دمشق / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
مازالت الجبهة السورية مشتعلة، اليوم الأربعاء، حيث تشهد تطورات ميدانية متسارعة.
وفي آخر التطورات، أشار التلفزيون السوري إلى غارات للجيش على مستودعات وآليات للمسلحين في إدلب وريفها، مشيراً إلى أن الجيش يخوض اشتباكات عنيفة شمال شرق حماة ومحور الريف الشمالي الغربي للمدينة. وأضاف أن وحدات الجيش السوري تواصل عملياتها وتتمكن من توسيع نطاق أمان مدينة حماة بنحو 20 كلم.
وأفادت "جريدة الوطن" المحلية بأن القوات السورية تمكنت من إجبار التشكيلات المسلحة على التراجع 20 كم عن مدينة حماة الواقعة غرب البلاد. فيما قال المرصد السوري إن الهجوم المضاد للقوات السورية أبعد الفصائل 10 كلم عن حماة.
وقبلها، أفادت الأنباء بأن الاشتباكات متواصلة شرق وشمال شرقي مدينة حماة، وأن المعارك تتركز حول جبل زين العابدين الذي يعد بوابة الدخول إلى حماة. وأشارت الأنباء إلى أن غارات مكثفة للطيران الروسي والسوري في مناطق تقدم الفصائل بريف حماة، مؤكداً أن الفصائل المسلحة تبعد بين 5 و7 كلم عن مدينة حماة.
وقال الجيش السوري إنه أدخل ما وصفه بأضخم رتل عسكري إلى ريف حماة لدعم القوات المنتشرة على الجبهات وتأمين محيط قيادة الفرقة 25 ومدينة حماة بالكامل.
يأتي ذلك بالتزامن مع تنفيذ الجيش السوري غارات عنيفة على ريفي إدلب وحلب بدعم من غطاء الجو الروسي. كما قال الجيش السوري إن الانفجارات التي اندلعت في حمص كانت بسبب ضربات سلاح الجو السوري - والروسي، على حد سواء.
كما أعلن الجيش السوري، أنه قتل ما لا يقل عن 200 عنصر من الفصائل المسلحة من جنسيات أجنبية منذ اندلاع المعارك، مضيفا أنه نجح في تدمير أكثر من 20 طائرة مسيّرة أطلقتها الفصائل المسلحة.
وبموازاة ذلك، أكد الجيش السوري أن عملية إيصال التعزيزات العسكرية لقواته في مختلف المواقع متواصلة، مشيرا إلى أن تعزيزات عسكرية كبيرة في طريقها إلى ريف حماة، حيث تدور معارك عنيفة بين قواته والفصائل المسلحة.
وبحسب وكالة الأنباء السورية فإن الجيش السوري عزّز دفاعاته على الحدود الشمالية والغربية لمحافظة حماة، حيث يخوض معارك عنيفة ضد الفصائل المسلحة.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الاشتباكات متواصلة على عدة محاور شمال وغرب ريف حماة، وهي المناطق التي تتقدّم منها الفصائل صوب المدينة.
وأعلنت الفصائل تمكّنها من السيطرة على بلدات طَيبة الإمام وحلْفايا ومعْردِس في محيط حماة وهي بلدات تقع في الشمال والشمال الغربي للمدينة.
وكان المرصد السوري، قال في وقت سابق إن الفصائل المسلحة باتت على بعد 7 كيلومترات من شمال مدينة حماة.
وفي الأثناء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الفصائل المسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" وسّعت من عملياتها في ريف حماة، وسيطرت على أكثر من عشر بلدات وقرى، وباتت على أبواب مدينة حماة وسط سوريا.
المرصد أضاف أن "هيئة تحرير الشام" لم تدخل حتى الآن مدينة حماة، موضحاً أيضا أن "هيئة تحرير الشام" تحاول السيطرة على مدينة حماة من الجهة الشمالية، بهدف إطباق الحصار على المدينة من ثلاث جهات.
مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أكد أيضا بأن الجيش السوري لا يزال حتى الآن يسيطر على مدينة حماة.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه في حال طلبت الحكومة السورية إرسال قوات إيرانية لدمشق، فإن طهران ستدرس هذا الطلب.
تصريحات عراقجي جاءت بعدما عاد من جولة خارجية شملت دمشق وأنقرة. وأضاف أن طهران تعمل على تهيئة الأجواء لتقديم مبادرات لحلّ دائم للأوضاع في سوريا.
إلى ذلك وقعت اشتباكات عنيفة في ريف حماة الشمالي فجر اليوم الأربعاء بين الجيش السوري والجماعات المسلحة، حيث تحاول القوات السورية التقدم تحت زخم ناري كبير من الوحدات الصاروخية والمدفعية التي تقصف مواقع وتحركات الجماعات المسلحة على امتداد الريف الشمالي لحلب وصولا إلى ريف إدلب الجنوبي.
وكانت مستشفيات إدلب وأريحا استقبلت عشرات الجرحى والقتلى من الجماعات المسلحة الذين كانوا يحاولون التقدم باتجاه مدينة حماة بزخم كبير جدا، وهم يبعدون الآن 15 كيلو مترا عن المدينة على أقل تقدير.
وأكدت الأنباء أن الجيش دعم تواجده في عدة مناطق منها «محردة» المحيطة بـ«حلفايا» حيث تدور اشتباكات في تلك المنطقة.
وأضافت أنه بالتوازي مع ذلك تدور اشتباكات عنيفة في ريف حلف الجنوبي الشرقي، مشيرا إلى أن الجيش السوري الآن يعمل بكثافة نارية كبيرة جدا لوضع حدود لتقدم الجماعات المسلحة تمهيدا لبدء هجوم معاكس بشكل أكبر من قبل القوات السورية المدعومة بسلاح الجو السوري والروسي.
وقال إن سلاح الجو السوري ونظيره الروسي نفذا فجر اليوم ضربة على معسكر للمسلحين بريف إدلب حيث تقول المعلومات إن هذا المعسكر او هذا التجمع لما يسمى بـ«لواء الأجانب او التجمع الآسيوي»، قد قُصف من قبل القوات الروسية السورية التي تعمل بشكل مشترك.
وقد قالت القوات السورية إنها أسقطت11 طائرة مسيرة تابعة للفصائل المسلحة كانت قد أطلقتها باتجاه منطقة حماة.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية، ، أن قوات الجيش تواصل ضرب مجاميع التنظيمات الإرهابية حد قولها ومواقعها وأرتالها المتحركة في ريفي حماة الشمالي وإدلب.
وجاء في بيان صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية: «تواصل قواتنا المسلحة الباسلة ضرب مجاميع التنظيمات الإرهابية ومواقعها ومقراتها وأرتالها المتحركة، في ريفي حماة الشمالي وإدلب، مُعتمدةً وسائط المدفعية والصواريخ والطيران الحربي السوري الروسي المشترك».
وأوضح البيان أنه «خلال الـ24 ساعة الماضية، تلقت التنظيمات الإرهابية سلسلة ضربات دقيقة، أسفرت عن تدمير مقر عمليات تابع لما يسمى بـ (هيئة تحرير الشام الإرهابية) و3 مستودعاتٍ تحوي ذخائر متنوعة وعشرات العربات والآليات المدرعة على محاور جبهات القتال».
وأضاف البيان: «تمكنت قواتنا المسلحة من القضاء على ما لا يقل عن مئتي إرهابي، بينهم متزعمو مجموعات من جنسيات أجنبية، وتدمير وإسقاط أكثر من عشرين طائرة مسيرة أطلقها الإرهابيون باتجاه القرى والبلدات الآمنة، ويستمر وصول التعزيزات العسكرية بمختلف أنواعها إلى وحدات قواتنا المسلحة والتي تخوض ببسالة منقطعة النظير معارك عنيفة على خطوط الاشتباك لا سيما على محاور بريف حماة الشمالي».
