استمرارا لسياسة الإرهاب الإسرائيلي.. شهداء نابلس ضحايا وحدة المستعربين
غزة / الضفة الغربية / 14 أكتوبر / متابعات :
قالت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، اليوم الخميس، إن إسرائيل تتعمد استهداف المرافق الصحية في قطاع غزة، بالإضافة إلى قتل وتعذيب العاملين في المجال الطبي.
وذكرت اللجنة في بيان أوردته وكالة «فرانس برس» أن إسرائيل ترتكب جرائم ضد الإنسانية.
وبينت لجنة التحقيق الدولية أن إسرائيل نفذت سياسة منسقة لتدمير نظام الرعاية الصحية في غزة كجزء من هجوم أوسع على القطاع، وأضافت أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في الإبادة من خلال الهجمات المستمرة والمتعمدة على العاملين الطبيين والمرافق الطبية.
ونشرت اللجنة المكونة من 3 أعضاء، والتي أنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مايو 2021 للتحقيق في انتهاكات القانون الدولي المحتملة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، تقريرها الثاني منذ أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
ويسلط التقرير الضوء أيضًا على إساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل والمحتجزين في غزة، متهمًا إسرائيل والفصائل الفلسطينية بالتعذيب والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
وقالت رئيسة اللجنة نافي بيلاي، المفوضة السابقة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في بيان إن على إسرائيل أن توقف فورًا تدميرها العشوائي وغير المسبوق للمرافق الصحية في غزة، وأضافت أن ذلك يشكل استهدافًا مباشرًا للحق في الصحة، ما يترتب عليه عواقب سلبية كبيرة وطويلة الأمد على السكان المدنيين.
كما خلص التقرير إلى أن القوات الإسرائيلية تعمدت قتل واحتجاز وتعذيب العاملين في المجال الطبي واستهدفت المركبات الطبية في غزة وقيّدت تصاريح مغادرة القطاع لتلقي العلاج الطبي.
وقالت اللجنة إن مثل هذه الأفعال تشكل جرائم حرب عديدة وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في الإبادة، وتابعت أن إسرائيل سببت معاناة لا تحصى للمرضى الأطفال وفرضت عمدًا ظروفًا معيشية يقصد بها إهلاك أجيال من الأطفال الفلسطينيين، وربما الشعب الفلسطيني كجماعة.
كما سلط التقرير الضوء على استشهاد الطفلة هند رجب في يناير/ كانون الثاني، باعتبارها إحدى أكثر الحالات فظاعة، واتصلت هند بالهلال الأحمر الفلسطيني، متوسلة لإنقاذها، بعد تعرض سيارة عائلتها لإطلاق نار في مدينة غزة. وتم في نهاية المطاف العثور على جثتها إلى جانب ستة من أقاربها واثنين من عمال الإنقاذ التابعين للهلال الأحمر الذين تم إرسالهم للبحث عنها.
وقالت اللجنة إنها توصلت إلى أن الفرقة 162 في الجيش الإسرائيلي مسؤولة عن قتلهم، ما يشكل جريمة حرب.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، قال اليوم الخميس، إن جميع مستشفيات ومرافق وزارة الصحة مهددة بالتوقف خلال أقل من 24 ساعة، وأن ما يتوفر من الوقود لا يكفي لأكثر من 24 ساعة، وبعض المرافق رصيدها صفر.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي: «إننا أمام جريمة مكتملة الأركان يُنفذها جيش الاحتلال في إطار تدمير وإسقاط المنظومة الصحية والمستشفيات، وخاصة في محافظتي غزة والشمال».
بدورها، قالت وزارة الصحة في غزة إن إسرائيل ارتكبت 5 مجازر ضد العائلات خلال الـ24 ساعة الماضية وصل على إثرها إلى المستشفيات 55 شهيدًا و166 إصابة.
كما أشارت الوزارة في بيان لها إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 42065 شهيدا و97886 مصابا منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.
واستمرارا لسياسة الاحتلال الإسرائيلي في الإرهاب، وثقت الكاميرات عملية اغتيال 4 فلسطينيين في نابلس على يد قوة المستعربين الإسرائيلية.
