جمعتني ببعض الأصدقاء جلسة بالمقهى وشيء طبيعي أن يكون الحوار في أحد الأمرين .. الأول رمضان الذي لم يتبق على إطلاله سوى أيام قلائل وهو حديث ذو شجون يشيب منه الطفل.. لان رمضان الكريم وخاصة في أعوامنا الأخيرة من سيئ إلى أسوأ ولولا لطف الله بعباده في هذا الشهر الكريم والمبارك لكان الناس في حالة جنون حقيقي .. الأسعار في ارتفاع يوماً بعد يوم وكأن هذا الشهر فرصة ليس للعبادة والرحمة وتقديم المساعدات للفقراء وشعبنا اليمني والحمد لله أغلبهم فقراء .. بل فرصة لزيادة معاناة الناس وحرمانهم من متعة الليالي الكريمة.. فالأسعار والمرتبات والمعاشات لشيء لايطاق.. وأتوقع أنه في هذا الشهر الكريم أن تختفي الكثير من السلع من موائدنا لعجزنا عن شرائها والاكتفاء برؤيتها في محلات البيع.. وما يزيد الطين بلة الانقطاعات الكهربائية وقد سقنا في مواضيع أخرى أن كتبنا عن الكهرباء واستمرار انقطاعاتها وحملنا المسؤولية ليس فقط مؤسسة الكهرباء التي يبذل عاملوها جهوداً خارجة عن إمكانياتهم وهم معنا ليل نهار ولا السلطة المحلية التي تقول بكل صدق نلمس منها وفي مقدمتها المحافظ المخلص الأستاذ وحيد علي رشيد كل الجهد والمتابعة للتخفيف من معاناة المواطنين خاصة في عدن الساحرة التي يتكبد المواطنون فيها الكثير والكثير من المعاناة . بل حملنا المواطنين المسؤولية وقلنا الربط العشوائي وعدم سداد الكثير لفواتير الكهرباء وكأن الدولة قد أصدرت قراراً بمجانية الخدمة الكهربائية.. الحديث مع الأصدقاء امتد في جانبه الآخر إلى مباريات كأس العالم الذي رغم المعاناة شغل الناس خاصة الشباب الذين زاد إدمانهم على تعاطي القات أثناء متابعتهم لكأس العالم، صحيح أن هذه العادة التي أقول عنها إنها سيئة رغم أنني كنت ممن يتعاطون مضغ القات يومياً والحمد لله أقلعت عنها لكنها تمتص من معاناة الشباب حتى لساعات.
أعود إلى كأس العالم الذي نحن الآن في منتصفه أن كان مفاجأة لكل المحللين .. الفرق الكبيرة تعثر أداؤها وبعضها غادرت البطولة من الدور الأول وأخرى ممن كنا لا نتوقع أن يكون أداؤها بهذا المستوى الكبير.. مفاجأة قد تزداد ضراوتها وقد تصاب بالانتكاسة .. الأمر المهم في موضوعنا هذا أن بعض الدجالين أوجدوا بدعة هذا العام وقالوا إن مشاهدة كأس العالم (حرام) .. حسبنا الله ونعم الوكيل .. مشاهدة بطولة كأس العالم «قدها» حرام ويقول هؤلاء الراجلون أن البطولة تكشف عورة الفتيات وتبطل دعوات وصلوات وصيام الشباب المسلم .. الحديث طويل ومتعب في هذا الجانب ولكنني فقط أحببت أن أنقل ما سمعناه والحكم على القارئ.
رمضان والأحاديث حوله تتطلب الكثير من الكتابات .. فقط وهذا الشيء المهم أن نكرر موضوع الأسعار والانقطاعات الكهربائية وننبه بأن المواطنين تعبوا ونفد صبرهم وعلى الجميع دولة وحكومة وسلطات محلية ومواطنين تحمل مسؤوليتهم في رحمة الناس في هذا الشهر الكريم .. المهم أن حديث الكثير من المواطنين خلا من السياسة وإن كانت الكهرباء والأسعار جزءاً من المعاناة السياسية التي ابتلي بها البلاد والعباد.
رمضان وحديث الناس
أخبار متعلقة