العنوان الذي اخترته لمقالي هذا ليس اقتباساً من مسرحية فكاهية للممثل الكبير عادل إمام أو غيره من الفنانين المعروفين وغير المعروفين الذين اشتهروا بالفكاهة.. بل هو عنوان من أرض الواقع اليمني الذي يشهد منذ أزمة العام 2011 تطورات دراماتيكية وصلت خطورتها حد الاقتراب من الكارثة..
وموضوع حديثي المتواضع اليوم هو ما تشهده العاصمة صنعاء من توترات غاية في الخطورة والتعقيد من قبل جماعة الحوثي المتمردة التي تحاصر صنعاء بهدف إسقاط النظام الجمهوري تحت مبررات واهية باتت أشبه بمسرحية كوميدية غاية في الهزازة.. وحكاية الروتي التي وردت في العنوان هي مرتبطة بما صاحب قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية الذي أجمعت عليه كل القوى السياسية بمن فيهم من يتنصلون اليوم وبعد مرور قرابة الشهر من تنفيذه يتنصلون عن موافقتهم ويطالبون وكأن الشعب نائم عن أسباب هذا القرار ودوافعه يطالبون بالغائه وكأنه قرار اتخذه صاحب بقالة وليس رئيس دولة..
فأول ما صدر القرار وفي ظل غياب الرقابة عند بعض العناصر التي لا تريد للتسوية السياسية أن تنجح وتعمل وفق أجندة نعرف أنها خارجية التخطيط والتمويل على إفشال مخرجات الحوار الوطني الجامع لكل القوى والمنظمات السياسية والمدنية من كافة أنحاء الوطن والذي عقد وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.
أقول عمدت هذه العناصر الجاهلة لأهمية قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية إلى إثارة الفتنة فرفعت من سعر الروتي المادة الرئيسية للمواطنين في خطوة تلتها خطوات أخرى تركزت في رفع أسعار العديد من السلع الغذائية والاستهلاكية كما هو حاصل اليوم.. فكان الروتي عنوان هذه الجماعة الفوضوية مما أثار غضب الناس حتى وصل الأمر إلى إرغام أصحاب الأفران على التراجع عن الزيادة ولكنهم عملوا على تقليص حجم الروتي.. هذه الحكاية نفسها اليوم تنطبق على جماعة الحوثي المتمردة.. في البداية كان حجمها أكبر وعملت على إحكام سيطرتها على مداخل وطرق الكثير من شوارع صنعاء اعتقاداً منها أن الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية سوف يفقد حكمته المعهودة وتبدأ معارك بين الإخوة اليمنيين وهو أمر أدركه الرئيس هادي.. فلجأ إلى الشعب صاحب القرار الأول والأخير في مواجهة تمرد جماعة الحوثي.. فكان رد الشعب المسيرات المليونية التي جابت وما زالت في العديد من عواصم المحافظات ومنها العاصمة صنعاء..دعماً للاصطفاف الوطني في حماية الوطن وما تحقق فيه من مكتسبات وأبرزها مخرجات الحوار الوطني..خرجت الملايين وتقلص حجم جماعة الحوثي منهم من عاد وخرج من العاصمة ومنهم من انضم إلى دعوة الرئيس هادي في الاصطفاف الوطني إنقاذاً لوطن الثاني والعشرين من مايو العظيم وتقلص حجم الجماعة كما تقلص حجم الروتي بعد غضب الشعب.
إنه درس يدل على عظمة شعبنا في المحن والتحديات التي تواجهه، جماعة الحوثي المتمردة حشدوا أسلحتهم المختلفة والشعب قابل هذا الاحتشاد بإرادة قوية وسلمية مستنداً إلى صبر وحكمة وقيادة الرئيس هادي ونجح الشعب ونجحت إرادته وصارت جماعة الحوثي المتمردة التي واجهت أيضاً الإرادة الإقليمية والعربية والدولية.. صارت جماعة كما هي أقراص الروتي التي تنكمش بفعل المادة التي تضاف إلى العجينة.. فعجنة الحوثي ليست من الشعب الذي أعلن اصطفافه الوطني وتمسكه بالثوابت الوطنية الجمهورية والوحدة والديمقراطية والعدالة بين الجميع..
هذه حكاية الروتي المرتبطة بالعنوان بجماعة الحوثي.
والله من وراء القصد..
جماعة الحوثي وحكاية الروتي
أخبار متعلقة