أشار الأخ اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في لقاءاته المتعددة على هامش مشاركته في الدورة ٧٩ للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الشهر الماضي، وخطابه التأريخي في مجلس الأمن الدولي حول موجبات تحقيق السلام، الى ضرورة انتهاج استراتيجية شاملة للتحرك نحو احتواء خطر الحوثيين ومنعهم من الاستمرار في نهجهم العدواني في البر والبحر. وتنطلق هذه الاستراتيجية من ثلاثة مستويات مترابطة:
المستوى المحلي:
وهذا المستوى يتطلب بناء الثقة بين القوى المحلية من خلال تقوية دور مجلس القيادة الرئاسي باعتباره السلطة المعترف بها اقليمياً ودولياً لمواجهة مخاطر الحوثيين وبناء ارضية للتفاهم المشترك وتوجيه كل الطاقات والجهود نحو هدف احتواء مخاطر الحوثيين في المرحلة المقبلة.
وفيما يخص اجراءات بناء الثقة فان تنفيذ مخرجات مشاورات الرياض ٢٠٢٢م لا يحتمل اي تأجيل أو تسويف وخاصةً فيما يتعلق بالموافقة على معالجة القضية الجنوبية ضمن اطار سياسي خاص بها واعتبار ذلك اولوية في بناء الثقة والتقدم نحو انجاز الخطوات اللاحقة في عملية السلام التي ترعاها الامم المتحدة بدعم مستمر من دول الاقليم. وعلى المستوى المحلي سيتطلب توحيد جهود احتواء مخاطر الحوثيين، قيام مكونات مجلس القيادة الرئاسي بدورهم في مواجهة الحوثيين ووضع حد لتهديداتهم المستمرة ضد خطوط الملاحة الدولية ومنعهم من استمرار عدوانهم على مناطق الجنوب وخاصة في لحج والضالع ويافع وشبوة من خلال بناء آلية عمل مشتركة للقوى المقاومة للحوثيين، ودعوة دول الاقليم والمجتمع الدولي الى دعم قدرات هذه القوى عسكرياً وسياسياً حتى تتحقق شروط احلال السلام والاستقرار في البلاد.
المستوى الإقليمي:
هناك حاجة ملحّة لايجاد تنسيق فاعل ومثمر بين القوى المحلية داخل مجلس القيادة الرئاسي من جهة، ودول التحالف العربي ( السعودية والامارات ) من جهة اخرى، ويقترح تشكيل وتفعيل لجنتي تنسيق للعلاقات بين عدن والرياض وابوظبي لضمان تبادل الرأي والمشورة وتنسيق الجهود السياسية والعسكرية على ارض الواقع.
المستوى الدولي:
سيكون مفيداً ايجاد آلية مشتركة داخل مجلس القيادة الرئاسي وبالتعاون مع وزارة الخارجية في عدن لتعزيز التواصل مع الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي الى البلد، بالاضافة الى تنسيق المواقف مع دول الرباعية (امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات ) من جهة، ومن جهة اخرى تعزيز الصلات الشعبية غير الحكومية بهذه الدول من خلال آليات الدبلوماسية الشعبية وبرامج الدعم الانساني. وتظل الحاجة قائمة لبذل جهود فاعلة للحصول على الدعم الاقليمي والدولي لبناء قدرات القوى الفاعلة على الارض لتتمكن من مواجهة الحوثيين واحتواء مخاطرهم محلياً واقليمياً ودولياً.
ويلاحظ ان هناك جهوداً طيبة تبذلها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي داخل سلطة الائتلاف المعترف بها اقليمياً ودولياً وخارجها تهدف الى تحقيق استراتيجية الحل الشامل التي اطلقها اللواء عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي باعتبارها استراتيجية واقعية قابلة للتنفيذ في ظل غياب أي مبادرات سياسية محلية، وباعتبارها أيضاً مبادرة شاملة تستجيب للمصالح الوطنية والاقليمية والدولية في انهاء الحرب وتحقيق السلام من خلال معالجة القضايا المرتبطة بالوضع الراهن بما فيها قضية شعب الجنوب والعمل على تحسين ظروفه الاقتصادية والمعيشية. كما تكتسب هذه الاستراتيجية اهميتها في الوقت الذي تبذل فيه قوى الاقليم والمجتمع الدولي جهوداً مهمة لاحلال السلام العادل والمستدام والاستقرار في بلادنا وتجنيبها مخاطر الانزلاق في أتون الصراعات الاقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة اليوم.