تفاصيل مثيرة.. كيف رصدت إسرائيل اجتماع "قادة الرضوان" العسكرية التابعة لـ(حزب الله) ؟
تل أبيب / بيروت / 14 أكتوبر / متابعات :
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية بعض التفاصيل بشأن الضربة الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي أدت إلى مقتل عدد من قادة قوة الرضوان العسكرية، التابعة لحزب الله.
وشنت إسرائيل غارة جوية نادرة على الضاحية الجنوبية لبيروت المكتظة بالسكان بعد ظهر الجمعة خلال ساعة الذروة، بينما كان الناس عائدين إلى منازلهم من العمل والطلاب من مدارسهم.
وذكرت تقارير محلية أن "مصدرا استخباريا موثوقا نقل معلومة بشأن اجتماع قادة الرضوان في الضاحية الجنوبية".
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي قرر تنفيذ العملية "على الفور"، مشيرة إلى أنه تم إعداد "خطة الاغتيال في وقت قصير وصادق عليها رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي".
وكان هاليفي قال في وقت سابق إن الجيش "اغتنم الفرصة بعد أن علم بعقد اجتماع سري نادر لكامل قيادة قوة الرضوان".
هذا وكشف الجيش الإسرائيلي، في بيان اليوم السبت: "تحت الأرض وفي قلب معقل حزب الله في بيروت: الجيش قضى على هرم قيادة -قوة الرضوان- في حزب الله الإرهابي".
وتابع: "في غارة دقيقة مساء الجمعة، هاجمت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو بتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات، وقضت على رئيس منظومة العمليات وقائد "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله الإرهابي المدعو إبراهيم عقيل خلال اجتماع مع قادة في قوة الرضوان في الضاحية الجنوبية".
وأوضح: "إلى جانب المدعو إبراهيم عقيل، تم القضاء في الغارة على 15 إرهابيا آخر من حزب الله ومن بينهم قادة كبار في هرم قيادة قوة الرضوان".
وأعلن حزب الله ليل الجمعة أن 15 من عناصره قتلوا على يد قوات إسرائيلية، إلا أنه لم يسهب بشأن الهجوم.
كما أعلن حزب الله اليوم السبت أن القائد البارز أحمد وهبي، المكنى ب(أبو حسين سمير)، الذي أشرف على العمليات العسكرية لـ«قوة الرضوان» حتى أوائل العام الجاري، قُتل في الغارة الإسرائيلية (الجمعة) على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وكان حزب الله قد أعلن في وقت سابق أيضاً مقتل القيادي إبراهيم عقيل في الضربة الإسرائيلية التي قتلت 15 قيادياً آخرين من حزب الله.
من هو أحمد وهبي؟
وُلد وهبي في بلدة عدلون بجنوب لبنان في 1 نوفمبر 1964، والتحق بـ«حزب الله» منذ تأسيسه، وشارك في العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. وفي عام 1984 تعرض للأسر في إسرائيل.
وذكر حزب الله في بيان، أن وهبي أصبح مسؤولاً عن (وحدة التدريب المركزي) حتى عام 2007، ولعب دوراً محورياً في تطوير القدرات البشرية للحزب. وتولى مسؤولية التدريب في (قوة الرضوان) حتى عام 2012.
كما كان وهبي من القادة الأساسيين في التصدي للهجمات على حدود لبنان الشرقية، وفي مختلف المحافظات السورية.
وقاد عمليات قوة الرضوان العسكرية منذ بداية المعركة بين حركة (حماس) وإسرائيل في السابع من أكتوبر وحتى مطلع 2024، ثم عاد ليتولى مسؤولية الإشراف على وحدة التدريب المركزي بعد مقتل وسام الطويل.
إلى ذلك شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية اليوم السبت تصعيدا خطيرا مع استمرار تبادل الهجمات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
وأفادت الأنباء بأن صفارات الإنذار دوت في الجليل الأعلى وجنوب الجولان السوري المحتل جراء صواريخ حزب الله، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق 25 صاروخ من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى تم اعتراض عدد منها، بينما أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن حزب الله أطلق 45 صاروخا صوب الجولان والجليل.
فيما أفادت الأنباء باشتعال عدة حرائق في الجليل الأعلى والجولان السوري المحتل، جراء القصف الصاروخي من جنوب لبنان، مشيرا إلى أنه صدرت تعليمات للمستوطنين في الجولان والجليل بالبقاء قرب الملاجئ.
وواصل حزب الله اليوم السبت عملياته ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، وأعلن قصف مركز لتموضع كتيبة استطلاع 631، التابعة للواء غولاني، في ثكنة راموت نفتالي بالصواريخ.
