عودة الروح إلى الشارع الرئيسي بالمعلا
عدن / 14 أكتوبر /خاص :
- مر من خلاله الشيخ زايد بن سلطان و الرئيس كاسترو والزعيم الجزائري هواري بومدين وآخرون
الشارع الرئيسي في المعلا، اعجوبة عصره عندما رُصف وعمرت على جانبيه وبتخطيط حضري راقٍ في خمسينيات القرن الماضي عمارات سكنية لم يتجاوز ارتفاعها الـ(5) أدوار، يتوسطها طريقان للسيارات واحد للذهاب وآخر للاياب تتوسطهما جزيرة وسطية..
حينها كان هذا الشارع وإلى وقت قريب أطول وأحدث وأوسع شارع في البلاد ودول المنطقة.
لقد كان انشاء الشارع الرئيسي هو نتاج عملية توسعة للشارع الحربي ، بعد عملية ردم قامت بها سلطات الاحتلال البريطانية في اربعينيات القرن الماضي للشريط الساحلي لزيادة طول وعرض رصيف المعلا، واستغلال المساحة المردومة التي تتوسط الصيف واحياء المعلا لبناء مرافق خدمية للرصيف وعماله من مطاعم ومستودعات خزن للبضائع وما إلى ذلك.. فكان انشاء الشارع الرئيسي نتاجاً لهذا التوسع وبديلا للشارع الحربي الذي كان في نفس المكان، والذي أصبح لا يلبي سرعة حركة المركبات المستخدمة واحجامها الكبيرة التي كانت تستخدم في عملية الشحن والتفريغ في ميناء المعلا.
وبعد حرب السويس في العام 1956م التي ترتب عليها نقل مركز القيادة العسكرية البريطانية للشرق الاوسط إلى محمية عدن وماترتب عليه من زيادة في اعداد ضباط وجنود القاعدة البريطانية في عدن مع عائلاتهم.. أصبحت الحاجة لإنشاء مساكن لهؤلاء الضباط وعائلاتهم، فقامت السلطات البريطانية بالتخطيط والسماح بعد ذلك للمقاولين ورجال المال ببناء عمارات سكنية وبتخطيط اوروبي لتكون سكنا لعائلات الضباط والخبراء البريطانيين ، وفتحت في طوابقها الارضية متاجر ومحلات تحتوي على كل ماتحتاجه هذه العائلات الاوروبية وحتى السكان المحليون من بضائع مختلفة.
لذلك احتل هذا الشارع أهمية امنية لدى القوات البريطانية لحماية هذه العائلات طيلة الفترة المتبقية لوجودها حتى الاستقلال.
بعدها سمي الشارع باسم الشهيد مدرم ، حيث كان طريقا مر به رؤساء وامراء الدول الذين قاموا بزيارات رسمية إلى عدن في طريقهم إلى دار الرئاسة في منطقة الفتح بالتواهي، منهم على سبيل الذكر لا الحصر الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، والجزائريان هواري بومدين و الشاذلي بن جديد، والاماراتي الشيخ زايد بن سلطان الذي قيل إنه اعجب به إلى درجة أنه حلم ببناء شارع مثله في امارة ابوظبي، وغيرهم كثيرون. لذلك كان هذا الشارع يحظى باهتمام السلطة المحلية في المحافظة عدن من طلاء عماراته وصيانة ارصفته وتشجير جزره الوسطية وتجديد انارته.
الا انه منذ تحرير عدن من الغزو الحوثي - العفاشي قبل حوالي عشر سنوات لم يجر أي ترميمات أو تحديثات في هذا الشارع الهام مما حدا بالسلطة المحلية للعاصمة عدن مؤخرا لإعادة تأهيل هذا الشارع الذي طبقت شهرته الآفاق عند إنشائه قبل حوالي سبعة عقود.. وذلك بالموافقة على مشروع إعادة تأهيله ..قال عنه وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس : إن تنفيذ هذا المشروع سيعيد لهذا الشارع العريق روحه التي كان تألقها من تألق مدينتنا الحبيبة عدن منذ انشائه قبل عقود.
وبعد موافقة السلطة المحلية على تنفيذ هذا المشروع الهام جاء وقت التنفيذ..حيث قام قبل اسبوعين الأخ صلاح العاقل وكيل محافظة عدن نيابة عن الأخ وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، والاستاذ عبدالرحيم جاوي مدير عام مديرية المعلا بوضع الحجر الأساس لمشروع إعادة تاهيل الشارع الرئيسي الذي يبلغ طوله كيلومترين تقريبا بتمويل من السلطة المحلية للمحافظة عدن والمجلس المحلي لمديرية المعلا، وبإشراف من مكتب الأشغال العامة بالعاصمة عدن وتنفيذ مؤسسة الشامي للمقاولات. وخلال وضع الأساس عبر الأستاذ الجاوي، أصالة عن نفسه ونيابة عن جميع سكان مدينة المعلا، عن شكره لمعالي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن لرعايته لهذا المشروع الحيوي والهام الذي من شأنه إعادة المظهر الجمالي للشارع الرئيسي وتخطيطه الحضري إلى الزمن الذي كان فيه قبلة الزائرين إلى مدينة عدن وتحفة يتباهى العدنيون بها بين دول المنطقة.. موضحا أن المشروع يستهدف إعادة تأهيل درابزينات الشارع والانترلوك من جهتي الشارع وجزره الوسطية.
من جانبه أكد مدير مؤسسة الشامي للمقاولات الجهة المنفذة لهذا المشروع المهندس محمد الشامي على تصميم مهندسي وعمال مؤسسته على أن يعيد هذا الشارع العريق ليكون مزارا سياحيا يؤمه سكان مدينة عدن والسياح من خارج البلاد وذلك خلال ستة اشهر وهي مدة انجاز المشروع.
إن إعادة تأهيل هذا الشارع الرئيسي والتاريخي والعريق في مديرية المعلا يؤكد على الاهتمام الذي توليه السلطة المحلية في العاصمة عدن بقيادة وزير الدولة محافظها الأستاذ أحمد حامد لملس للنهوض بالعاصمة عدن خدميا وجماليا، ومنها هذا المشروع الذي سيعيد الروح لتاريخ عدن ومجدها الذي لم ولن يموت.