بوريل: مهاجمة إسرائيل للقوات الأممية بلبنان غير مقبول إطلاقا
بيروت / تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات :
فيما يتواصل التصعيد جنوب لبنان، اليوم الاثنين، أعلن حزب الله اليوم الإثنين أنه استهدف بالصواريخ ثكنة عسكرية في وسط اسرائيل ونفّذ ضربة صاروخية "نوعية" على قاعدة بحرية قرب مدينة حيفا في شمال إسرائيل، غداة هجوم بطائرات مسيّرة على قاعدة تدريب أسفر عن مقتل أربعة جنود على الأقل.
وأورد الحزب في بيان أن مقاتليه أطلقوا "صلية صاروخية نوعية على قاعدة ستيلا ماريس البحرية شمال غرب حيفا... "، وذلك بعد ساعات من توعده إسرائيل بالمزيد من الهجمات في حال واصلت "الاعتداء على شعبنا".
كما أعلن حزب الله الإثنين أنه استهدف جنودا اسرائيليين داخل بلدة مارون الراس الحدودية في جنوب لبنان حيث تواصل إسرائيل عملياتها البرية "المحدودة" منذ أواخر سبتمبر.
وأورد الحزب في بيان إن مقاتليه استهدفوا "تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في جنوب مارون الراس بقذائف المدفعية"، بعد إعلانه في بيانات سابقة استهداف جنود والتصدي لـ"محاولات تسلل" في مواقع عدة على الحدود.
وفي وقت سابق، أفادت الأنباء بإطلاق صواريخ على حيفا ومحيطها. وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق صاروخ من لبنان باتجاه حيفا وسقط بمنطقة مفتوحة، فيما أعلن حزب الله استهداف قوة إسرائيلية أثناء محاولة تسلل إلى جنوب لبنان.
وبينما تحدثت الوكالة اللبنانية عن سلسلة غارات على بلدة يحمر الشقيف وبلدة معروب جنوب البلاد، أفادت "القناة 12 الإسرائيلية" باعتراض صواريخ أطلقت من لبنان نحو الجليل وسقط بعضها بمناطق مفتوحة.
وقبلها، أفادت الأنباء بوقوع اشتباكات عنيفة بين عناصر من حزب الله والجيش الإسرائيلي في منطقة مركبا جنوب لبنان. وأضاف مراسلنا بأن عناصر حزب الله تصدوا أيضا لمحاولات توغل من قبل وحدات من الجيش الإسرائيلي في مناطق أخرى بينها لبونة وخل التفاح، واستخدم حزب الله صواريخ وأسلحة ثقيلة، وفقا لبيان أصدره بعد الاشتباكات.
وبعد الهدوء الحذر في الضاحية الجنوبية، نفى مسؤول إسرائيلي صدور أي تعليمات على المستوى السياسي لوقف الغارات الإسرائيلية على بيروت. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن كامل لبنان يُعد هدفا عسكريا للجيش الإسرائيلي. ويأتي النفي الإسرائيلي بعد أنباء نقلتها صحيفةُ "يديعوت أحرونوت" عن توقف مهاجمة الجيش الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية بيروت منذ 3 أيام بناء على طلب من الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مكالمته الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وكان الجيشُ الإسرائيلي قد أعلن عن مقتل 4 جنود في الهجوم بمسيرة انطلقت من جنوب لبنان على قاعدةٍ عسكرية قرب بنيامينا جنوب حيفا، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن هناك 7 مصابين أصيبوا بجروح بالغة.
وكانت مسيّرة استهدفت قاعدةَ بنيامينا جنوب حيفا في شمال إسرائيل بهجوم ، قتلت 4 وأصابت 67 آخرين. وذكرت الأنباء أن المسيرة أُطلقت من جنوب لبنان ولم يتم اعتراضُها وأن من بين المصابين حالات خطرة.
هذا واعترضت القبةُ الحديدية في إسرائيل الصواريخ التي أطلقت من الجنوب اللبناني فوق حيفا شمال إسرائيل، وذلك بعد دوي صفارات الإنذار نتيجةَ الانفجاراتِ في سماء حيفا.
بالمقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 100 عنصر من حزب الله وتدمير بنية عسكرية تحت الأرض. وقال في بيان له إن قوات الفرقة 146 عثرت في مناطق وعرة وجبلية على عشرات الأنفاق التي تقود إلى بنى تحتية تحت الأرض، ومجمعات قتالية ومواقع تابعة لحزب الله.
وعرض الجيش الإسرائيلي صورا لما قال إنه نفق تابع لحزب الله، وأشار إلى تدميرِ 60 مقراً للحزب.
بدوره تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بمنع حزب الله من العودة إلى مواقع القتال على طول الحدود، حتى بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة.
من جهته ندد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الاثنين، بالهجمات الإسرائيلية "غير المقبولة إطلاقاً" على مواقع قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.
