هناك حكمة قديمة تقول :
بأن لا جديد تحت الشمس
لا جديد !!..
مجرد اختلاف في الأساليب وطريقة العرض.. الحب الذي نقرأ عنه في قصص الفراعنة هو نفس الحب في قصص بلزاك سيمون دي بوفوار كل شيء ماهو الا توليفة من الأفكار القديمة ولكنه على نمط جديد آخر ولا شيء غير ذلك !!..
المجتمع تطور ولكنه كان تطورًا في الشكل..
أما الإنسان فقد ظل هو نفس الإنسان..
إنسان الغابة استبدل مخالبه بمخالب أخرى أنيقة مدهونة بالمانيكير.. كان في البداية يقتل أخاه بقطعة حجر.. ثم اكتفى بأن يمتلكه ويبيعه كرقيق.. ثم اكتفى بأن يسرق خبزه.. ثم ظهرت دول استعمارية خطتها أن تسرق أرضه وتستولي عليها.. ثم ظهر استعمار آخر من نوع مذهبي هدفه الاستيلاء على حريته وعقله وتفكيره..
مجرد اختلاف في الأساليب والحيل والتبريرات..أساليب اجتمعت فيها الانتهازية والتقية.
و لكن المشكلة والغريب في الأمر أن الذين ركبوا موجة الشرعية بعد انقلاب الحوثي وكانوا في صنعاء في أدني المستويات الوظيفية مع نقل مراكز المؤسسات الحكومية إلى عدن تجدهم مدراء عموم يتقاضون ربع المليون ايجار منزل وثلاثمائة وخمسين الفاً حافزا شهريا إضافة الى راتبهم الشهري يمتلكون مخالب حتى اليوم..!!
حقيقة أن هؤلاء يحملون نفس الابعاد والمسارات المختلفة المتصاعدة التي اتخذتها نفس الجريمة المرتكبة في الجنوب منذ اجتياحه في حرب صيف 1994 من حيث طبيعة الافعال المرتكبة للقضاء على كوادر الجنوب واعتبارهم معوقات جوهرية لمشروعهم العنصري الانتهازي الجهوي، والغرابة في الأمر أنالذين رحبت بهم عدن ما زالوا يحاولون أن يمارسوا ما اقترفه آباؤهم بحق الجنوبيين من ظلم واستيلاء وتهميش وتسريح للجيش والأمن وتسريح الكوادر الجنوبية ورفضهم حق الجنوبيين في المشاركة بالوظائف الحكومية في الأجهزة والمؤسسات الحكومية التي تم نقلها من صنعاء وكأن هذه المؤسسات جاءت مخصخصة من صنعاء ولا يحق لغيرهم حتى الحصول على أدنى الوظائف..!!
ما حصل في اجتماع مجلس مديري مؤسسة التأمينات عدن ممثلا برفض مدير عام الاشتراكات ومدير عام العلاقات في المؤسسة قرار القائم بأعمال رئيس المؤسسة بتعيين سكرتير رئيس مجلس الإدارة مقررا لمجلس المديرين وفي نفس اليوم يرفض مدير عام العلاقات تعيين مساعد مدير عام له بقرار تم إصداره من رئيس المؤسسة العامة.
هذا السلوك يبعث على حالة التعجب وكأنه أصبح مالكا لأسلوب الرفض لمجرد الرفض أو لأمور لا يعرف باطنها من نوايا الرؤية السابقة الفوقية التي كان يتصف بها انتهازيو ما بعد ٩٤ م المشؤومة من حيث التسلط والاستحواذ على مرافق عمل الجنوب وكذا ايرادها وخيراتها، برها وبحرها وجوها.
غالبا تكون خاصية التسلط والاستعلاء وعقدة النرجسية الفوقية حالة مرضية في الشخصيات الانتهازية التي ممكن أن تركب أي قطار يوصلها إلى ما تريد من نوايا انتهازية وتتستر على هذه النوايا الخبيثة بأساليب التقية التي تكاد تكون عاملا مشتركا بينها وبين الخبث العبثي الحوثي العابث والمعربد والمخرب لبلادنا، ولكن مع ذلك تأبى إرادة الله وكذا حالة انكشاف النوايا في السلوكيات التي تكشف هذا الخبث في رفض ترتيب العمل التنظيمي في إدارة او مؤسسة ما أو رفض تعيين وتوظيف اشخاص يحمل لهم ضغينة من جهة جهوية أو مناطقية ليست على هواه ولو تنكر بثياب التوافقي والصالح أمام الآخرين والجهات السيادية ليصل إلى المنصب الذي يريده او المركز الذي ممكن أن ينفذ به عبثه الإداري أو الانتهازي المصلحي الذاتي الأناني الضيق.
مثل هذه الشخصيات الانتهازية تظل مستعدة لركوب أي قطار وإن تنكرت بأي لبوس، والأمثلة الواقعية كثيرة.. وتلك هي صفة الانتهازيين الذين ليس لهم مبدأ ولا قيم غير التنكر وتغيير الجلود وفقا لأي مصلحة وغرض.. هم اولئك الحرباويون العابثون الراكبون قطار المصالح لا غير.