الأراضي السورية / 14 أكتوبر / متابعات :
قتل 11 مدنياً في قصف نفذته مجموعات موالية لإيران على قرية تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة، على وقع اشتباكات متواصلة منذ أيام بين الطرفين.
وأكد المرصد مقتل "11 مدنياً بينهم ستة أطفال"، نتيجة "قصف مكثف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة من مناطق تمركز" مجموعات محلية موالية لإيران في ريف دير الزور الشرقي في الضفة الغربية لنهر الفرات، طاول "منازل المدنيين في قرية الدحلة". وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية من جهتها في بيان حصيلة مماثلة.
وتستمر أعمال العنف في عموم المناطق السورية على اختلاف الجهات المسيطرة، في ظل استمرار الصراع بين الأطراف المتقاتلة، وسط غياب حل شامل يقي المدنيين من جرائم الحرب والانتهاكات المستمرة ضد حقوق الإنسان.
وبحسب المرصد السوري فإن 29 شخصاً قتلوا خلال الثلاثاء والأربعاء الماضيين في ظروف مختلفة وبمناطق عدة، في ظل حوادث الانفلات الأمني واستمرار القصف بين الأطراف المتصارعة، إضافة إلى استمرار ارتكاب جرائم قتل في حق المعتقلين والمغيبين قسراً وغيرها من الحوادث الناتجة من استمرار آلة الحرب.
وكانت تقارير صادرة عن المرصد وثقت مقتل 567 مدنياً سورياً منذ بداية العام الحالي في ظروف وحوادث مختلفة ضمن مناطق النظام السوري، بينهم 78 طفلاً وطفلة و79 سيدة.
وتندلع اشتباكات مماثلة في منطقة شرق سوريا بين الحين والآخر، آخرها في سبتمبر2023. ويقطع نهر الفرات محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، ذات الغالبية العربية وحيث توجد عشرات العشائر العربية. وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على الضفة الشرقية للفرات، بينما تتمركز قوات النظام السوري التي تساندها فصائل موالية لطهران على الضفة الغربية.
وتشكل المنطقة الممتدة من مدينة البوكمال عند الحدود العراقية حتى مدينة الميادين مركز ثقل لمجموعات موالية لطهران. وتضم مدينة دير الزور مقرات إيرانية لمستشارين عسكريين ومؤسسات ومركز ثقافي، وفق المرصد.
وتتولى الإدارة الذاتية الكردية وجناحها العسكري قوات سوريا الديمقراطية، إدارة المناطق التي تسيطر عليها في شمال وشمال شرق سوريا، عبر مجالس محلية مدنية وعسكرية.
وشكلت قوات سوريا الديمقراطية رأس حربة في قتال تنظيم "داعش" الإرهابي الذي أعلنت دحره جغرافيا من آخر مناطق سيطرته عام 2019. ولا تزال خلايا من التنظيم المتطرف تنشط في البادية السورية المترامية الأطراف، منفذة هجمات ضد قوات النظام والقوات الكردية.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً واسعاً بالبنى التحتية واستنزف الاقتصاد. وشرد النزاع وهجر أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.