وقال للصحافيين قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ إن دول التكتل الـ27 "اتفقت على الطلب من إسرائيل التوقف عن مهاجمة اليونيفيل". وأضاف أن "مهاجمة قوات الأمم المتحدة أمر غير مقبول إطلاقاً".
وكان بوريل قد أكد في بيان صادر نيابة عن الاتحاد الأوروبي نُشر مساء أمس الأحد: "مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وهي غير مقبولة على الإطلاق. يجب أن تتوقف هذه الهجمات على الفور". وأضاف "يندد الاتحاد الأوروبي بجميع الهجمات ضد بعثات الأمم المتحدة".
وتابع "يعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ بشكل خاص إزاء الهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية ضد قوات اليونيفيل، والتي أسفرت عن إصابة العديد من أفراد قوات حفظ السلام".
وقال للصحافيين قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "إنها تتعارض مع ما نتوقعه من أي دولة عضو في الأمم المتحدة، التي هي في نهاية المطاف منظمة تحمي السلام العالمي".
وأضاف أن الأمم المتحدة وحدها هي التي يمكنها إصدار أمر بسحب قوات اليونيفيل.
وكانت قوة اليونيفيل قد قالت أمس إن دبابتين إسرائيليتين من طراز ميركافا قامتا بتدمير البوابة الرئيسية لموقع تابع لها فجر الأحد ودخلتاه عنوة. وقالت إن إطلاق رشقات نارية لاحقاً شمال الموقع ذاته "أدى إلى انبعاث دخان كثيف" عانى على إثره "15 جندي حفظ سلام من آثار ذلك، بما في ذلك تهيج الجلد ومشاكل في المعدة". جاء ذلك بعدما كان جنود إسرائيليون أوقفوا السبت "حركة لوجستية شديدة الأهمية لليونيفيل بالقرب من ميس الجبل ومنعوها من المرور"، وفق البيان.
من جهتها نفت إسرائيل ما قالته الأمم المتحدة عن استهداف إسرائيلي لليونيفيل، وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قوات حفظ السلام توفر "دروعاً بشرية" لحزب الله وسط تصاعد الأعمال القتالية.
إنسانيا انطلقت، اليوم الاثنين، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة اللبنانية بيروت، الطائرة الثانية من الجسر الجوي السعودي لإغاثة الشعب اللبناني، التي سيَّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حاملةً على متنها 40 طناً من المساعدات التي تغطي قطاعات الصحة والأمن الغذائي والإيواء.
ومن جوار الطائرة الإغاثية على مدرج مطار الملك خالد الدولي بالرياض، أكّد سامر الجطيلي، المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بأن الجسر الجوي السعودي لإغاثة الشعب اللبناني جسر مفتوح كما هي التوجيهات من القيادة الرشيدة، وأن الأيام العشرة الأولى منه تمثّل المرحلة الأولى، وسيكون الجسر مفتوحاً حتى تحقيق أهدافه على الأرض للأشقاء اللبنانيّين، وإنفاذ أوامر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد.
وفي الجانب الإيوائي، أشار الجطيلي إلى أن المساعدات الإيوائية تتألّف من عدة أنواع من المساعدات مثل الخيام، بالإضافة لـ«الحقيبة الإيوائية» التي تحتوي على أهم مستلزمات المنزل من عُدة الطبخ أو البسط، وغيرها من التجهيزات التي تكفي العائلة خلال هذه الأزمة.
وكانت أولى طائرات الجسر الجوي السعودي لإغاثة الشعب اللبناني، قد وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، الأحد، يرافقها السفير السعودي في بيروت وليد بخاري، ووفد من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وعلى متنها مساعدات ومستلزمات إغاثية وطبية.
وأكّد سفير السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، ، «اهتمام السعودية بلبنان الشقيق»، معلناً أن «الجسر الجوي سيتوالى، طيلة الأيام المقبلة، ليشمل المواد الغذائية والإغاثية كافة». كما شدد على أن المملكة «لن تألو جهداً في تقديم كل مساعدة للشعب اللبناني، خاصة في هذه الظروف الصعبة».
ومن مطار رفيق الحريري في بيروت، ثمّن وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين وقوف السعودية الدائم إلى جانب لبنان، «وكل الذين ساهموا وعملوا على إيصال هذه المساعدات، وخصوصاً مركز الملك سلمان»، لافتاً إلى أن هذه المساعدات «تأتي في الوقت المناسب لإيصالها بشكل سريع لكل من هو مستحق».
واستقبل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الوفد السعودي برئاسة السفير وليد بخاري، حيث عقد لقاءً شارك فيه وفد من «مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية»، برئاسة فهد العصيمي. وأعرب ميقاتي عن شكره للسعودية وقيادتها، مضيفاً أنهما سيعاودان الاجتماع، الأسبوع المقبل؛ لإطلاع السفير السعودي على ما يلزم من أمور طارئة. وأردف: «أنا متأكد أن السعودية بجانبنا كما كانت في الماضي، واليوم، وكما ستبقى دائماً في المستقبل».