وإذا كان العالم يقوم على التنافسية كما يزعم بلينكين فلماذا احتاجت استراتيجية إدارة واشنطن وشركائها إلى إعادة «تجميع قوتهم» ولماذا تريد «التنافس بقوة» وأين تكمن «المسؤولية» عندما تعمل مع شركائها على تمويل الحروب واشعالها في كل مكان؟؟؟
بلينكين نفسه يجيب على السؤال «إن التنافس بقوة يعني استخدام جميع أدوات القوة الأمريكية لتعزيز المصالح الأمريكية. وهذا يعني تعزيز وضع القوة الأمريكية والقدرات العسكرية والاستخباراتية والعقوبات وأدوات مراقبة الصادرات وآليات التشاور مع الحلفاء والشركاء حتى تتمكن البلاد من ردع العدوان بشكل موثوق - وإذا لزم الأمر، الدفاع ضده». الكلام عن المنافسة واستخدام أدوات القوة المختلفة هو تهديد يعبر عن رفض البديل وأن الولايات المتحدة لا تقبل أي منافسة لا من (محور الشر) ولا من أوروبا.
يقول بلينكين «لم تكن لدينا أية أوهام بشأن الأهداف الانتقامية للرئيس فلاديمير بوتن أو إمكانية «إعادة ضبط» العلاقات. ولم نتردد في التحرك بقوة ضد أنشطة موسكو المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك هجماتها الإلكترونية وتدخلها في الانتخابات الأميركية. وفي الوقت نفسه، عملنا على الحد من الخطر النووي وخطر الحرب من خلال تمديد معاهدة ستارت الجديدة وإطلاق حوار بشأن الاستقرار الاستراتيجي». هذا الكلام يعيدنا إلى ما سبق التطرق إليه في بداية المقال، ولم يوضح ما الذي فعلته بلاده للحد من الخطر النووي، فبلاده هي أول من استخدم السلاح النووي بدون أي مبرر معقول وليست روسيا من فعل ذلك، وهي وبريطانيا بعد المانيا النازية من استخدم السلاح الجرثومي، وبلاده هي من انسحب أولا من معاهدات منع سباق التسلح وهددت بالانسحاب من ستارت الجديدة، والدفع بموسكو نحو الانسحاب من تلك المعاهدة. ويلقي بلينكين باللائمة على إدارة ترامب فيما يخص النووي الإيراني والكوري الشمالي « وكان خروج إدارة ترامب الأحادي الجانب والمضلل من الاتفاق النووي الإيراني سببا في تحرير البرنامج النووي لطهران من حبسه، الأمر الذي قوض أمن الولايات المتحدة وشركائها»، يشير بلينكين لماذا استمرت إدارته على خطى ترامب بهذا الملف بالذات؟
وأكد أن إدارته كانت «على نفس القدر من الوضوح عندما يتعلق الأمر بإيران وكوريا الشمالية. فقد زدنا الضغوط الدبلوماسية وعززنا موقف القوة العسكرية الأميركية لردع وتقييد طهران وبيونج يانج. لقد أثبتنا لإيران أن هناك طريقا للعودة المتبادلة إلى الامتثال ــ إذا كانت إيران على استعداد لاتخاذه ــ مع الحفاظ على نظام عقوبات قوي والتزامنا بأن إيران لن يُسمح لها أبدا بالحصول على سلاح نووي. ولقد أوضحنا استعدادنا للدخول في محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية، ولكننا أيضًا لن نستسلم لتهديداتها أو شروطها المسبقة». وهكذا، لا نزال عند نقطة بداية السؤال: لماذا يمنع الغرب السلاح النووي عن الدول العربية والإسلامية بينما يتجاهل خطورة السلاح النووي الإسرائيلي الذي تتزايد التهديدات باستخدامه ضد غزة والدول العربية لاحقا كما يفصح عنه التطرف الصهيوني؟؟ أو هو يستخدم بالفعل.
هامش:
*https://www.foreignaffairs.com/united-states/antony-blinken-americas-strategy-renewal-leadership-new-worl