منذ بداية الحرب، أصبحت كنازحة مع والدتي وإخوتي، نعيش في ظروف قاسية وصعبة. في خضم هذه الأوقات العصيبة، كان الكيس الدقيق الذي نحصل عليه من المساعدات الغذائية هو ما يمكّننا من سد رمقنا. كنت أشعر بالفرح والامتنان لوجود هذه المساعدة، خاصةً في ظل الغلاء المتزايد الذي جعل من الصعب تأمين أبسط الاحتياجات.
ومع ذلك، سمعت مؤخرًا عن تقليص الكميات المخصصة لمحتاجي تعز. هذا الخبر كان بمثابة ضربة قاسية لنا وللعديد من الأسر الأخرى التي تعتمد على هذه المساعدات. الكثير من الناس يتحدثون بحسرة عن انتظارهم للكيس أو نصف الكيس من الدقيق، والزيت، والأرز، وكلهم يأملون في أن تسد هذه المساعدات بعض حاجاتهم الأساسية.
في حواراتي مع سكان تعز، شعرت بصوت واحد يتحدث عن المعاناة المشتركة. الوضع الاقتصادي الذي يتدهور يومًا بعد يوم يثقل كاهل الجميع، ويجعل من الصعب على الأسر توفير لقمة العيش. الجميع متفق على أن الوضع قد ساء، وأن الفجوة الغذائية تتسع بشكل مقلق.
خلال حضوري في مؤتمر الفرص الاقتصادية الزراعية السمكية في تعز، الذي نظمته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، تم التأكيد على الحق في الغذاء كحق أساسي. في هذا المؤتمر، تم الإشارة إلى أن حوالي 733 مليون شخص يعانون من الجوع حول العالم بسبب النزاعات والتغيرات المناخية، مما يعكس الوضع الصعب الذي نعيشه هنا في تعز.
الوضع الغذائي المتدهور لا ينعكس فقط على الأفراد، بل يؤدي إلى تفشي العديد من المشاكل الاجتماعية والإنسانية. فالكثير من الأسر تعاني من الفقر المدقع، مما يهدد مستقبل الأطفال وصحتهم. إننا بحاجة ماسة إلى حلول عاجلة لضمان توفير الاحتياجات الأساسية لكل فرد في المجتمع.
الأمل لا يزال قائمًا، ولكن ذلك يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية. يجب أن نعمل معًا لضمان عدم ترك أي شخص خلف الركب، ولتوفير الأمن الغذائي لكل فرد في تعز واليمن. إن تحسين الأوضاع هو حق يستحقه كل إنسان، ويجب أن نعمل جميعًا لتحقيقه.