أفريقيا/ 14 أكتوبر / متابعات :
في أعلى مستوى تحذير، أعلنت منظمة الصحة العالمية، نتيجة انتشار جدري القرود في أفريقيا «حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد العالمي».
ووفقا لتقارير إعلامية عالمية، فقد رصد ( إمبوكس) في جمهورية الكونغو الديمقراطية في سبتمبر 2023، وتم الإبلاغ عنه في بلدان إفريقية مختلفة المغرب والسودان وساحل العاج وليبيريا ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وكينيا وموزمبيق وجنوب إفريقيا.
وسارعت المنظمة، التي تبدي قلقها إزاء تزايد الإصابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية واتساع رقعة التفشي إلى بلدان مجاورة، للدعوة إلى اجتماع للخبراء للبحث في تفشي المرض.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في مؤتمر صحفي، «اجتمعت لجنة الطوارئ، وأبلغتني أنه من وجهة نظرها يشكّل الوضع طارئة صحية عالمية تثير القلق دوليا، وقبلت بهذا الرأي».
وأشار إلى أن رصد سلالة جديدة من جدري القرود وتفشيها السريع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ورصدها في بلدان مجاورة لم يسبق أن أبلغت عن إصابات بها، واحتمال تفشيها على نحو أكبر في أفريقيا وأبعد منها يثير قلقا بالغا، حيث أكد على أن الاستجابة الدولية المنسقة ضرورية لوقف التفشي وإنقاذ الأرواح، لافتا إلى أن الجميع يجب أن يكونوا معنيين.
وقال في مستهل اجتماع لجنة الطوارئ إن «الظهور والانتشار السريع للسلالة 1بي (للفيروس) في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي يبدو أنها تنتشر خصوصا عبر الشبكات الجنسية، ورصدها في بلدان مجاورة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، هو أمر مقلق جدا ومن بين الأسباب الرئيسية وراء قراري عقد اجتماع للجنة الطوارئ هذه».
ولفت جيبريسوس إلى أن أعداد الإصابات البالغة أكثر من 14 ألف حالة والوفيات 524 المسجلة حتى الآن هذا العام في جمهورية الكونغو الديمقراطية تجاوزت المجموع المسجل العام الماضي.
ويعد إعلان يوم الأربعاء، الثاني من نوعه على التوالي بشأن جدري القرود، وإن كان الأخير يركز على سلالة مختلفة للفيروس وأكثر فتكا
وأتى القرار بعدما أعلنت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الأفريقي، أمس الأول الثلاثاء، حالة طوارئ صحية عامة بسبب تفشي جدري القرود (إمبوكس) في القارة.
وتفشى المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث اكتُشف الفيروس للمرة الأولى لدى البشر عام 1970، وانتشر إلى بلدان أخرى
وجدري القرود مرض معد ناجم عن فيروس ينتقل إلى البشر عن طريق الحيوانات المصابة، حيث ينتشر جدري القرود من شخص لآخر من خلال الاتصال الوثيق مع شخص مصاب، من خلال ممارسة الجنس مثلا، وملامسة الجلد للجلد، والتحدث أو التنفس بالقرب من شخص آخر.
ويمكن أن يدخل الفيروس الجسم من خلال الجلد المصاب، أو الجهاز التنفسي، أو من خلال العينين، أو الأنف، أو الفم، ومن الممكن انتشاره من خلال لمس الأشياء الملوثة بالفيروس، مثل الفراش والملابس والمناشف، ومن الطرق الأخرى الاتصال الوثيق بالحيوانات المصابة، مثل القرود والجرذان والسناجب.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا أنه كانت توجد أكثر من 14500 إصابة بجدري القرود، وأكثر من 450 حالة وفاة بسببه بين بداية عام 2024 ونهاية يوليو، وهذا يمثل زيادة بنسبة 160 % في الإصابات وزيادة بنسبة 19% في الوفيات مقارنة بنفس الفترة في عام 2023.
وتشمل الأعراض الأولية الحمى والصداع والتورم وآلام الظهر وآلام العضلات، بمجرد أن تنخفض درجة الحرارة، يمكن أن يظهر طفح جلدي، وغالبا ما يبدأ على الوجه، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويكون هذا أكثر شيوعا على راحة اليدين وباطن القدمين.
ويتغير الطفح الجلدي، الذي قد يكون شديد الحكة أو مؤلما، ويمر بمراحل مختلفة قبل أن يتحول أخيرا إلى قشرة، تسقط لاحقا. ويمكن أن تسبب الجروح ندبات.
ويمكن أن تهاجم الجروح في الحالات الخطيرة الجسم بالكامل، وخاصة الفم والعينين والأعضاء التناسلية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أعلى مستوى من التأهب في 23 يوليو 2022 في محاولة لاحتواء تفشي جدري القردة ثم رفعته بعد أقل من عام، في مايو 2023.
ويشار إلى أنه لم تُعلن «طوارئ الصحة العامة التي تسبب قلقا دوليا» غير 7 مرات منذ عام 2009 بسبب انتشار إنفلونزا الخنازير وفيروس شلل الأطفال و«إيبولا» و«فيروس زيكا» و«إيبولا» مرة أخرى، ومن ثم «كوفيد-19» و«جدري القرود».