نساء اليمن بين مطرقة العنف وسندان المطالبة بحقوقهن
عدن/ 14 أكتوبر / خاص :
حملة الـ16يوماً هي حملة عالمية سنوية تبدأ في 25 نوفمبر، وهو اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتستمر حتى 10 ديسمبر، و تهدف هذه الحملة إلى رفع الوعي حول قضية العنف ضد المرأة والفتاة، وتشجيع جميع أفراد المجتمع على اتخاذ إجراءات لمنع هذا النوع من العنف والقضاء عليه.
ما تزال المرأة في بلادنا تتعرض لأسوأ ممارسات العنف ضدها واقصاء حقها في شتى مناحي الحياة سواء أكانت سياسيا أم اقتصاديا أو اجتماعيا وكذلك قضائياً وأبرز عنف تعرضت له منذ بداية ايام الحملة العالمية ما تعرضت له القاضية رواء عبدالله مجاهد من إقصاء وظيفي وتوقيف راتبها نتيجة تصديها لسلب حقوق زميلاتها وزملائها في العمل ..
لا مكان للعنف في مجتمعنا
كل امرأة وفتاة تستحق أن تعيش حياة خالية من الخوف والعنف
المذيعة شهيرة الرشيدي تحدثت قائلة عن حملة 16يوما «التمييز ضد المرأة هو شكل آخر من أشكال العنف فدعونا نعمل معا من اجل مجتمع خال من العنف، وللمساواة بين الجميع، والنساء الناجيات من العنف بحاجة إلى دعمنا وصوتنا مهم لإحداث التغيير دعونا نكن جزءا من الحملة».
اما الكوتش والمذيعة رغدة كمالفقالت إنها لم تتعرض للعنف ولكنها سمعت عن كثير من قضايا الفتيات اللاتي تعرضن للعنف الجسدي واللفظي .. وتؤيد رغدة نبذ العنف بكل أشكاله وتقول: “إذا كان هناك شيء يحتاج التصحيح فلابد من تعلم ثقافة النقاش كيف يمكن أن نتناقش ونبعد عن العنف” .
من جانبها تقول الدكتورة رانيا خالد اختصاصية نفسية: ”في حملة 16يوما نوجه للعالم أجمع والمجتمع بشكل خاص دعوة لا للعنف ضد المرأة، وأن رقي المجتمعات وتقدمها ودوران عجلة التنمية فيها لأيأتي إلا بإحلال السلام، والسلام هو امرأة “.
واما الشاعرة والناشطة الحقوقية مليحة الاسعدي فقالت: «في الحملة الدولية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي التي تستمر 16يوما نجد أنفسنا عاجزين عن التعبير عن فداحة هذه المشكلة التي تفاقمت كثيرا منذ اندلعت الحرب حتى اليوم حيث رصدت منظمات المجتمع المدني ما نسبته تزيد عن 63 ٪ من حالات العنف الاجتماعي ناهيك عن حرمانهن من التعليم والزواج من القاصرات حتى يتخلص العائل من مسؤوليتها بسبب الفقر والجهل وتفاصيل كثيرة جدا تحتاج إلى وقفة جادة من المجتمع وصناع القرار والمنظمات الدولية حتى تعمل على تسخير جهودها لتوفير الدعم القانوني والنفسي والاجتماعي لهؤلاء النساء المعنفات بحيث يجدن من يساندهن في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها المرأة بشكل خاص».
وواصلت حديثها قائلة : “من المعيب أن نتحدث في اليمن، الذي يصون نساءه، عن زيادة وتيرة العنف القائم عليها ونحن ندعي أننا نحفظ كرامة نسائنا في المجتمع ولعل حفظ مكانتها وكرامتها في المجتمع هو جزء من حفظ كرامة ومكانة مستقبل الأمة والأجيال القادمة؛ لذا علينا أن نسعى جميعا للتوعية وعدم النظر نظرة سطحية مبتذلة لمثل هذه القضية وتحويلها إلى مناسبة جادة لإيقاف هذا النوع بكافة أشكاله ومحاولة جادة لكي تكون هذه الخطوة لبنة السلام في اليمن “.
اما رئيسة مؤسسة انسان أندى الصلاحي فتقول عن هذه الحملة : “حملة مناهضة العنف ضد المرأة هي حدث تاريخي يحتفل به جميع العالم للتذكير بأهمية دور النساء وأن هناك فئات ضعيفة تحتاج إلى الحماية والاهتمام والرعاية وان هناك عنفا يطال هذه الفئة وهي النساء “.
داعية نساء العالم قائلة : «ايتها العزيزات في كل بقاع العالم احييكن وأشد على أيديكن واقول لكن واصلن نضالكن وعملكن وأنه لجميل أن نشعر أن هناك نتائج ظهرت في الآونة الأخيرة لنضالات النساء وتنادي بأهمية المواضيع التي تهم العنف القائم على النوع الاجتماعي وإظهارها للمجتمع وإبراز دور جميع النساء في مجالات السلام والمناصرة والقضايا الاجتماعية وحل النزاعات».
