المبعوث الأممي يرجح إعادة النظر بتصنيف هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية
دمشق / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
أعلن محمد البشير في بيان تلفزيوني، الثلاثاء، أنه تم تكليفه بتولي رئاسة حكومة انتقالية في سوريا حتى أول مارس 2025.
ونقلت الأنباء عن مصدرين مقربين من الفصائل السورية، قولهما إن القيادة العسكرية للفصائل أمرت مقاتليها بالانسحاب من المدن وبنشر وحدات تابعة لـ(هيئة تحرير الشام) من الشرطة وقوات الأمن الداخلي.
وكان البشير يترأس حكومة الإنقاذ التي شكلتها المعارضة قبل الهجوم الخاطف الذي استمر 12 يوما وأدى إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وأمس أعلن رئيس الوزراء السوري السابق، محمد الجلالي، موافقته على تسليم السلطة إلى حكومة إنقاذ ما يمثل خطوة بارزة في المشهد السياسي السوري.
وكلفت إدارة العمليات الخاصة بفصائل المعارضة، الإثنين، محمد البشير، رئيس حكومة الإنقاذ في إدلب بتشكيل حكومة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية، بعد سقوط الأسد.
وجاء تكليف البشير بعد اجتماع جرى بين قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، ومحمد البشير، ورئيس وزراء الحكومة السابق، محمد الجلالي، الذي كُلف بتسيير أمور الحكومة لتحديد ترتيبات نقل السلطة.
في تلك الأثناء، يتواصل مسؤولون قطريون مع هيئة تحرير الشام، التي قادت مع فصائل معارضة أخرى عملية إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما قال مسؤول مطلع على المحادثات لوكالة فرانس برس، اليوم الثلاثاء.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته في إشارة إلى محمد البشير الذي يرأس «حكومة الإنقاذ» التابعة لهيئة تحرير الشام أنشأ القطريون أول قناة اتصال مع هيئة تحرير الشام. ومن المتوقع أن يستمر التواصل بين الهيئة والدبلوماسيين القطريين في الساعات الأربع والعشرين المقبلة مع البشير.
وفي حين لم يحدد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، ما إذا كان التواصل مع هيئة تحرير الشام تحديدا، قال إن قطر «على اتصال بكل المجموعات التي كنا على اتصال بها دائما داخل الفسيفساء السورية.
إلى ذلك تجمع مئات اللاجئين السوريين عند معبرين حدوديين في جنوب تركيا، بانتظار عودتهم إلى بلادهم.
ووصل كثير منهم إلى معبري جيلفيجوزو وأونجوبينار مع بزوغ الفجر، مرتدين المعاطف والبطانيات، بينما خيم البعض بجانب الحواجز، وأشعلوا نيراناً مؤقتة للتدفئة.
وأثار سقوط الأسد فرحة واسعة بين اللاجئين السوريين في تركيا، حيث خرج كثير منهم إلى شوارع إسطنبول ومدن أخرى للاحتفال. وقام سوريون، الأحد، بإزالة علم الحكومة من القنصلية السورية في إسطنبول، واستبدلوا به علم المعارضة.
ولم يعلن المسؤولون الأتراك عن عدد السوريين الذين عادوا منذ سقوط الأسد، يوم الأحد، لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان صرح بأن الأعداد ستزداد مع استقرار سوريا، وأعلن عن خطط لإعادة فتح معبر حدودي ثالث لتجنُّب الازدحام.
وقال إردوغان في خطاب متلفز عقب اجتماع لمجلس الوزراء: «مع ازدياد استقرار سوريا، بإذن الله، ستزداد العودة الطوعية والآمنة والمشرفة».
أمميا عبر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، اليوم الثلاثاء، عن اعتقاده بأن المجتمع الدولي سيعيد النظر في تصنيف هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية، بعدما قادت الجماعة المعارضة السورية للسيطرة على سوريا قبل يومين والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وقال بيدرسن في مؤتمر صحفي في جنيف «أعتقد أن المجتمع الدولي سيعيد النظر في مسألة تصنيف هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية»، مشيرًا إلى أن الجماعة وفصائل المعارضة الأخرى أرسلت حتى الآن رسائل إيجابية إلى الشعب السوري.
وأوضح مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا أن الترتيبات الانتقالية عقب الإطاحة بالأسد لا بد أن تكون شاملة قدر الإمكان لتضم فصائل من بينها هيئة تحرير الشام التي تصنفها الأمم المتحدة جماعة إرهابية، مشيرًا إلى مرور 9 سنوات على هذا التصنيف.
وحذر بيدرسن من أنه إذا لم يتم إشراك أوسع نطاق من المجموعات العرقية والأطراف السورية فهناك احتمال اندلاع المزيد من الصراعات، مشيرًا إلى أن الصراع في شمال شرقي سوريا لم ينته بعد.
كما أشار إلى أن فصائل المعارضة السورية تنسق فيما بينها بشكل جيد في الوقت الحالي، مؤكدً أنه من المهم ألا نشهد صراعا بينها. وقال إن هيئة تحرير الشام هي المهيمنة في دمشق حاليا لكنها ليست الوحيدة.
في غضون ذلك، دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، إلى وقف الضربات الإسرائيلية على البلاد بعدما شنت تل أبيب مئات الغارات على «أهم المواقع العسكرية» السورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأضاف بيدرسن في المؤتمر الصحفي «من المقلق جدا رؤية تحركات وضربات إسرائيلية على الأراضي السورية». وتابع «يتعين وقف القصف الإسرائيلي والتوغل داخل الأراضي السورية».
