"حزب الله" يستهدف مجمعات عسكرية شمال إسرائيل والأخيرة ترد بالغارات
تل أبيب / بيروت / 14 أكتوبر / متابعات :
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد أنه يشن غارات جوية ضد أهداف لـ"حزب الله" في جنوب لبنان، بعد ساعات من إطلاق الحزب عشرات الصواريخ نحو شمال الدولة العبرية.
وأفاد الجيش في بيان أنه "يهاجم في هذه الأثناء أهدافاً إرهابية لـ(حزب الله) في لبنان"، وذلك بعد أطلق الحزب "نحو 115 تهديداً جوياً نحو المناطق المدنية في شمال إسرائيل"، فيما أمرت السلطات الإسرائيلية بإغلاق كل المدارس في الشمال.
وقال الجيش في بيان "تم رصد عبور قرابة 85 مقذوفاً من لبنان إلى أراضي إسرائيل" بعيد السادسة صباحا (03.00 ت غ)، في حين تم إطلاق "قرابة 20 مقذوفاً" في دفعة سابقة قرابة الساعة الخامسة.
كذلك، أفاد الجيش بأن صواريخ أطلقت خلال الليل. وقالت هيئة إسعاف نجمة داود الحمراء في بيان إن أربعة أشخاص أصيبوا بشظايا.
في السياق، أعلنت فصائل عراقية موالية لإيران، تعرف بـ""المقاومة الإسلامية"، أنها استهدفت "هدفاً حيوياً" في إسرائيل بواسطة "الطيران المسير" صباح اليوم الأحد، وذلك دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة.
فيما أشار الجيش الإسرائيلي في بيان إلى "اعتراض هدفين جويين مشبوهين في طريقهما من العراق من دون وقوع إصابات"، مؤكدا أنهما "لم يخترقا الأجواء الإسرائيلية".
يأتي ذلك وسط تفاقم للتوترات الإقليمية على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" المتواصلة منذ أكثر من 11 شهرا في قطاع غزة.
وكان "حزب الله" أعلن خلال الساعات الأولى من اليوم الأحد أنه استهدف بعشرات الصواريخ مجمعات صناعات عسكرية عائدة لشركة إسرائيلية شمال مدينة حيفا، وذلك في "رد أولي" على تفجير الآلاف من أجهزة الاتصال التي كانت في حوزة عناصره في وقت سابق هذا الأسبوع.
وأورد الحزب في بيان "في رد أولي على المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين (مجزرة البايجر وأجهزة اللاسلكي)، قصفنا مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع (فادي 1) و(فادي 2) والكاتيوشا".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية حضت أمس السبت مواطنيها في لبنان على مغادرة البلاد، بينما الرحلات الجوية التجارية لا تزال متاحة وفي ظل اشتداد النزاع بين إسرائيل و"حزب الله".
وشن الجيش الإسرائيلي السبت غارات مكثفة على أهداف لـ"حزب الله" في جنوب لبنان، غداة ضربة دامية قرب بيروت أسفرت عن مقتل 37 شخصاً بينهم اثنان من مسؤوليه العسكريين البارزين وعدد من قياديي وحدة النخبة، في تصعيد يجدد المخاوف من اتساع نطاق النزاع المتواصل بين الطرفين منذ نحو عام.
وتصاعدت حدة المواجهات بين "حزب الله" المدعوم من طهران وإسرائيل هذا الأسبوع، مع سلسلة تفجيرات طاولت أجهزة اتصال يستخدمها عناصره في عملية منسوبة للدولة العبرية، وإعلان الأخيرة شن ضربة جوية في معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة استهدفت اجتماعاً لقيادة قوة الرضوان.
ويتبادل "حزب الله" وإسرائيل القصف عبر الحدود منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد أن فتح الحزب "جبهة إسناد" لـ"حماس" وغزة إثر اندلاع الحرب بين الحركة الفلسطينية وتل أبيب.
وفي قطاع غزة المحاصر والمدمر، أفاد الدفاع المدني عن مقتل 21 شخصاً في الأقل بقصف طاول مدرسة تؤوي نازحين، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عناصر من حركة "حماس" في المكان.
وفي استمرار للتصعيد العسكري ضد "حزب الله"، أعلن الجيش الإسرائيلي السبت في بيان أنه قصف "آلافاً من قاذفات الصواريخ كانت جاهزة لاستخدامها فوراً لإطلاق نيرانها في اتجاه الأراضي الإسرائيلية"، مضيفاً أنه أصاب "180 هدفاً".
كما أعلن الجيش في وقت لاحق أن "عشرات" الطائرات الحربية تشن "غارات واسعة" في جنوب لبنان "بعد رصد استعدادات حزب الله لإطلاق قذائف صاروخية نحو الأراضي الإسرائيلية".
