من جديد شحذ المقامرون سكاكينهم وامتطى القراصنة اشرعتهم .. وها هم اللصوص والسماسرة والمغامرون وأصحاب الزار والمشاغبون وحملة المباخر والنافخون في كير الطائفية والمذهبية والشطرية .. يوغلون -جميعهم- النصال بعضهم في أجساد بعض، يكسرون جماجم إخوانهم يهرولون في ماراثون لذبح الوطن من الوريد إلى الوريد . *** ألم أقل إن الوليمة عامرة .. والكؤوس ملآنة .. والذبيحة جاهزة ..والشهية مفتوحة .. والأيادي ممدودة. وجميعهم في انتظار شارة البداية. *** قبل بدء الوليمة: ثمة حفلة للرقص .. يتلوى فيها صاحب (الصمادة) والمئزر والخنجر. والضام و (المسربل). وسط الحلبة يترنح صاحب الكوفية والمعتمر أحزمة القنابل والمبندق والمبنطل..والملتحي والحاسر .. يتسابق في حفلة الزار، المثقفون والأميون .. وذوو الخبرات ..وأصحاب البقالات..وصوالين الحلاقة ..ومنظمو (الفرزات). يتسلل إلى أطرافها قادة الأحزب والألوية .. وأصحاب الصحف الصفراء والمراسلون .. يترنحون في حفلة الرقص..يبترعون ويحركون مواخيرهم في نشوتهم الجديدة. يتجمهر أصحاب الصرافة والمقوتون..بائعوا الرمان والمصدرون .. .. كلهم في انتظار الوليمة الكبرى .. ..في انتظار الطلقة الأولى علي سفرة ممتدة فيها شفرات صدئة .. تحتشد الأصابع ..تختلط الأنفاس .. ترتفع البيارق والأصوات تجلجل الطلقة الأولى، ثم ينهمر الرصاص وليمتكم عامرة .. سفرتكم ممتدة تظللها الرماح .. والأعاصير والرياح. يا سادتي سكت الكلام .. سكت الكلام .
الوليمة جاهزة!
أخبار متعلقة