وأفادت الأنباء بوقوع إصابة مباشرة لمبنى في راموت نفتالي جنوب الجولان السوري المحتل، كذلك بسقوط صاروخ في منطقة عين زيتيم بالجليل الأعلى.
كذلك أعلن حزب الله استهداف ثكنة زرعيت بالأسلحة الصاروخية، وتحقيق إصابة مباشرة بها، وقصف القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا برشقة من من صواريخ الكاتيوشا، كذلك، قصف مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل برشقة من صواريخ الكاتيوشا.
أيضا قصف مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع برشقة من صواريخ الكاتيوشا.
وفي وقت سابق من فجر أمس، أعلن حزب الله استهداف موقع جل العلام بقذائف المدفعية وأصابته بشكل مباشرة.
وأغلقت الشرطة الاسرائيلية كافة الطرق المؤدية للجولان بسبب الرشقات الصاروخية من حزب الله، مشيرة إلى أنها تلقت بلاغات عن سقوط صواريخ وشظايا في الجليل الأعلى، ولا بلاغ عن إصابات.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي بشن عدة هجمات على أهداف تابعة لحزب الله في الجنوب اللبناني.
ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) عن الجيش الإسرائيلي قصف أكثر من 100 هدف في بجنوب لبنان، منها منصات صواريخ تابعة لحزب الله.
وكانت مسيرات إسرائيلية قد ألقت مواد حارقة على بلدتي القليلة والجنية في قضاء صور بجنوب لبنان، كما شن الجيش الإسرائيلي قصفا مدفعيا على أطراف بلدة كفرشوبا في القطاع الشرقي من جنوب لبنان.
وأفادت الأنباء بأن نحو 80 غارة إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان خلال ساعة، من بينها منطقة جبل الريحان والخردلي.
فيما قالت صحيفة يديعوت آحرونوت أن الجيش الإسرائيلي قام بإطلاق مقاتلات «إف-35» و«إف-15» في أجواء الشمال للتصدي لأسراب مسيرات حزب الله.
يأتي هذا في أعقاب التوترات التي تشهدها المنطقة باغتيال إسرائيل قيادات بارزة في حزب الله، حيث نعى الحزب فجر اليوم اثنين من قياداته وهما إبراهيم عقيل، وأحمد محمود وهبي، بعد استهدافهما في الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
من هم قادة «حزب الله» الذين تعرضوا للاغتيال؟
وفيما يلي قائمة ببعض عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات في جماعة «حزب الله» وأشارت أصابع الاتهام فيها إلى إسرائيل:
إبراهيم عقيل
قتلت غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت في 20 سبتمبر قائد عمليات «حزب الله» إبراهيم عقيل العضو بأرفع هيئة عسكرية للجماعة.
وعقيل الذي استخدم أسماء مستعارة منها «تحسين» و«عبد القادر» عضو في «المجلس الجهادي»، وهو أعلى هيئة عسكرية في «حزب الله».
واتهمت الولايات المتحدة عقيل بالضلوع في تفجير السفارة الأميركية في بيروت بشاحنات مفخخة في أبريل 1983، الذي أسفر عن مقتل 63 شخصاً، وتفجير ثكنة لمشاة البحرية الأميركية بعد 6 أشهر في واقعة أسفرت عن مقتل 241 جندياً أميركياً.
فؤاد شُكر
وأسفرت ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو عن مقتل القائد العسكري الكبير في الجماعة فؤاد شُكر الذي وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه اليد اليمنى للأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله.
وكان شُكر من الشخصيات العسكرية البارزة في «حزب الله» منذ أن أنشأه «الحرس الثوري» الإيراني قبل أكثر من 4 عقود.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شُكر في عام 2015 واتهمته بلعب دور مركزي في تفجير ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983.
محمد ناصر
لاقى محمد ناصر حتفه في غارة جوية إسرائيلية في 3 يوليو وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها قائلة إنه كان يقود وحدة مسؤولة عن إطلاق النار عليها من جنوب غربي لبنان.
وبحسب مصادر أمنية كبيرة في لبنان، كان ناصر، القائد الكبير في «حزب الله»، مسؤولاً عن قسم من عمليات «حزب الله» على الحدود.
طالب عبد الله
قُتل القائد الميداني الكبير في «حزب الله» طالب عبد الله في 12 يونيو في غارة أعلنت إسرائيل المسؤولية عنها، وقالت إنها قصفت مركزاً للقيادة والتحكم في جنوب لبنان.
وقالت مصادر أمنية في لبنان إنه كان قائد «حزب الله» في المنطقة الوسطى من الشريط الحدودي الجنوبي، وكان من رُتبة ناصر. ودفع اغتياله جماعة «حزب الله» إلى إطلاق وابل هائل من الصواريخ عبر الحدود على إسرائيل.