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي، قد أفادت في وقت سابق اليوم، أن الدبابات الإسرائيلية بلغت أعمق نقطة في داخل سوريا، على بعد 30 كلم جنوب غربي دمشق، بينما ذكرت مصادر أخرى لرويترز أن المسافة اقتربت بنحو 25 كلم من العاصمة.
ولكن الجيش الإسرائيلي، نفى التقارير التي تتحدث عن تقدم لدباباته في اتجاه دمشق، مؤكدا أنها موجودة فقط في المنطقة العازلة في الجولان المحتل.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة إكس عدم صحة تلك التقارير وقال إنها «غير صحيحة على الإطلاق، قوات الدفاع موجودة داخل المنطقة العازلة وفي نقاط دفاعية قريبة من الحدود بهدف حماية الحدود الإسرائيلية».
وقد أعلنت إسرائيل الأحد الماضي توغلها في الأراضي السورية وسيطرتها على المنطقة العازلة مع سوريا، بعد ساعات من إسقاط المعارضة لنظام بشار الأسد.
إلى ذلك نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني كبير أن الجيش دمر مقدرات الجيش السوري بأكبر عملية جوية في تاريخ إسرائيل، في حين أكدت مصادر أمنية أن توغل إسرائيل العسكري في جنوب سوريا وصل إلى نحو 25 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن المصدر الأمني ذاته أن الجيش دمر طائرات وسفنا حربية ومنشآت إستراتيجية بسوريا لمنع وصول المعارضة لها.
في السياق، نقلت الأنباء أيضا عن مصدرين أمنيين إقليميين أن القوات الإسرائيلية وصلت إلى منطقة قطنا التي تقع على مسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية إلى الشرق من منطقة منزوعة السلاح تفصل هضبة الجولان المحتلة عن سوريا.
أما إذاعة الجيش الإسرائيلي فقالت إن الجيش ما زال يعمل فقط في المنطقة العازلة التي تبعد نحو 30 كلم عن دمشق.
وقد استغل الجيش الإسرائيلي انسحاب قوات نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد من مواقعها العسكرية ليتوغل في مناطق إستراتيجية بمحافظة القنيطرة جنوب سوريا.
وأفادت الأنباء من سوريا، برفع الجيش الإسرائيلي السواتر الترابية في القنيطرة بعمق يصل إلى 3 كيلومترات.
وأظهرت خرائط خاصة سيطرة الجيش الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ، وعدد من القرى، والبلدات المحيطة بها داخل المنطقة منزوعة السلاح، بعمق يصل إلى 18 كيلومترا داخل الأراضي السورية.
وتُدار المنطقة منزوعة السلاح بموجب اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل عام 1974، مما يجعل التوغلات فيها خرقا لهذه الاتفاقية، إلا أن إسرائيل تبرر تحركاتها بالضرورات الأمنية.
ودوت انفجارات صباح اليوم في العاصمة السورية دمشق ومحيطها جراء غارات إسرائيلية، وذلك ضمن سلسلة استهدافات تقول إسرائيل إنها تسعى من خلالها لتدمير أسلحة النظام السوري السابق.
وأفادت الأنباء بتجدد الغارات الإسرائيلية على دمشق، وسط تحليق طيران استطلاع إسرائيلي متواصل في سماء العاصمة.
وأعلنت هيئة البث العبرية أن سلاح البحرية الإسرائيلي دمر الليلة الماضية أسطول الجيش السوري في ميناءي اللاذقية والبيضا.
وكان مصدر أمني إسرائيلي قال -مساء أمس الاثنين- إن تل أبيب هاجمت أكثر من 250 هدفا داخل الأراضي السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد، شملت قواعد عسكرية وطائرات مقاتلة وأنظمة صواريخ، في واحدة من كبرى العمليات الهجومية في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي.
وأوضح أن الهجوم شمل قواعد عسكرية وعشرات الطائرات المقاتلة، وعشرات أنظمة صواريخ أرض جو، ومواقع إنتاج ومستودعات أسلحة، وصواريخ أرض أرض.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين سوريين قولهما إن إسرائيل قصفت قواعد جوية رئيسية في سوريا، ودمرت بنية تحتية وعشرات الطائرات المروحية والمقاتلات.
كما أفادت الأنباء بأن غارة جوية إسرائيلية استهدفت كتيبة الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري في منطقة معلولا بريف دمشق.
وقالت أيضا إن عشرات المروحيات والمقاتلات الحربية دُمرت بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مطار المزة العسكري بدمشق خلال الساعات الماضية.
وأضاف أن غارات إسرائيلية أخرى استهدفت -ظهر الاثنين- مقر الفرقة الرابعة والفرقة "105" التابعة للحرس الجمهوري ومناطق أخرى غربي العاصمة السورية.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من المواقع العسكرية في مدينة درعا جنوبي سوريا، من بينها مقر اللواء "132". وأضاف أن القصف الإسرائيلي استهدف أغلب مخازن الأسلحة في تلك المواقع.
وأحصى ناشطون أكثر من 100 غارة إسرائيلية -اليوم الاثنين- على مواقع عسكرية مختلفة في مناطق عدة في سوريا، آخرها مركز البحوث العلمية في برزة في دمشق.
ومنذ انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد -فجر الأحد- شنت إسرائيل عشرات الغارات على مواقع عسكرية بذريعة تدمير الأسلحة الإستراتيجية السورية التي قد تشكل تهديدا لها.