غارات إسرائيلية عنيفة جنوباً.. وصواريخ من حزب الله نحو حيفا
ببيروت / تل أبيب/ 14 أكتوبر / متابعات :
بينما خيم الهدوء الحذر فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد أيام دامية شهدتها، سُجّلت سلسلة غارات إسرائيلية على سرعين والنبي شيت في البقاع (شرق لبنان)، بالإضافة إلى عدة بلدات في القطاعين الأوسط والغربي جنوباً.
إذ استهدف الطيران الاسرائيلي، اليوم السبت، بغارة جوية مبنى من 3 طوابق عند المدخل الغربي لبلدة كوثرية السياد، فدمره بالكامل. وتسببت الغارة بانقطاع الطريق بين كوثرية السياد والغسانية.
كما أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على أطراف منطقة الحوش- صور، وأطراف بلدة زفتا، والخيام، في الجنوب.
في المقابل، أعلن حزب الله استهدافه مواقع وقواعد للجيش الإسرائيلي في جنوب حيفا.
كما أشار في بيان إلى أنه "أطلق رشقة صاروخية نوعية نحو قاعدة (7200) جنوب مدينة حيفا، مستهدفة مصنع المواد المتفجرة فيها".
فيما أفادت الأنباء بوقوع انفجار قرب طبريا بعد اعتراض صواريخ أطلقت من جنوب لبنان. وأضافت أن صفارات الإنذار دوت بمستوطنات عدة في الجليل الأعلى.
بالتزامن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخا فوق الجليل.
وكان حزب الله حذر في بيان سابق ليلا سكان شمال إسرائيل من أن منازلهم وقواعد عسكرية في أحياء سكنية بعضها في مدن كبرى، ستكون هدفا له.
ومنذ تصعيد إسرائيل غاراتها على لبنان قبل أكثر من أسبوعين، أطلق حزب الله بمعدل وسطي نحو 200 صاروخ ومسيرة يوميا، إلا أن أضرارها بحسب الجانب الإسرائيلي لم تكن كبيرة.
فيما أسفرت الغارات الإسرائيلية العنيفة منذ 23 سبتمبر على مناطق عدة في لبنان، لاسيما الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع إلى مقتل أكثر من 12000 مدني.
وبينما نزح خلال العام الحالي أي منذ الثامن من أكتوبر 2023 حتى اليوم، أكثر من مليون و200 ألف لبناني، أغلبهم خلال الأسابيع الأخيرة.
ومع تحول عشرات البلدات في الجنوب اللبناني إلى ركام، وسط نزوح عشرات الآلاف هرباً من القصف الإسرائيلي، جدد الجيش الإسرائيلي تحذيراته.
دعا المتحدث باسمه، أفيخاي أدرعي، في بيان مقتضب نشره، اليوم السبت، على منصة إكس، سكان الجنوب اللبناني إلى الانتباه.
وأكد أن القوات الإسرائيلية تواصل استهداف مواقع لحزب الله في القرى الحدودية.
كما شدد على أن عودة السكان إلى المنازل ممنوعة حتى إشعار آخر. وأضاف أن "أي شخص يتوجه جنوبًا قد يعرض حياته".
هذا وحذر فرق الإسعاف والهيئات الطبية من التعامل مع عناصر حزب الله، زاعماً أن الحزب يستخدم آليات الإسعاف للتخفي.
وكان مئات الآلاف نزحوا من الجنوب، فضلاً عن البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، إثر عشرات التهديدات التي تلقوها من الجانب الإسرائيلي، والتحذيرات من عدم العودة.
يأتي ذلك فيما تكتظ مراكز الإيواء في العاصمة اللبنانية وغيرها من المناطق في جبل لبنان والشمال بالنازحين الذين تركوا بيوتهم هربا من القصف، من دون أن يحملوا أي مقتنيات، وسط شح في المساعدات التي تقدمها السلطات الرسمية.
فيما يرزح البلاد تحت أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ العام 2019، ما يصعب الأوضاع المعيشية أكثر بعد على النازحين، لاسيما أن بعضهم افترش الطرقات والساحات العامة، لعدم قدرته على استئجار منازل أو لامتلاء المدارس ومراكز الإيواء التي فتحتها الدولة.
يشار إلى أن إسرائيل كانت أطلقت مطلع الشهر الحالي ما سمّته "عملية برية محدودة" في الجنوب اللبناني، ثم وسعتها الأسبوع الماضي، في سعي لدفع مقاتلي حزب الله نحو 10 كلم عن الخط الأزرق إلى شمال الليطاني، وخلق ما يشبه المنطقة العازلة على الحدود، وسط مخاوف من منع سكان تلك المناطق من العودة أيضا.
من جهته أعلن حزب الله عن عمليات استهدفت قواعد عسكرية إسرائيلية، حيث أكد استهداف قاعدة هوليل العسكرية وموقع حوما بالجولان المحتل برشقات صاروخية.
كما أعلن قصف قاعدة «7200» الإسرائيلية جنوب مدينة حيفا، مستهدفا مصنع المواد المتفجرة، برشقة من «الصواريخ النوعية».
وأشار حزب الله في عدة بيانات إلى استهداف تجمعات لجنود إسرائيليين في عدة مواقع، منها تجمع في موق الجرداح، وآخر في ثكنة زرعيت برشقة صاروخية.
وأضاف حزب الله أنه استهدف قوة مشاة إسرائيلية في خربة زرعيت بقذائف المدفعية وتم تحقيق إصابة مباشرة.
كذلك، استهدف الحزب مربض إسرائيلي في منطقة معيليا برشقة صاروخية، ولفت إلى استهداف جرافة عسكرية حاولت الخروج من محيط موقع راميا بصاروخ موجه أصابها إصابة مباشرة.
وطالب حزب الله سكان شمالي إسرائيل بإخلاء المنازل، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي يتخذ من منازل السكان في بعض بلدات الشمال مراكز تجمع لضباطه وجنوده.
وأمس، أعلن الجيش الإسرائيلي انفجار مسيرة قادمة من سوريا في مرتفعات الجولان الشمالية، في حين اخترقت مسيرتان أخريان، كانتا قادمتين من لبنان، الأجواء الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان: «اخترقت طائرة مسيرة دون طيار الأجواء الإسرائيلية، قادمة من سوريا، وسقطت في منطقة مفتوحة شمالي هضبة الجولان».
وأضاف البيان: «لم تسجل أي إصابات، وتم تفعيل الإنذارات وفقا للسياسة المتبعة».
واستهدفت إسرائيل، الجمعة، قوات حفظ السلام في لبنان «يونيفيل»، وأعلنت اليونيفيل أن اثنين من عناصرها أصيبا في ضربات إسرائيلية جنوبي لبنان.
وكانت أعلنت الخميس إصابة جنديين إندونيسيين من القبعات الزرق بجروح بإطلاق نار إسرائيلي على مقر القوة في جنوب لبنان، مشيرة إلى إطلاق نار قبل ذلك على موقع آخر لهذه القوات وعلى كاميرات مراقبة تابعة لها.
وأدانت عدة دول ومنظمات، على مدى الساعات الماضية، استهداف قوات حفظ السلام في لبنان «يونيفيل»، وذلك بعد استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه «يجري مراجعة شاملة» لتحديد تفاصيل الهجمات على قوات اليونيفيل في جنوبي لبنان، بعد إصابة اثنين من عناصرها.