غزة / 14 أكتوبر / متابعات :
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، تكثيف غاراتها الجوية وقصفها المدفعي على مناطق متفرقة من قطاع غزة المحاصر، لليوم الـ315 من العدوان المستمر على القطاع، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
وأفادت الأنباء بوصول سبعة شهداء إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس منذ ساعات الصباح الباكر، نتيجة القصف الذي استهدف جنوب القطاع.
وشهدت المناطق الشمالية الغربية لمدينة خان يونس قصفًا مدفعيًا متواصلًا طوال اليوم.
وفي تطور آخر، شنّ الاحتلال غارة على خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين.
جدير بالذكر أن منطقة المواصي هي منطقة رملية تمتد على طول الخط الساحلي من جنوب غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، مرورًا بغرب خان يونس وصولًا إلى غرب رفح جنوب القطاع.
وكانت هذه المنطقة مصنفة من قبل الاحتلال على أنها «منطقة إنسانية آمنة»، إلا أنه أخرجها لاحقًا من هذا التصنيف.
وفي خطوة تصعيدية جديدة، قلّصت إسرائيل، اليوم الجمعة، من المناطق الإنسانية في مدينتي خان يونس ودير البلح، حيث طلبت من سكان عدة مناطق الإخلاء، مما أدى إلى نزوح مئات المواطنين.
وطلب جيش الاحتلال من سكان مناطق في دير البلح وخان يونس إخلاء منازلهم، وهو ما ردت عليه حركة حماس بالتأكيد على أن إجبار سكان شمال خان يونس وشرق دير البلح على النزوح هو محاولة لكسر إرادتهم وزيادة معاناتهم الإنسانية.
وفي بيان لها، أوضحت حماس أن إجبار آلاف المدنيين على النزوح المتكرر يعد انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية.
وأشارت وكالة الأونروا إلى أن إسرائيل أصدرت أوامر إخلاء جديدة حتى داخل ما يُسمى بـ«المنطقة الإنسانية» في غزة، مما زاد من حالة الخوف والرعب بين السكان الذين لم يعد لديهم مكان يلجأون إليه.
وأضافت الوكالة: «الناس محاصرون في كابوس لا ينتهي من الموت والدمار على نطاق واسع».
من جهتها، أفادت لجنة الطوارئ في بلدية دير البلح بأن الوضع الحالي يفرض اتخاذ إجراءات طارئة تتعلق بخدمات المياه في المدينة، نظرًا لعمليات الإخلاء الجارية، والتي أدت إلى خروج 10 آبار مياه عن الخدمة، بالإضافة إلى خروج خزانين رئيسيين عن العمل.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، أن إجبار جيش الاحتلال أهلنا في شمال خان يونس وشرق دير البلح على النزوح إلى ما يسمى «مناطق إنسانية وآمنة»، ليست إلا وسيلة أخرى لتعميق العقاب الجماعي والإبادة التي يتعرض لها شعبنا منذ أكثر من عشرة أشهر.
وأشار الرشق إلى أن الاحتلال يستخدم النزوح كسلاح في حربه ضد المدنيين العزل، في محاولة لكسر إرادتهم وزيادة معاناتهم الإنسانية. وأضاف: «لقد شاهدنا، وشاهد العالم بأسره، كيف استهدفت قوات الاحتلال هذه المناطق الآمنة مرات عديدة، وارتكبت فيها أبشع المجازر بحق الأبرياء».
واختتم بالقول: «الاحتلال الإسرائيلي لا يسعى فقط إلى إخلاء المناطق، بل يهدف من خلال هذه السياسة الممنهجة إلى تمهيد الأرضية لمجازر جديدة بحق شعبنا الصامد، وإدامة جرائمه ضد الإنسانية التي تُصنَّف بوضوح كجرائم حرب وفق القانون الدولي».