رئيس الحكومة السورية الجديد يدعو مواطنيه للعودة ويتعهد ضمان الحقوق
دمشق / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
دعا رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير مواطنيه الذين فروا من البلاد خلال أعوام النزاع، للعودة إلى وطنهم عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية نشرت اليوم الأربعاء.
وقال البشير للصحيفة، "أناشد كل السوريين في الخارج: سوريا الآن بلاد حرة استحقت فخرها وكرامتها. عودوا"، مشدداً على أن "حقوق كل الناس وكل الطوائف في سوريا" ستكون مضمونة.
وفي الوقت الذي حضت فيه الولايات المتحدة كل الدول على دعم عملية سياسية "جامعة" في سوريا بعد سقوط رئيس النظام السابق بشار الأسد، قال مسؤولان أميركيان ومساعد بالكونغرس اطلعا على الاتصالات الأميركية الأولى مع "هيئة تحرير الشام" إن إدارة الرئيس جو بايدن حثت الجماعة على عدم تولي قيادة البلاد بالتبعية بل على إدارة عملية شاملة لتشكيل حكومة انتقالية.
وتجري الاتصالات مع "هيئة تحرير الشام" بالتنسيق مع حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، بما في ذلك تركيا، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
وأعلنت الفصائل السورية المعارضة أنها سيطرت ليل الثلاثاء على مدينة دير الزور (شرق)، في نبأ أكده أيضاً المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقالت الفصائل في بيان، إن "قواتنا سيطرت على كامل مدينة دير الزور"، بينما قال المرصد من جهته، إن "قوات المعارضة سيطرت بشكل كامل على مدينة دير الزور بعدما انسحبت منها قوات سوريا الديمقراطية".
وأشار إلى أن قوات "قسد" التي يهيمن عليها الأكراد انسحبت باتجاه القرى المجاورة لتسقط المدينة بعدها بأيدي مقاتلين عرب محليين كانوا قد انضموا إلى صفوف الفصائل المعارضة إثر الهجوم الخاطف الذي شنته ضد مواقع النظام في 27 نوفمبر.
من جانبه، قال القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي القائد، إن القوات التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا لوقف إطلاق النار في مدينة منبج بشمال البلاد بوساطة أميركية "حفاظاً على أمن وسلامة المدنيين".
وأضاف، "سيتم إخراج مقاتلي مجلس منبج العسكري، الذين يقاومون الهجمات منذ 27 نوفمبر، من المنطقة في أقرب وقت". وتابع "هدفنا هو وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية والدخول في عملية سياسية من أجل مستقبل البلاد".
إلى ذلك أظهرت صور ومقاطع اليوم الأربعاء احتراق ضريح الرئيس السوري السابق حافظ الأسد في مسقطه القرداحة بمحافظة اللاذقية، بينما كان مقاتلون معارضون وشبان يتجولون داخل الضريح حيث دفن بعد وفاته عام 2000.
وأظهرت صور وكالة الصحافة الفرنسية ألسنة النيران تتصاعد من مجسّم قبر قبل تدميره. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أحرق مقاتلون من المعارضة الضريح بعد أيام على سقوط الرئيس بشار الأسد الذي خلف والده في الحكم.
من جهته أكد قائد هيئة تحرير الشام أبو محمّد الجولاني، اليوم الأربعاء أنه لن يتم العفو عن المتورطين بـ«تعذيب المعتقلين» في السجون السورية، بعد إطلاق سراح الآلاف من السجون السيئة السمعة عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال الجولاني الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع في بيان على تطبيق تلغرام «لن نعفو عمن تورط بتعذيب المعتقلين وتصفيتهم... وسنلاحقهم في بلدنا"، مطالبا الدول "بتسليمنا من فرّ إليهم من هؤلاء المجرمين لتحقيق العدالة».
إلى ذلك أظهرت رسالة، اطلعت عليها وكالة رويترز للأنباء، أن عضوين في الكونغرس الأميركي حثا مسؤولين كباراً في إدارة الرئيس جو بايدن على تعليق بعض العقوبات المفروضة على سوريا لتخفيف الضغوط على اقتصادها المنهار بعد إطاحة الرئيس بشار الأسد.
والخطوة هي أحدث مساعي الغرب من أجل تخفيف العقوبات بعد أن سيطرت قوات من المعارضة المسلحة بقيادة «هيئة تحرير الشام»، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة على دمشق.
وقال وزير بريطاني إن بريطانيا قد تعيد النظر في تصنيفها جماعة هيئة تحرير الشام منظمة محظورة.
ووُجهت الرسالة إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزيرة الخزانة جانيت يلين، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
ووقّع الرسالة، التي تحمل تاريخ أمس الثلاثاء، كل من النائب جو ويلسون، الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري ويترأس لجنة فرعية للشؤون الخارجية معنية بالشرق الأوسط في مجلس النواب الأميركي، والنائب برندان بويل المنتمي إلى الحزب الديمقراطي ويترأس «مجموعة أصدقاء سوريا الحرة» في الكونغرس.
