باريس / 14 أكتوبر / متابعات :
بالرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها حتى الآن عن الهجوم على شبكة السكك الحديدية بفرنسا، إلا وكالة رويترز نقلت عن مصدرين أمنيين قولهما إن أسلوب العمل يعني أن أصابع الاتهام الأولية تشير إلى متشددين يساريين أو نشطاء مهتمين بالبيئة لكنهما أضافا أنه لا توجد أدلة حتى الآن.
ورفض رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال التكهن باحتمال وقوف مثل هذه المجموعات وراء التخريب. وقال إن هجمات السكك الحديدية استهدفت ثلاثة مسارات رئيسية إلى باريس وكانت تهدف إلى تعطيل شبكة القطارات عالية السرعة.
وأضاف «ما نعرفه وما نراه هو أن هذه العملية تم الإعداد لها وتنسيقها واستهداف مراكز مهمة وهو ما يظهر معرفة معينة بالشبكة بحيث بدا واضحا للمنفذين أين يجب أن يوجهوا ضرباتهم».
ووقعت عملية التخريب المنسقة في الوقت الذي تنفذ فيه فرنسا عملية أمنية ضخمة يشارك فيها عشرات الآلاف من رجال الشرطة والجيش لتأمين باريس خلال الأولمبياد الصيفية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية، مما أدى إلى استنزاف الموارد الأمنية من جميع أنحاء البلاد.
وبحسب صحيفة فايننشيال تايمز الأمريكية تتمتع فرنسا بثقافة سياسية نشطة للغاية حيث لا تعد الاحتجاجات والأعمال المسلحة أمراً غير شائع. ومع ذلك، فإن أي محاولة لربط مجموعات محددة بتخريب القطار يوم الجمعة تظل مجرد تكهنات.
ووفق الفايننشيال تايمز أعربت بعض الجماعات اليسارية والبيئية عن معارضتها للألعاب الأولمبية، حيث تجمع المتظاهرون في ساحة الجمهورية في باريس، مساء أمس الخميس، للتنديد بالعواقب البيئية والاجتماعية المترتبة على استضافة الألعاب.
كما اندلعت احتجاجات في مارسيليا عندما وصلت الشعلة الأولمبية إلى هناك قبل شهرين. ومع ذلك، كانت هذه التحركات سلمية إلى حد كبير، كما احتج الناشطون البيئيون على بناء خزانات مياه ضخمة تستخدم في الزراعة.
وكانت جماعة «ثورات الأرض» البيئية الراديكالية من بين المنظمين الرئيسيين للاحتجاجات الضخمة التي شهدتها مدينة سانت سولين في وسط فرنسا العام الماضي، والتي تحولت إلى أعمال عنف حيث اشتبك الآلاف من الناشطين مع الشرطة.
كما شاركت الجماعة في إغلاق الموانئ والمواقع الصناعية. وحاول وزير الداخلية حظر المجموعة، لكن المحاكم أبطلت خطوته.
وفي عام 2008، اعتقلت شرطة مكافحة الإرهاب الفرنسية عشرة أعضاء من «حركة فوضوية عنيفة» بتهمة تخريب كابلات الكهرباء على خطوط القطارات فائقة السرعة.
وللفوضويين الفرنسيين من أقصى اليسار تاريخ باستهداف شبكة السكك الحديدية بحرق متعمد، وفق فرانس برس، فيما تحوم شكوك أيضاً حول روسيا التي قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الماضي انها تخطّط لاستهداف الألعاب.
وأوقفت الشرطة روسيا هذا الأسبوع في باريس للاشتباه بـ«تنظيم أحداث من المرجح أن تؤدّي إلى زعزعة الاستقرار خلال الألعاب».
وتعليقاً على الاضطرابات في شبكة القطارات التي قد تطال 800 ألف راكب، قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ من قرية الرياضيين انه ليس متخوّفاً “لدينا ملء الثقة بالسلطات الفرنسية”.
وتنشر فرنسا أكثر من 45 ألف شرطي و10 آلاف جندي وألفي فرد أمن خاص. وسيتمركز قناصة فوق أسطح البنايات مع المراقبة من الجو باستخدام طائرات مسيرة.