ويعم الإضراب الشامل مدينة نابلس، اليوم الخميس، عقب اغتيال 4 فلسطينيين، أمس، على يد قوة المستعربين الإسرائيلية، والتي أطلقت الرصاص على مركبة كانوا يستقلّونها في مدينة نابلس بالضفة الغربية.
وقالت لجنة تنسيق الفصائل في مدينة نابلس أن اليوم الخميس هو يوم اضراب شامل في المدينة يشمل كافة مناحي الحياة تنديداً بالمجزرة الإسرائيلية وللمشاركة في تشييع جثامين الشهداء الأربعة حيث سيشع ثلاثة منهم في مخيم عسكر ورابع في مخيم بلاطة شرقي المدينة.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد أربعة فلسطينيين اليوم الأربعاء في عملية اغتيال نفذتها وحدات خاصة إسرائيلية بمدينة نابلس.
وأفادت الأنباء بأن عملية الاغتيال استهدفت عناصر في كتائب شهداء الأقصى مجموعة الثأر والتحرير، وأوضح أن الشهداء الأربعة هم عبد الحليم ناصر (43 عاما)، وسليم عز الدين أبو سعدة (41 عاما)، ونعيم محمد عبد الهادي (32 عاما)، وعصام محمد صلاج (31 عاما).
وأضافت من طولكرم أن الوحدة الإسرائيلية الخاصة التي نفذت عملية الاغتيال كانت على متن مركبة تحمل لوحات تسجيل فلسطينية، وتقدمت إلى عمق المدينة، تحديدًا في منطقة تعرف باسم السوق الشرقي، وهي المنطقة الفاصلة بين عمق مدينة نابلس ومخيماتها في المنطقة الشرقية، تحديدًا بلاطة وعسكر.
وأوضحت: هاجمت القوات الخاصة الإسرائيلية مركبة على متنها أحد قادة كتائب شهداء الأقصى في مخيم بلاطة، هو عصام الصلاح، حيث استهدفتها من خلال عملية إطلاق نيران دقيقة وكثيفة، مما أدى لاستشهاد أربعة شبان فلسطينيين على الفور.
وأكد الهلال الأحمر أنه يجري العمل على نقلهم إلى مستشفيات مدينة نابلس.
وتابعت أن الوحدات الخاصة الإسرائيلية، وبعد الدقائق الأولى لانكشافها ووقوع تبادل لإطلاق النار في المنطقة، دفعت جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة من المحور الجنوبي لمدينة نابلس، تحديدًا من حاجز حوارة وعوارتا. هذه التعزيزات تموضعت باتجاه شارع القدس بمحاذاة مخيم بلاطة، إلى حين انسحاب الوحدة الخاصة من المنطقة ثم عادت أدراجها.
وأضاف أن تعزيزات جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحبت بشكل كامل هي والوحدات الخاصة الإسرائيلية عقب عملية الاغتيال.
وقال إن هناك انتشارًا مكثفًا للمواطنين الذين تمكنوا من الوصول لنطاق المكان المستهدف في نابلس. وأشار إلى أن المسؤولية الأمنية في نابلس هي للسلطة الفلسطينية.
وأشارت: السيناريو الذي تعتمده الوحدات الإسرائيلية هو التسلل باستخدام مركبات كتلك التي يستخدمها الفلسطينيون في التنقل في حياتهم اليومية، وتمكنت هذه المركبة من اعتراض مركبة عصام الصلاح، أحد أبرز قادة شهداء الأقصى في مخيم بلاطة، وباشرت بإطلاق النيران الدقيقة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تغتال فيها وحدة المستعربين الإسرائيلية فلسطينيون في الضفة، ففي شهر فبراير الماضي قامت فرقة من وحدة المستعربين الإسرائيلية باغتيال 3 شبان داخل مستشفى ابن سينا في مدينة جنين.
وأظهرت تسجيلات الكاميرات المراقبة 12 جندياً من «المستعربين»، بينهم ثلاثة يرتدون أزياء نسائية واثنان بزيّ أطقم طبية، وهم يسيرون في ممر بالمستشفى ويحملون أسلحة.
ويقع المستشفى على الأطراف الشمالية لمخيم جنين.
وأحد الشبان الثلاثة هو باسل الغزاوي الذي كان قد أصيب في قصف صاروخي سابق.
واستشهد أيضا شقيقه محمد الغزاوي وهو أحد مؤسسي كتيبة جنين.
