أثناء هدم مبنى كبير، نلاحظ انزعاج الناس من أصوات الآلات وانهيار الجدران، وتضيق الصدور من الأتربة التي تملأ الجو، ونشاهد بوضوح علامات الحذر والخوف تغطي وجوه المارة حول المكان، تتعالى أصوات السائقين بالتذمر بسبب الاختناقات المرورية التي نتجت من تغيير مسار المركبات وإغلاق الطرق القريبة والشوارع المحيطة بالمبنى.
ولكن..!!
عند بناء مبنى جديد، فإننا نلاحظ انخراط العمال وتعاونهم سوياً في عمل مشترك بروح البهجة والسرور، فلا صوت صاخب يصدر منهم، سوى دندنة بعض الأناشيد التشجيعية وتبادل الملاحظات والعبارات التحفيزية. ويكون الجو نظيفاً وجميع المارة يجوبون المكان بحرية.
مع أن عملية الهدم أسهل على أبدان العمال من البناء إلا أنها مزعجة ومؤلمة للروح، فالروح تكره الفناء وتنفر من الهدم والدمار..
وبنفس الصورة فإن..!!
الحرب والنزاع،
القتل والدمار،
الجدال والخصام،
الخلافات وقطع العلاقات..
ترهق الأفكار وتزعج النفوس، تتعالى الأصوات والنعرات فتتباعد القلوب، يغطي الوجوه غبار الحزن ويملأ العقول الخوف والتوتر، تختنق الأرواح وتتحطم قاعدة حياة المجتمع.
نحن نريد..!!
أن نبني سوياً يداً بيد لنعمر هذا العالم.
أن نخدم معاً من أجل راحة ورخاء البشرية.
أن نتعاون من أجل غد أفضل تشرق شمس الأمل على كل القلوب.
أن نتشارك معاً في عملية الخدمة والبناء لتحل البركة في كل مكان..
أليس هذا هو الهدف الذي خُلِقنا من أجله ؟؟
ودمتم سالمين.