الاستراتيجيات من خلال الفرص والفوائد المتحققة من نجاح إدارة سلاسل التوريد واللوجستيات في تحسين الأمن الغذائي والوصول إلى السلع الأساسية وخلق فرص عمل في مجال اللوجستيات وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية اللوجستية على المدى الطويل، من خلال الاستثمار في البنية التحتية اللوجستية في الطرق والموانئ والمطارات وتطوير خطط طوارئ لضمان استمرارية العمليات اللوجستية لتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية (الحكومة، القطاع الخاص، والمجتمع ككل والمنظمات الدولية) وتشجيع الابتكار في الحلول اللوجستية المناسبة للسياق اليمني، والذي ينتج عنه عموماً نجاح دورة حياة المنتج أو السلعة أو الخدمة، وهذا ما يقود إلى الأثر الإيجابي في نجاح السياسة النقدية وتفعيل دور المؤسسات المالية والمصرفية في تعزيز بناء البنية التحتية المالية.
وتواجه إدارة سلاسل التوريد واللوجستيات في اليمن تحديات كبيرة ومهمة بسبب الصراع والأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بالبلاد، ومع ذلك هناك فرص لتحسين الوضع من خلال نجاح إدارة سلاسل التوريد، والاستثمار في البنية التحتية اللوجستية وتعزيز الأمن، وتطوير الحلول المبتكرة، وأن ذلك يتطلب تنسيقًا وتعاونًا بين مختلف الجهات المعنية (الحكومة بمؤسساتها المركزية والمحلية وكذا القطاع الخاص والمنظمات الدولية والمجتمع المحلي ككل) لصياغة وتطبيق الاستراتيجيات المبنية على تحليل نقاط الضعف ونقاط القوة والفرص المتاحة والتهديدات المحتملة وفق تحقيق أبعاد نجاح الإدارة الأربعة، من خلال تبني وصياغة الاستراتيجيات وتطبيقها وتنفيذها في إدارة سلاسل التوريد واللوجستيات ستسهم بشكل مباشر ومهم في تجاوز التحديات والمخاطر والتهديدات المحتملة.
*أستاذ الإدارة المالية المشارك بجامعة عدن