الهدف تخفيف الزحام ومعالجة الاختناقات المرورية الحادة
عدن / 14 أكتوبر/ خاص :
- إلزام الباصات المخالفة بدفع غرامات مالية
- نشر الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على النظام من خلال الالتزام بالإجراءات المتبعة
- السماح باستيراد السيارات ومنح تراخيص لبناء فنادق وشركات ساهم في تفاقم الاختناقات المرورية
- مواطنون بين مؤيد لتحويل خط الباصات ومعارض بسبب بعد مسافة التنقل
رغم وقوف المواطنين بين مؤيد ومعارض لفكرة تغيير مسار باصات الأجرة إلى الشارع الخلفي في مديرية المعلا، إلا أن هناك مساعي من السلطة المحلية وإدارة المرور لترتيب خطوط الطريق في مديرية المعلا بسبب الازدحامات التي تحدث خصوصا ما بعد المغرب في الخط الرئيسي، وما زاد الطين بلة في الوقت الحالي ان الخط يشهد إصلاحات؛ لهذا كان على المركبات أن تغير خط سيرها فمن المتضرر والمستفيد من هذا التغيير؟!.. 14 أكتوبر استطلعت آراء عدد من المواطنين وخرجنا بالآتي:
بين مؤيد ومعارض
بداية جولتنا كانت في شوارع مديرية المعلا، لأخذ آراء عدد من المواطنين حول تغيير مسار خط الباصات من شارع مدرم إلى الشارع الخلفي.. حيث التقينا بالأخ/ بندر أنور محمد، الذي ايد الخطوة ووصفها (بالجيدة)، وذلك لتخفيف الزحام عن الشارع الرئيسي.. مشيراً الى ان هناك بعض الأمور لابد أن تؤخذ بالحسبان منها أنه عند نقل جميع الباصات لشارع السواعي أدى ذلك إلى ازدحام الشارع خاصة فترة الصباح، لذا كان الأفضل نقل باصات كريتر والشيخ عثمان فقط والابقاء على باصات خورمكسر لأجل عمل توازن في الخطين مع وضع ملصقات لهذه الباصات تحدد خط سيرها، بالإضافة إلى ضرورة تواجد رجل المرور في شارع السواعي لمنع السيارات المخالفة لحركة السير (المعاكسة) وسحب الأخرى الواقفة بطريقة خاطئة في نفس الشارع، والإسراع في إصلاح شارع الصعيدي كاملاً وخاصة المنطقة التي فيها ازدحام بسبب مرور باصات الأجرة.. يعني (من تاج كينيا إلى تقاطع الرئيسي مع الصعيدي)، وكذا الاستمرارية في رقابة حركة السير إلى أن يصبح الوضع اعتياديا، إلى جانب ذلك إقرار مخالفات لباصات الأجرة في حال عدم التزامها بخط سيرها بعد وضع الملصقات المحددة لخطوط السير.
طبعاً شاطره الرأي الأخ/ يونس أحمد سعيد، بتغيير خط سير باصات كريتر والشيخ عثمان إلى الشارع الخلفي مع بقاء باصات خورمكسر في الشارع الرئيسي.
فيما تختلف معهم الدكتورة/ رانيا خالد - استاذ مساعد علم الاجتماع في جامعة عدن وتقول: (لستُ مع تغيير مسار الباصات، لأنه أضر كثيراً بكبار السن والأطفال الذين يحتاجون التنقل داخل أطراف المعلا نفسها.. لذا أرى أن يُسمح لخط واحد بالمرور من الرئيسي لتسهيل التنقل عليهم وقضاء حاجاتهم الضرورية).
بينما تقول انتصار علي من ساكني مديرية المعلا: «فكرة تغيير مسار الباصات في مديرية المعلا من القضايا التي أثارت قبولا ورفضا بين المواطنين، وذلك بسبب التحديات المرورية التي تواجهها المديرية، وخاصة الازدحام الشديد في الخط الرئيسي. لهذا تسعى السلطة المحلية وإدارة المرور إلى إيجاد حلول لهذه المشكلة من خلال إعادة ترتيب خطوط الطرق، إلا أن هذا القرار يواجه تأييداً ومعارضة في نفس الوقت فيجب علينا أن نسهل الأمور حتى لا يكون الخط الرئيسي في ازدحام دائم».
معالجة الاختناقات
وبما أن هناك من هو مؤيد لهذا الإجراء وآخر معارض له، توجهنا إلى كل من مدير عام مديرية المعلا الأستاذ عبدالرحيم الجاوي ومدير شرطة السير في العاصمة عدن العميد عدنان محفوظ القلعة اللذين أوضحا لنا هذه العملية والبداية كانت مع الاستاذ عبدالرحيم الذي قال: « إن بداية أي عمل لابد أن تصاحبه بعض الصعوبات والعراقيل، لكن بفضل الله وبجهود رجال المرور وبتنسيق كامل بين السلطة المحلية بمديرية المعلا ومكتب النقل العام بالعاصمة عدن وشرطة السير وبمشاركة أمنية من شرطة المعلا ونشر خرائط تغيير مسار الباصات في صفحات المديرية الرسمية على السوشيل ميديا وتفاعل الناس معها ساهم بشكل كبير في ضبط الأمور وتخفيف الزحام ومعالجة الاختناقات المرورية الحادة التي كان يشهدها شارع الشهيد مدرم).
