بيروت / تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات :
تواصل المقاتلات الإسرائيلية شن غاراتها العنيفة على مناطق عدة في لبنان، حيث استهدفت اليوم الخميس عددًا من البلدات اللبنانية، من بينها «بلدة الخيام، وأطراف بلدة السكسكية والصرفند»، طبقًا لما أوردته وكالة الأنباء اللبنانية.
كما شن الطيران الإسرائيلي سلسلة من الغارات على بلدتي كونين وحانين جنوبي لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو استهدف أكثر من 45 عنصرًا من حزب الله بجنوب لبنان خلال 24 ساعة، كما أعلن عن اغتيال حسين عواضة مسؤول عمليات إطلاق القذائف في حزب الله بمنطقة بنت جبيل.
وأصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عدة إنذارات بالإخلاء في منطقتي تمنين بالبقاع، ومنطقة الحوش بمدينة صور جنوبي لبنان.
كما أعلن إنذارًا جديدًا إلى سكان البقاع، وتحديدًا المتواجدين في المبنى المحدد في الخارطة والمباني المجاورة له في منطقة بيت شاما.
وأكدت الأنباء وقوع غارة إسرائيلية على بلدة بيت شاما في البقاع شرقي لبنان.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل ضابطان و3 جنود في معارك بجنوب لبنان.
وأسفرت ضربة جوية إسرائيلية على مقر بلدية النبطية جنوب لبنان، ليل الأربعاء الخميس، عن استشهاد 16 شخصًا من بينهم رئيس بلدية المدينة، في أكبر هجوم على مبنى حكومي لبناني رسمي منذ بدء الحملة الجوية الإسرائيلية، بحسب رويترز.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان إن «غارة العدو الإسرائيلي على مبنيي بلدية النبطية واتحاد بلدياتها أدت في حصيلة نهائية إلى استشهاد 16 شخصًا وإصابة 52 بجروح».
وسبق أن حذرت منظمة الصحة العالمية الأربعاء من أن خطر تفشي الكوليرا في لبنان «مرتفع جدًا»، بعد تأكيد إصابة أولى بالعدوى البكتيرية الحادة في ظل الحرب الإسرائيلية على لبنان. وأشارت المنظمة إلى خطر انتشار الكوليرا بين مئات الآلاف من الذين نزحوا منذ تصعيد إسرائيل حملتها العسكرية الجوية وبدأت عمليات برية تدعي أنها تهدف إلى دفع عناصر حزب الله بعيدًا عن حدودها الشمالية.
وكانت غارات إسرائيلية استهدفت بلدات بيت ليف وحانين جنوبي لبنان، مشيرًا إلى أن القطاع الأوسط في جنوب لبنان شهد قصفًا إسرائيليًا عنيفًا على عدد من البلدات مثل عيتا الشعب والقوزح وراميا، وجميعها بلدات متجاورة.
وقالت الأنباء إن القطاع الشرقي للجنوب اللبناني يشهد توجيه عدد من الضربات الإسرائيلية على بلدات العديسة وكفر كلا وكفرشوبا، وفي المقابل، يطلق حزب الله رشقات صاروخية صوب عدد من المستوطنات.
وأكدت أن مساعي الجيش الإسرائيلي تهدف إلى التوغل عبر هذه المناطق، في مقابل مقاومة عنيفة من جانب مقاتلي حزب الله، حيث هبطت مروحيات إسرائيلية على مقربة من هذه البلدات، ما يشير إلى عملية إجلاء قتلى أو مصابين.
في المقابل، دوت صافرات الإنذار في إصبع الجليل شمال إسرائيل، في وقت أعلن فيه حزب الله إطلاق صواريخه صوب إسرائيل مع التصدي لأي عمليات برية للقوات الإسرائيلية.
وقال حزب الله في سلسلة بيانات إنه قصف مستوطنة كفر فراديم برشقة صاروخية، وتجمعًا لجنود إسرائيليين عند بوابة مستوطنة مسكاف عام. كما أكد حزب الله في بيان آخر أنه استهدف تجمعًا لجنود إسرائيليين بين كفركلا والعديسة بقذائف المدفعية، وتم تحقيق إصابات مباشرة.
كما قال في بيان آخر: «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، استهدف مقاتلونا عند الساعة 03:00 من بعد ظهر يوم الخميس 17-10-2024 تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في بلدة بليدا بصلية صاروخية».
وتصاعد الدخان قرب الحدود الإسرائيلية اللبنانية بعد سقوط مقذوفات أطلقها حزب الله باتجاه إسرائيل.
وذكر حزب الله في بيان: «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، وردًا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، قصف مقاتلونا عند الساعة 03:00 من بعد ظهر يوم الخميس 17-10-2024 مستعمرة راموت نفتالي بصلية صاروخية».
وعقد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله مؤتمرًا صحافيًا في المجلس النيابي تناول فيه تطورات العدوان الإسرائيلي على لبنان، وفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية.