وأضافت :”نحن نشجعكن ونقول إن المرأة عندما تؤمن بقضايا عليها أن تستمر حتى تحقيق الهدف من حملة 16يوماً.. لتكن حملة رائدة تحييها جميع منظمات المجتمع المدني التي تهتم بقضايا النساء وتشجعها وتقول الى الامام تقدمي ايتها المرأة لن يوقفك اي نوع من أنواع العنف سوف يكون لك التمكين الحقيقي في المستقبل “.
بدورها قالت فاطمة نور وهي محامية وناشطة حقوقية عن هذه الحملة :”أنا سعيدة في مشاركتي في حملة 16يوما لمناهضة العنف ضد المرأة فهذه الحملة تأتي تأكيدا وتذكيرا بأن النساء هن القوارير فرفقا بالقوارير كما قال رسولنا الكريم، ومهما بلغت قوة المرأة وايضا صلابتها لابد من الرحمة والألفة والتفاهم بطريقة إيجابية واتباع الهدوء “.
وتواصل حديثها : “المرأة هي مخلوق رقيق جدا فهي الام والابنة والاخت والمعلمة والمهندسة هي كل شيء، ورغم أن الجنة تحت اقدام الامهات فكيف يتم تعنيفها منذ ولادتها حتى وفاتها؟ تخيلوا إلى الآن يتم وأد الفتيات وتزويج القاصرات واغتصابهن واختطافهن وتهديدهن إذا عملن في الاعلام أو مجال المحاماة أو حتى في مجال التدريس يتم تهديدهن إلى البيوت والمدارس».
وأضافت قائلة :”أصبح العنف متزايدا في ظل الأوضاع المتردية وأصبحت المرأة ليست فقط تكافح لأجل لقمة عيشها أو صنع مستقبلها بل تحارب مجتمعها لأجل الوقوف شامخة فيه من أجل حقوقها التي اصلا أتى الاسلام لإكرامها واعطائها حقوقها ولكننا نلاحظ أن هناك من يهين المرأة بأن المطبخ هو المكان الذي يدخل من مهامها الاساسية متجاهلين أنها نصف المجتمع بل هي المجتمع بأكمله فهي الركيزة الأساسية له.. العنف ضد المرأة هي جريمة حتى العنف ضد المتزوجات من قبل أزواجهن وعنف الأبناء لامهاتهم والعنف من قبل الاباء تجاه بناتهم بسبب العادات والتقاليد السلبية التي تأخذ من حقوق المرأة ومكانتها وكرامتها».
وتؤكد فاطمة على أن المرأة لها الحق مثلها مثل الرجل بالتعليم والمكانة حتى في وظائفها فهي قادرة على أن تصنع المستحيل و الفرق بينها وبين الرجل فقط في التكوين الجسدي فمناهضة العنف ضد المرأة في حملة 16يوما ماهي الا تأكيد على أن هذا العنف لابد من إنهائه ضد المرأة والانتهاكات التي ترتكب بكافة المجتمعات عبر طرق وهذه الطرق نعرفها من المتعرضات للعنف. والعنف ليس فقط من الرجل للمرأة بل حتى العنف من امرأة لامرأة إذا كانت اظطر منها في العمل وإذا كان تريد إخراجها من بيت زوجها أو تدمير أسرة بأكملها».
وتابعت فاطمة حديثها :”لابد أن نستمع لهن ونضع لهن الحلول لتخفيف العنف ضدهن، واتمنى أن نرجع إلى الأخلاق التي كانت ايام رسولنا الكريم وعاداتنا وتقاليدنا “.
وعن أهداف الحملة تتحدث المحامية هدى القاضي قائلة: «زيادة الوعي لتسليط الضوء على مختلف أشكال العنف ضد المرأة، من العنف الجسدي والنفسي إلى التحرش والاغتصاب والعنف الاقتصادي، وكسر الصمت تشجيع الناجيات من العنف على التحدث عن تجاربهن، ومساعدتهن على الحصول على الدعم والخدمات اللازمة، وعمل مناصرة التغيير والضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية لسن قوانين وتنفيذ سياسات لحماية حقوق المرأة والفتاة والقضاء على العنف ضدهن، الى جانب تمكين المرأة والفتاة من خلال برامج التوعية والتدريب ، وتعزيز مشاركتهن في صنع القرار” .
وتابعت حديثها : “ لا مكان للعنف في مجتمعنا فكل امرأة وفتاة تستحق أن تعيش حياة خالية من الخوف والعنف، دعونا نعمل جميعًا معًا لبناء عالم أكثر عدالة ومساواة “.