سياسيا أكدت نائبة السفير التركي لدى الأمم المتحدة سيرين أوزغور، ضرورة خفض التصعيد في سوريا وطالبت دمشق بالانخراط في العملية السياسية.
وأضافت أمام جلسة لمجلس الأمن لبحث الأوضاع في سوريا أن عودة النزاع للظهور مرة أخرى في سوريا تعكس التحديات العالقة. وقالت أوزغور «سوريا
ستبقى في حلقة العنف دون إطلاق عملية حقيقية للمصالحة الوطنية»، مضيفة أن وجود التنظيمات «الإرهابية» في سوريا يقوض أمن تركيا التي قالت إنها «ستواصل اتخاذ كل التدابير المطلوبة لحماية أراضيها ومصالحها».
وأكد ممثل الجزائر لدى مجلس الأمن، عمار بن جامع، أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية، وطالب بضرورة التوصل إلى حل سياسي يحافظ على وحدة وسيادة سوريا. وأضاف أن التصعيد في سوريا «يُذكر بهشاشة الوضع هناك ويؤكد ضرورة التنسيق من أجل مكافحة الإرهاب». وحذر ممثل الجزائر من خطر «عودة الإرهاب في البلاد»، وطالب باعتماد الحوار الشامل بين السوريين، بدعم المجتمع الدولي، كوسيلة وحيدة للخروج من الأزمة.
وحذر ممثل إيران لدى مجلس الأمن أمير سعيد عرفاني من أن ما حدث في إدلب وحلب في الأيام الماضية «جرس إنذار فيما يتعلق بظهور الإرهاب والتطرف». وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية على المعابر بين سوريا ولبنان أدت إلى تعطيل وصول المساعدات الإنسانية.
ومن جانبه شدد مندوب لبنان هادي هاشم على أن التطورات الجارية في سوريا سيكون لها «عواقب وخيمة» على السلم والأمن الإقليمي والدولي. وأعرب المندوب اللبناني عن قلق المجموعة العربية «البالغ» إزاء الأحداث في إدلب وحلب.
وفي كلمته، وجه المندوب السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك أصابع الاتهام إلى إسرائيل وتركيا قائلا إن «الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا مهدت الطريق» لهجوم الجماعات المسلحة. وأضاف «الهجوم على شمال سوريا لم يكن من الممكن تنفيذه دون ضوء أخضر وأمر عمليات تركي إسرائيلي مشترك... الهجوم الإرهابي على حلب تزامن مع تدفق الإرهابيين عبر الحدود الشمالية وتكثيف الدعم الخارجي لهم بما فيه العتاد الحربي والأسلحة الثقيلة والعربات والطائرات المسيرة وتقنيات الاتصال الحديثة وتأمين خطوط الإمداد العسكري واللوجيستي».
وشدد الضحاك على أن الهجوم دفع بآلاف العائلات في حلب للنزوح إلى مناطق سيطرة الدولة في حين يعاني من لم يخرج من ظروف إنسانية صعبة. وطالب الدبلوماسي السوري مجلس الأمن بإدانة الهجوم وإلزام «الدول المشغلة لهذه التنظيمات» بالعدول عن سياساتها.
وأضاف الضحاك أن هجوم الجماعات المسلحة «انتهاك سافر لقرارات الأمم المتحدة ولاتفاقات خفض التصعيد التي أقرها مسار أستانة الذي يؤكد على الالتزام بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها ومواصلة العمل على مكافحة الإرهاب، وهي تعهدات لم يف الضامن التركي بالتزاماته تجاهها».