وقال النائب حسن فضل الله: «بعد مرور شهر على العدوان الواسع على بلدنا، فإن جيش الاحتلال لم يترك وسيلة من وسائل القتل إلا واستخدمها، من ارتكاب المجازر ضد المدنيين واستهداف رجال الإنقاذ والقطاع الصحي والاستشفائي والمؤسسات الإنسانية والمساجد والكنائس».
وأوضح النائب حسن فضل الله أن كل هذه الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها جيش الاحتلال تهدف إلى إخضاع لبنان ودفعه إلى الاستسلام، وفرض معادلات جديدة يتسيد فيها كيان الاحتلال على المنطقة، ويملي شروطه على شعوبها ودولها، ليشطب فكرة المقاومة من ذاكرة الشعوب، حتى لا يرفع أحد في وجهه سلاحًا للدفاع عن نفسه أو حماية شعبه أو ردعه عن بطشه.
وأكد أن الاحتلال عمد إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة من خلال التدمير الممنهج للقرى والبلدات، خصوصًا في الجنوب وعلى خط الحدود، لتنفيذ مشروعه القديم الجديد بإقامة ما يسميه المنطقة العازلة، وهو ما خطط له منذ العام 1978 وصولًا إلى حرب عام 2006. فمشروعه الحقيقي هو جعل جنوب الليطاني جزءًا من كيانه، كما صرح علنًا بعض مسؤوليه، وهو بالتأكيد ما ستحبطه سواعد المقاومين وصمود شعبنا.
وبشأن جهود وقف إطلاق النار، قال فضل الله إنه منذ بدء جبهة الإسناد قبل سنة، فإن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والحكومة يتوليان التفاوض مع الموفدين الدوليين من أجل الوصول إلى وقف العدوان، واليوم يسعيان إلى الوصول إلى مرحلة وقف إطلاق النار، وهذا الملف يتابع بدقة وتنسيق كامل.
موقف الاتحاد الأوروبي
بدوره، قال مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات إن الرد الوحشي من جانب إسرائيل على هجوم حماس الذي بدأ الحرب أدى إلى أزمة إنسانية مروعة في قطاع غزة امتدت الآن إلى لبنان.
وقال لرويترز على هامش فعالية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في جاكرتا: «تم استهداف وقتل عاملين في المجال الإنساني.. المئات منهم. لا يوجد أمن ولا سلامة لتنظيم العمل الإنساني بطريقة مُرضية»، ووصف كميات الإمدادات الإنسانية المتاحة بأنها «غير كافية على الإطلاق».
بقاء قوات اليونيفيل
وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إن قواتها رصدت دبابة إسرائيلية تطلق النار على برج مراقبة تابع لها بالقرب من كفر كلا في لبنان صباح
أمس الأربعاء. وأضافت اليونيفيل أن ذلك أسفر عن تدمير كاميرتين وإلحاق أضرار بالبرج.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الواقعة قيد التحقيق. والهجوم هو الأحدث في سلسلة هجمات تقول اليونيفيل إنها استهدفت قواتها.
وأضاف الجيش “قوات ومواقع البنية التحتية لليونيفيل ليست هدفا وسيتم النظر بدقة في كل واقعة غير معتادة” مضيفا أن حزب الله يعمل من “مواقع تم بناؤها داخل مواقع لليونيفيل أو بالقرب منها منذ سنوات عديدة”.وطالبت إسرائيل الأمم المتحدة من قبل بنقل أفراد اليونيفيل في جنوب لبنان إلى خارج منطقة القتال من أجل سلامتهم.
لكن وزير الدفاع اللبناني، موريس سليم، جدد اليوم الخميس، تأكيد بلاده على تمسك ببقاء القوة المؤقتة للأمم المتحدة (يونيفيل) العاملة في جنوبي لبنان.
وأوضح سليم تعاون الجيش اللبناني مع قوات اليونيفيل في تنفيذ القرار 1701.
وشنت إسرائيل عدوانا على لبنان وتقول إن الهدف هو تفكيك حزب الله بعد إطلاق صواريخ عبر الحدود طيلة عام إسنادا لحركة حماس في قطاع غزة. واغتالت إسرائيل كبار قادة حزب الله اللبناني، بما في ذلك الأمين العام حسن نصر الله، وهاشم صفي الدين الذي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه قتل.
ووفقا لوزارة الصحة اللبنانية، أسفرت العمليات الإسرائيلية في لبنان عن استشهاد 2350 على الأقل على مدى عام انقضى. كما نزح أكثر من 1.2 مليون بحسب رويترز وتقول إسرائيل إن نحو 50 إسرائيليا، من الجنود والمدنيين، قُتلوا خلال الفترة ذاتها.
وتفاقمت المخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط بعد أن توعدت إسرائيل بالرد على هجوم صاروخي نفذته إيران في الأول من أكتوبر.