وتؤيد الرسالة التمديد المحتمل لخمس سنوات أخرى لعقوبات «قانون قيصر» التي تنطبق على قطاعات الأعمال السورية وعلى أي تعامل أميركي مع سوريا أو مع كيانات روسية وإيرانية في سوريا.
وكتب ويلسون وبويل أن العقوبات حرمت الأسد من الحصول على موارد لدعم الجيش وساهمت بنهاية المطاف في انهياره؛ بداية بمدينة حلب شمال سوريا في 29 نوفمبر الماضي، ثم في سلسلة من الخسائر، وصولاً إلى دمشق يوم 8 ديسمبر الحالي.
وكتب النائبان أنه مع أهمية إبقاء العقوبات على المسؤولين الحكوميين السابقين، فإنهما يعتقدان أن «أجزاء أخرى من القانون، مثل العقوبات المرتبطة بالقطاعات والعقوبات المتعلقة بإعادة الإعمار، يجب تعليقها.
وجاء في الرسالة أن على الولايات المتحدة أن تصدر إعفاءات وتصاريح عامة لتشجيع التنمية الاقتصادية والاستثمار الأجنبي وبناء حسن النيات دون المساس بالعقوبات المفروضة على الجماعات المصنفة إرهابية.
وتصنف الولايات المتحدة ومعظم الدول الأخرى وكذلك الأمم المتحدة «هيئة تحرير الشام» جماعة إرهابية.
وقادت «هيئة تحرير الشام» الهجوم الذي أطاح الأسد، وكلفت ذراعها المدنية إدارة الحكومة الانتقالية في سوريا.
وذكرت رويترز أمس الثلاثاء، أن السلطات الجديدة في سوريا أبلغت رجال الأعمال بأنها ستتبنى نموذج السوق الحرة وتدمج البلاد في الاقتصاد العالمي.
وقال ويلسون وبويل في الرسالة: هناك حاجة إلى نهج مدروس وتدريجي لرفع العقوبات وقيود التصدير المفروضة ضد سوريا، بما في ذلك تحفيز امتثال الحكومة الانتقالية للمعايير الدولية.
وقال مصدر مقرب من هيئة تحرير الشام لوكالة رويترز إنها تتواصل مع مسؤولين أميركيين بشأن رفع بعض عقوبات (قانون قيصر).
وقال المصدر: «يجب تذليل كل العقبات التي تواجه الشعب السوري ومستقبله».
وصرّح دبلوماسي أوروبي كبير بأن دولاً أخرى تضغط من أجل إعفاءات إنسانية واسعة النطاق، مثل الإعفاءات التي استمرت لشهور بعد زلزال عام 2023 المدمر للسماح بوصول المساعدات العاجلة إلى سوريا.
وقال الدبلوماسي إن من السابق لأوانه إسقاط جميع العقوبات تماماً نظراً إلى الدور البارز الذي تلعبه هيئة تحرير الشام في السلطة.
من جهتها أكدت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، أن المنشآت والأصول الروسية في سوريا محمية بموجب معايير القانون الدولي.
وحثت زاخاروفا كل الأطراف في سوريا على تبني نهج مسؤول لاستعادة الأمن والاستقرار في أسرع وقت ممكن.
ولدى روسيا قاعدة جوية كبرى في محافظة اللاذقية وقاعدة بحرية في طرطوس هي مركزها الوحيد للإصلاح والصيانة في البحر المتوسط.
إلى ذلك، حذر سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، من وجود خطر حقيقي يتمثل في احتمالية عودة تنظيم داعش، ليطل برأسه مجدداً في سوريا، بحسب ما نقلته وكالة الإعلام الروسية.
وكان قد أعلن في وقت سابق أنه يريد أن يستقر الوضع في أسرع وقت ممكن في سوريا بعد سقوط بشار الأسد. ودان الضربات التي نفذتها إسرائيل في البلاد، ودخول قواتها المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان.
وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي: نود أن يستقر الوضع في البلاد في أسرع وقت ممكن، بطريقة أو بأخرى»، مضيفاً أن الضربات والتحركات في مرتفعات الجولان والمنطقة العازلة لا تسهم في ذلك.
وردّاً على سؤال عما إذا كان نفوذ روسيا ضَعُف بالشرق الأوسط بسبب سقوط الأسد، قال بيسكوف: العملية العسكرية في أوكرانيا لها الأولوية.
كما أكد الكرملين، أن روسيا تتواصل مع السلطات الجديدة في سوريا بشأن الوجود العسكري والتمثيل الدبلوماسي لموسكو. وقال بيسكوف: «نبقى على تواصل مع أولئك الذين يسيطرون على الوضع في سوريا؛ لأن لدينا قاعدة (عسكرية) هناك، وبعثة دبلوماسية. والأسئلة المتعلقة بسلامة هذه المنشآت بالغة الأهمية».