وقال إن سوريا ماضية في «ممارسة حقها السيادي وواجبها الدستوري والقانوني في محاربة الإرهاب بكل قوة وحزم» وستتخذ كل ما يلزم من إجراءات للدفاع عن مواطنيها. وتابع قائلا «نؤكد على أن التنظيمات الإرهابية المدرجة على قوائم مجلس الأمن هم جزء من المشكلة. لا أحد يتصور عملية سياسية مع داعش وجبهة النصرة».
واتهم روبرت وود، نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، النظام السوري بمهاجمة مستشفيات ومدارس في إدلب وحلب بدعم من روسيا، ونفى أي صلة للولايات المتحدة بهجوم الفصائل المسلحة. ودعا وود خلال جلسة مجلس الأمن إلى حماية المدنيين والبنية التحتية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين دون عراقيل، كما طالب بوقف «الغارات الجوية لقوات النظام والالتزام بالقانون الإنساني». وطالب المندوب الأميركي النظام السوري «بألا يشن هجمات بالأسلحة الكيميائية كما حدث في الماضي». وتابع قائلا «واشنطن ستدافع عن مواقعها العسكرية بشمال شرق سوريا لضمان عدم ظهور داعش» مرة أخرى.
من جانبه، قال مندوب روسيا لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا إن 400 مسلح قُتلوا وأصيب 600 آخرون منذ بداية هجوم الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام في شمال غرب سوريا. واتهم نيبينزيا الولايات المتحدة بدعم «التنظيمات الإرهابية» في سوريا واحتلال المناطق الغنية بالنفط، وطالب بإنهاء «الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي» لتحقيق الاستقرار في سوريا. ووصف الدبلوماسي الروسي الوضع في سوريا بأنه «غير مسبوق وحرج»، وحذر من أن التطورات تشكل مخاطر شديدة على المدنيين وتهدد السلام والأمن الإقليميين.
وعبر المبعوث البريطاني لدى مجلس الأمن جيمس كاريوكي عن قلق بلاده إزاء زيادة التصعيد في سوريا ما سيؤدي إلى مزيد من النزوح والتشريد. وأضاف أن بريطانيا قلقة من احتمال أن «يشن النظام السوري أو روسيا هجمات واسعة النطاق ضد المدنيين».
وحذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، من أن الوضع في سوريا «خطير ومتغير»، مضيفا أن هناك مساحات شاسعة من البلاد تخضع لسيطرة أطراف من غير الدول، وأن الوضع قد يؤدي إلى عودة ظهور تنظيم داعش. وأضاف المبعوث الأممي، خلال نفس الجلسة، أن هيئة تحرير الشام وفصائل مسلحة أخرى حققت تقدما واقتربت كثيرا من مدينة حماة.
وحذر بيدرسون من احتمال اندلاع نزاعات في مناطق أخرى في سوريا، ومن عمليات نزوح على نطاق واسع، وحث كل الأطراف على العمل على حماية المدنيين وإتاحة العبور الآمن للفارين من العنف. كما دعا إلى ضرورة «خفض التصعيد لتفادي الخطر الذي يهدد وحدة سوريا وسلامة أراضيها»، وحث الأطراف السورية والدولية على الدخول في مفاوضات للخروج من الأزمة. وأوضح بيدرسون أنه سيعود إلى المنطقة «قريبا» لإجراء محادثات لدفع العملية السياسية، وطالب بأن يأتي خفض التصعيد بآفاق سياسية ذات مصداقية للشعب السوري.
وبدوره قال مدير الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) رائد الصالح أمام مجلس الأمن إن ما لا يقل عن 100 مدني قُتلوا وأصيب 360 منذ بدء الاشتباكات في شمال غرب سوريا. وأضاف مخاطبا الجلسة أن روسيا شنت هجمات على إدلب أدت إلى خروج 4 مستشفيات عن الخدمة.
وعلى مدى الأيام الماضية، شنت فصائل مسلحة في شمال غرب سوريا بقيادة هيئة تحرير الشام هجوما عسكريا سيطرت خلاله على حلب وإدلب وتواصل التقدم باتجاه مدينة حماة.