والعملية المشار لها ليس المرة الأولى التي يدخل فيها المستعربون أحد المستشفيات الفلسطينية، إذ قامت مجموعة من المستعربين في 2015 باعتقال المصاب كرم المصري من أحد مستشفيات مدينة نابلس على خلفية عملية قُتل فيها مستوطنان.
وفي الثاني عشر من العام نفسه اقتحم أكثر من 20 مستعربا المستشفى الأهلي بالخليل، وكان أحدهم متنكرا بزي امراة حامل، حتى دخلوا إلى إحدى الغرف واعتقلوا مصابا وقتلوا ابن عمه عبد الله الشلالدة.
وفي مارس 2023 تسلل المستعربون إلى جنين وقتلوا فلسطينيين اثنين أحدهما نضال خازم الذي أعدم مرتين من مسافة صفر، للتأكد من قتله.
ونعت حركة حماس الشهداء الأربعة الذين اغتالهم الاحتلال بدم بارد في نابلس، وقالت الحركة في بيان: «عملية الاغتيال التي نفذتها قوات الاحتلال الخاصة لمجموعة من المقاومين في مركبة بالمجمع الشرقي من مدينة نابلس عصر اليوم، جريمة صهيونية بشعة تضاف لسجل الاحتلال الإرهابي».
وأضافت الحركة: «إننا إذ ننعى شهداء نابلس الذين ارتقوا في عملية الاغتيال الجبانة، لنؤكد أن المقاومة في نابلس وكافة محافظات الضفة ستبقى عصية على الكسر رغم بطش الاحتلال، وأن سياسة الاغتيالات لن تفلح في فض شعبنا عن خيار المواجهة والتصدي، ولن توهن من عزيمة شعبنا ومقاومتنا».
وأكدت: «الشعب الفلسطيني ومقاومته الأبية ستبقى سداً منيعاً يحول دون تمادي الاحتلال ومستوطنيه في الضفة، وأن الاغتيالات والضربات، ستزيدنا عزماً وإصراراً على مواصلة المقاومة حتى دحر الاحتلال عن أرضنا».
ودعت الحركة أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية للخروج بمسيرات غضب جماهيرية في كل المحافظات، والالتفاف حول مقاومتنا الباسلة وتصعيد المواجهة والاشتباك مع الاحتلال وقطعان مستوطنيه في كل المناطق، دفاعاً عن أرضنا ومقدساتنا وقضيتنا الوطنية.
وشيع الآلاف في نابلس الشهداء الأربعة، اليوم الخميس، الشهداء الأربعة، وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا الحكومي.
ونعت كتائب شهداء الأقصى شباب الثأر والتحرير، شهداء عملية الاغتيال في نابلس، وقائد مخيم بلاطة الشهيد عصام الصلاج.
وأكدت في بيان: عمليات اغتيال القادة لن تزيد مقاتلينا إلا عزمًا وصلابة، وسيتبع القائد قائد آخر يكمل المسير على ذات النهج والدرب.
وفي الوقت نفسه، اقتحم مئات المستوطنين قبر يوسف في المنطقة الشرقية بمدينة نابلس عقب اقتحام واسع شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي من عدة حواجز محيطة بالمدينة شمال الضفة الغربية.
وقالت الأنباء إن جيش الاحتلال فرض طوقاً عسكرياً واسعاً حيث دفع بعشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية معززة بجرافة وقوات راجلة لتأمين اقتحام حافلات المستوطنين لقبر يوسف.
ونعى العديد من رواد مواقع التواسل الاجتماعي الشهداء الأربعة وصفوهم بأقمار نابلس.
وتواصل إسرائيل عدوانها المكثف في الضفة الغربية بالتزامن مع حربها على قطاع غزة ولبنان، مستهدفة المخيمات الفلسطينية بالجرافات والطائرات المسيرة.
وتسببت الاقتحامات والاغتيالات في نابلس، وجنين، وطوباس بسقوط عدد من الشهداء ودمار واسع في المنازل والبنية التحتية وسط تحذيرات من انفجار الوضع بالضفة.
وارتفع عدد الفلسطينيين الشهداء بيد الجيش الإسرائيلي في الضفة منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر 2023 إلى 749، إضافة إلى 6250 جريحا.