الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات :
قتل 176 شخصاً في الأقل خلال يومين من الضربات التي نفذها الجيش وقوات "الدعم السريع" في أنحاء مختلفة من السودان، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية بناء على معطيات قدمها مسؤولون ونشطاء ومحامون.
وفي أم درمان الواقعة شمال العاصمة الخرطوم، قتل 65 شخصاً في الأقل بعمليات قصف نفذتها قوات "الدعم السريع"، بحسب ما أعلن والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة.
وقال المسؤول التابع للحكومة السودانية المرتبطة بالجيش، أحد طرفي الحرب في السودان، إن قذيفة أصابت حافلة ركاب أدت إلى مقتل جميع من بداخلها وعددهم 22 فرداً تحولوا إلى أشلاء.
وندد حمزة بارتكاب "الميليشيات الإرهابية... أكبر مجزرة بشرية عن طريق القصف المدفعي وسط المواطنين"، في إشارة إلى قوات "الدعم السريع" التي تخوض حرباً مع الجيش منذ عام 2023.
ووقع الهجوم غداة تنفيذ الجيش ضربة جوية على سوق في بلدة كبكابية في شمال دارفور بغرب البلاد، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، بحسب ما أفادت مجموعة "محامو الطوارئ" اليوم.
وقالت المجموعة التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب المستمرة منذ 20 شهراً، على صفحتها في "فيسبوك"، "وقع القصف في يوم السوق الأسبوعية، حيث تجمع الأهالي من قرى مختلفة للتبضع، مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وجرح المئات، بينهم نساء وأطفال".
وفي حادثة منفصلة، ذكرت المجموعة أن طائرة مسيّرة سقطت في ولاية شمال كردفان وسط السودان في الـ26 من نوفمبر الماضي لكنها انفجرت مساء أمس الإثنين، "مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم أطفال، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطرة".
وفي مخيم زمزم للنازحين شمال دارفور الذي يشهد مجاعة، أدى قصف نفذته قوات "الدعم السريع" اليوم إلى مقتل خمسة أشخاص، بحسب التنسيقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور وهي إحدى منظمات المجتمع المدني.
ويسيطر الجيش حالياً على أجزاء من العاصمة، إضافة إلى شمال البلاد وشرقها، بينما تسيطر قوات "الدعم السريع" على كامل إقليم دارفور تقريباً ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان ومعظم وسط السودان.
ويعيش في إقليم دارفور الذي توازي مساحته تقريباً ربع مساحة السودان، نحو 10 ملايين نسمة يشكلون نحو ربع عدد سكان البلاد، لكن أكثر من نصفهم نزحوا من مناطق أخرى في السودان، وشهد الإقليم بعض أعمال العنف الأكثر فظاعة في الحرب.
وفي حين أن بعض الهجمات بطائرات من دون طيار نسبت إلى قوات "الدعم السريع"، إلا أن الجيش السوداني هو الطرف الوحيد الذي يملك طائرات مقاتلة.
واتهم الجيش في بيان اليوم مجموعات سياسية تابعة لقوات "الدعم السريع" بـ"نشر أكاذيب"، قائلاً إن قواته "استهدفت قواعد نشاط المتمردين".
وجاء ذلك بعدما ذكرت مجموعة "محامو الطوارئ" في بيانها "ندين بأشد العبارات المجزرة المروعة التي ارتكبها الطيران الحربي التابع للجيش اليوم في سوق مدينة كبكابية، شمال دارفور".
وأشارت إلى أن هذه الهجمات "ليست سوى جزء من حملة تصعيد مستمرة، تدحض الادعاءات بأن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، إذ إن الغارات تتركز بصورة متعمدة على المناطق السكنية المأهولة".
ويتهم كل من الجيش وقوات "الدعم السريع" باستهداف المدنيين وقصف المناطق السكنية عمداً. واليوم، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات "الدعم السريع" والميليشيات العربية المتحالفة معها بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في ولاية جنوب كردفان خلال الفترة من ديسمبر عام 2023 إلى مارس الماضي.
واتهمت المنظمة الجماعات بارتكاب "جرائم حرب" بما فيها "القتل والاغتصاب والاختطاف لسكان النوبة، فضلاً عن نهب منازل وتدميرها" وحضت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على نشر بعثة لحماية المدنيين في السودان.
والأسبوع الماضي، دعا منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر إلى تحرك دولي عاجل لمعالجة الأزمة المتفاقمة في السودان، وقال إنه سمع خلال زيارة قام بها أخيراً لبورت سودان "قصصاً تفطر القلب" من لاجئين فارين من الصراع.
وفي السودان يواجه ما يقارب 26 مليون شخص، أي نحو نصف السكان، خطر مجاعة جماعية، في وقت يتبادل فيه طرفا الحرب الاتهامات باستخدام الجوع سلاحاً في الحرب.