وأظهرت صور لوكالة الصحافة الفرنسية تصاعد دخان كثيف من تلال وأودية في مناطق عدة في جنوب لبنان إثر الغارات. وألقت الطائرات صواريخ بشكل متتال في نقاط متاخمة لبعضها بعضاً.
وفي ظل الغارات الكثيفة، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن "حزب الله" أطلق "نحو 90 صاروخاً" باتجاه شمال إسرائيل، حتى الخامسة عصراً (14:00 ت غ).
وأعلن الحزب تنفيذ سلسلة عمليات ضد مواقع عسكرية إسرائيلية، منها قصف ثكنتين "بصواريخ الكاتيوشا". وأكد في بيان أن ذلك يأتي رداً على "الاعتداءات على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية".
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم الأحد ارتفاع عدد قتلى القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة إلى 45، بعد حصيلة بلغت السبت 37 قتيلاً ونحو 70 جريحاً. وأفاد وزير الصحة فراس الأبيض بأن من بين القتلى "ثلاثة أطفال تبلغ أعمارهم ست سنوات وأربع سنوات و10 سنوات"، وسبع نساء.
وواصل عناصر الإنقاذ السبت رفع ركام مبنى انهار تماماً جراء الغارة في حي سكني مكتظ ويعج بالمحال التجارية، وفق ما شاهد مصور في وكالة الصحافة الفرنسية.
ووقفت زينب (35 سنة) ربة المنزل التي تقطن في الجوار لتلقي نظرة بعد مساء عاشت فيه مع عائلتها حالة من الرعب. وروت "كنا في البيت وسمعنا صوتاً، واعتقدنا أن الحرب بدأت".
وأفاد مصدر مقرب من "حزب الله" السبت أن الغارة استهدفت اجتماعاً لقوة الرضوان في طابق تحت الأرض، وأدت إلى مقتل 16 عنصراً من بينهم قائد وحدة النخبة هذه إبراهيم عقيل، وقيادي ثانٍ هو أحمد محمود وهبي. وأقام الحزب مراسم تشييع السبت لعدد من القتلى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه تمكن من "القضاء على معظم الهيكلية القيادية لقوة الرضوان في حزب الله".
وعقيل الذي كان مطلوباً من الولايات المتحدة، هو ثاني قائد عسكري بارز في "حزب الله" تقتله إسرائيل في الضاحية الجنوبية منذ بدء التصعيد، بعد فؤاد شكر الذي اغتيل أواخر يوليو.
وعرضت واشنطن مكافأة مقدارها 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن عقيل الذي كانت تلاحقه لتورطه المفترض في تفجيرين في بيروت استهدفا مقري السفارة الأميركية والمارينز عام 1983 وأسفرا عن مقتل مئات الأميركيين.
وألغى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي سفره إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالباً "بوقف المجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي".
ووسط التصعيد المتزايد بين حزب الله وإسرائيل، حذّرت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، اليوم الأحد، من أن المنطقة باتت على «شفا كارثة وشيكة».
وقالت بلاسخارت، في منشور على منصة إكس: «مع وجود المنطقة على شفا كارثة وشيكة، لا يمكن المبالغة في التأكيد على أنه لا يوجد حل عسكري من شأنه أن يجعل أي من الجانبين أكثر أمانًا».
وفي الساعات لصباح اليوم الأحد، أعلن حزب الله مهاجمة مجمعا تابعا لشركة رافائيل للصناعات العسكرية الإسرائيلية وقاعدة ومطار رامات دافيد في شمال وشرق مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع «فادي 1» و«فادي 2» والكاتيوشا.
وأكد الحزب في بيان له أن تلك الهجمات هي رد أولي على تفجيرات أجهزة «البيجر» و«الووكي توكي» خلال الأسبوع الماضي وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف في لبنان.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فقد قام حزب الله بتوسيع نطاق استهدافاته بقصف حيفا، وطالت صواريخه العديد من المستوطنات في عدة مناطق في الشمال.
وأشارت إلى أن تم رصد نحو 140 عملية إطلاق من الأراضي اللبنانية منذ ساعات الليل، تم اعتراض بعضها.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف أهدافا لحزب الله في لبنان بعد الرد الأولي الذي أعلن عنه الحزب فجر اليوم.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو تصدى خلال الساعات الأخيرة لما وصفه بالتهديدات الجوية والصواريخ التي أطلقها حزب الله باتجاه الأماكن المدنية شمال البلاد.
وأكد أن التشكيلات الدفاعية منتشرة في المنطقة وهي في جاهزية عالية لإحباط عملية القصف الصاروخي.