الإجراءات المتبعة
وأضاف قائلاً: «إن أول الإجراءات التي اتبعت، كان التنسيق مع شرطة السير ومكتب النقل العام في العاصمة عدن، وذلك لرسم خطة العمل التي سوف تُنفذ كونهم المسؤولين بشكل مباشر عن مسألة الباصات وباصات النقل والأجرة».. من جانبه أكد مدير شرطة السير في العاصمة عدن العميد عدنان القلعة بالقول: «وجدناها فرصة مناسبة، عندما تم البدء بعملية ردم الحفريات، حيث عجلنا بعملية تحويل الباصات إلى الخط القديم».
وواصل الجاوي حديثه بالقول: «من أهم الإجراءات هي نشر الوعي المجتمعي بأهمية هذا الحدث وأنه يخفف من الزحام ومشاكل اختناق المرور التي أصبحت واضحة جداً بشارع الشهيد مدرم»، مشيراً الى أن السلطة المحلية قامت بنشر الخريطة التي توضح تغيير مسار الخط إلى الخط القديم كما كان في السابق، حيث من المعروف أن باصات الأجرة لم تكن تمر بشارع الشهيد مدرم باستثناء الباصات المتجهة لخور مكسر، لكن باقي الباصات المتجهة لبقية مديريات العاصمة كانت تأخذ طريق شارع السواعي.. وتأكيداً على ما قاله الجاوي أشار العميد القلعة قائلاً: «مع تنفيذنا للحملة قمنا بوضع اشارات توضح اتجاه سير الباصات رافقها وجود رجال المرور وذلك لالزام اصحاب الباصات باتباع الاشارات التي وضعت أمامهم».. وواصل حديثه بحسرة وألم قائلاً: «إلا أنه مع الأسف فُقدت الأخلاق عند كثير من الناس، حيث رغم كل ذلك يحاولون التحايل على القانون بطرق ملتوية لتعطيل حركة السير».
الصعوبات
حول انضباط سائقي الباصات بهذه الإجراءات، قال الجاوي : «للأسف لم يكن هناك تعاون كبير من قبل السائقين منذ انطلاق الحملة، إلا بعد أن تم دراسة الأمر مع شرطة السير في كيفية ضبط المخالفين عن طريق تغريمهم ليلتزموا بقواعد السير»، مضيفاً: «حيث بدأنا العمل باحتجاز المخالفين وإلزامهم بدفع غرامة لشرطة السير نتيجة مخالفتهم التعليمات الصادرة من قبل قيادة السلطة المحلية والجهات المختصة، لذا اضطررنا إلى اتباع هذا الاجراء بالتنسيق مع شرطة السير - التي تعود لها الغرامات بسندات رسمية - وذلك بعد أن وجدنا أن هناك ازديادا كبيرا بعدد المخالفين».. وبنبرة صوت شديدة أكد على كلامه العميد عدنان قائلاً: «رغم كل ذلك إلا أننا نعمل جاهدين على تنظيم حركة السير وتنفيذ القانون وعلى الجميع الالتزام به وإلا سينال جزاءه بدفع غرامة مالية.»
نتائج ملموسة
وعن النتائج التي تحققت من هذا الاجراء، أشار مدير المديرية: «رغم أن النتائج ليست بالمستوى المطلوب، إلا أنها أصبحت واضحة وملموسة للجميع، حيث خف الازدحام بشكل كبير». واضاف قائلا: «بعد اجتماعنا مع مدير شرطة السير العميد عدنان القلعة والعميد فضل الجحافي، مدير شرطة المعلا، خرجنا من الاجتماع بقرار احتجاز الباصات المخالفة وتغريمها، وإن شاء الله مع قادم الأيام ستتضح الصورة أكثر، وسيتمكن المواطن من العبور بسيارته في الشارع الرئيسي دون أي ازدحام.».
أسباب الازدحام
عن أسباب الازدحام أكد العميد عدنان القلعة: يُعد السبب الرئيسي في عملية الازدحام، هي سماح الحكومة باستيراد السيارات دون حسيب أو رقيب، وكما هو معلوم أن عدن مدينة محدودة المساحة والسكان ومع الأسف السيارات التي تدخلها أكثر من عدد سكانها، بالإضافة إلى عدم وجود مشاريع لشق طرق جديدة تُسهم في التخفيف من حدة الاختناقات المرورية التي تشهدها العاصمة عدن عموماً، ومديرية المعلا خصوصاً، ناهيك عن السيارات التي تدخل العاصمة عدن من بقية المحافظات المجاورة وكذا جمركة أصحاب محافظات الشمال لسياراتهم داخل عدن هرباً من التكلفة المرتفعة التي فرضتها عليهم مليشيا الحوثي.
وواصل القلعة حديثه بالقول: «كما أن من أسباب الازدحامات الحاصلة، هو منح السلطة المحلية تراخيص لبناء فنادق وشركات دون أن تحدد لهم أماكن لمواقف السيارات (باركينج)».
واختتم العميد عدنان القلعة حديثه ناصحا جميع المواطنين «أن يراجعوا ملفات سياراتهم وصحة وثائقهم، لأننا مع العام القادم سنقوم بحملات واسعة لتخفيف المعاناة التي تعانيها العاصمة عدن في حركة المرور واختناق السير».